أيام قليلة ويعود الطلاب إلى مدارسهم لبداية عام دراسي جديد، بعد قضاء فترة الإجازة التي كانت تتميّز بالاستمتاع والاستقرار النفسي وراحة البال، إلى مرحلة الدراسة التي فيها نظام ومسؤولية والتزام واستيقاظ مُبكّر، لذلك فإن عملية العودة إلى المدارس بعد فترة الانقطاع تتطلب تهيئة نفسيّة ومعنويّة؛ حتى يكونَ الطلاب مُستعدّين جيدًا للعودة إلى فصولهم الدراسيّة، علمًا بأن التهيئة النفسيّة والمعنويّة، مسؤولية مُشتركة بين الأسرة والمدرسة.
ولا شك أن المدرسة تلعب دورًا أساسيًا في التهيئة النفسيّة للطلبة وتنمية الاتجاهات الإيجابيّة تجاهها، وتكوين علاقة جيّدة بينها وبين الطالب، والتكيّف مع البيئة المدرسيّة، كما يجب أن تتكاتفَ الأسرة مع إدارة المدرسة في مُساعدة الأبناء على التأقلم مع مُتطلبات اليوم الدراسي، وإظهار الوالدين سعادتهما بالعودة إلى المدارس بعد فترة الإجازة، وليس العكس، حتى لا يؤثرَ ذلك على نفسية الأبناء، وذلك بتشجيعهم وبث روح الحماس في نفوسهم للعودة إلى مدارسهم، كما يجب ألا تكونَ عبارات التشجيع والتحفيز مُقتصرةً على الطلاب فقط، وإنما تمتدُّ لتشملَ الكادر التدريسي كذلك، بإرسال رسائل شكر تحتوي على عبارات تحفيزيّة مُتنوِّعة للمُعلمين والمُعلمات، تُثني على الجهود المُميّزة التي بذلوها، وتحثّهم على مواصلة التميُّز والإبداع، في أداء رسالتهم التربويَّة في تعليم أبنائنا الطلاب لبناء مُستقبل مُشرق لوطننا.
وفي اعتقادي أن الدوام الدراسي المُتوازن في بداية العام الدراسي الجديد «2024 /2025» سيُساعد الطلاب في كافة المراحل الدراسيّة على استيعاب كل ما يدرس لهم، كما سيُتيح لهم وقتًا كافيًا لأداء واجباتهم والقيام ببعض الأنشطة البدنيّة المُهمة لهم كأطفال وشباب، ومن ثم الخلود للنوم مُبكرًا، لكي يتمكنوا من الاستيقاظ في الموعد المُحدّد لهم، حتى لا ينفرَ الطالب من المدرسة، خاصة إذا وجد نفسه محصورًا في حلْقة مُغلقة، مثل أداء الواجب المدرسي، أو النوم مُبكرًا للذَّهاب إلى المدرسة في اليوم التالي، ومن ثم تتحقق الفائدة الكاملة من المدرسة، ولا تجد تململًا من الطلاب أو أولياء الأمور، لذلك فمن المُفترض ألا يقتصرَ دور المنظومة التعليميّة المُتكاملة على تحقيق الهدف التعليمي فحسب، وإنما يجب عليها أن تسعى وتجتهدَ في مسألة تنمية الطالب فكريًا وتربويًا أيضًا، بحيث تقوم هذه المنظومة بما تشمله من كوادر تدريسيّة ومناهج تعليمية وبيئة مدرسية وأساليب تربويّة، بخدمة العنصر الأساسي المُتمثِّل في الطالب.
ومن واجبنا كخبراء وتربويين في هذه الفترة أن نبثَّ الرسائل التوعويّة والعبارات التحفيزيّة، التي تحثّ طلابنا – بالمراحل الدراسيّة – على الاجتهاد، وهم مُقبلون على بداية العام الدراسي الجديد، وتشجيعهم على السعي بكل ما في وسعهم إلى التميّز والإبداع، باعتبار أن التحفيز في مجال التربية والتعليم يُعدُّ من أهم المُرتكزات التي من خلالها نصل إلى تحقيق أهداف التربية، حيث إن الطلاب الذين ليس لديهم دوافع وأهداف في المراحل الدراسيّة المُختلقة لن يتعلموا بشكل فعّال، ولن يحتفظوا بالمعلومات والمعارف والأفكار في ذهنهم للمُستقبل.
والله ولي التوفيق،،،
أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر