غزة – قنا :
حذر الدكتور موسى عابد المدير العام للرعاية الصحية الأولية في قطاع غزة من أن انتشار فيروس شلل الأطفال قد يحصد أضعاف أعداد الشهداء الذين خلفهم عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وأعرب عابد، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، عن خشيته من انتشار المزيد من الأمراض والأوبئة في ظل وجود بيئة خصبة واجتماع كل مسببات الانتشار في قطاع غزة.
وأشار المدير العام للرعاية الصحية الأولية في قطاع غزة إلى أنه تم إعلان القطاع منطقة وباء منتصف شهر يونيو الماضي بعد اكتشاف وجود فيروس شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي في مدينتي دير البلح وخان يونس، وهو ما ينذر بكارثة حقيقة قد تحل على القطاع.
من جانبه، حذر الدكتور سعيد صلاح مدير مستشفى أصدقاء المريض في غزة من خطورة انتشار فيروس شلل الأطفال بين سكان قطاع غزة بعدما كان اختفى من الأراضي الفلسطينية منذ 45 عاما بفعل التطعيمات المنتظمة.
وقال صلاح، لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن عودة الفيروس يهدد حياة الناس في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة، وبسبب سهولة انتقال العدوى، مشددا على أن عودة انتشاره خطير جدا وسيتسبب في وفاة المرضى.
وطالب بضرورة تحرك منظمة الصحة العالمية لتطويق الفيروس وتوفير التطعيمات اللازمة للمواطنين لمنع تفشيه، مشيرا إلى أن معظم سكان قطاع غزة يعانون الآن من ضعف المناعة نتيجة المجاعة وعدم توفر الطعام الصحي الذي يمنح أجسادهم مناعة كافية للتغلب على الأمراض.
يأتي ذلك بعد إعلان وزارة الصحة الفلسطينية تسجيل أول إصابة مؤكدة بفيروس شلل الأطفال في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة لطفل يبلغ من العمر عشرة أشهر لم يتلق أي جرعة تحصين ضد هذا المرض.
وأشارت إلى أن الفيروس عاد للانتشار من جديد في قطاع غزة بسبب الظروف الصحية الصعبة التي يمر بها القطاع وانتشار الأمراض المعدية مع تدفق مياه الصرف الصحي في الشوارع وبين خيام النازحين، وعدم توفر مستلزمات النظافة الشخصية والمياه الصالحة للشرب.
كما حذر أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة من تفاقم الوضع الإنساني في غزة مع انتشار فيروس شلل الأطفال وتهديده مئات الآلاف من الأطفال، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة تستعد لإطلاق حملة تطعيم حيوية ضد هذا المرض بالقطاع لفائدة أكثر من 640 ألف طفل دون سن العاشرة. ودعا إلى وقف إنساني لإطلاق النار حتى تتمكن الأمم المتحدة من تنفيذ حملة التطعيم.
وأسفر عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ أكثر من 10 شهور عن كارثة صحية بشهادة المنظمات الدولية، كما أن نقص احتياجات النظافة الأساسية وعدم توفر خدمات الصرف الصحي وتراكم النفايات بالشوارع وحول مراكز إيواء النازحين وعدم توفر مياه الشرب الآمنة، خلق بيئة مواتية لتفشي وانتقال العديد من الأوبئة، منها الأمراض المنقولة بالمياه مثل فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح.