الدوحة -إبراهيم صلاح :
كشفَ الأستاذ محمد مندني العمادي، مُدير مدرسة قطر للعلوم والتكنولوجيا، عن اختيار 64 طالبًا من أصل 450 طالبًا، تقدّموا للتسجيل ضمن الدفعة السابعة، وذلك للعام الأكاديمي الجديد 2024-2025، بعد مرور الطلاب بمجموعةٍ من المراحل، بدايةً من التسجيل والاختبارات الشخصيّة في الرياضيات واللغة الإنجليزيّة والمهارات العُليا، ثم المُقابلة الشخصيّة.
وقالَ في تصريحات ل الراية : إن كافة الطلاب ال 450 حققوا الشروط المبدئية للتسجيل في المدرسة، لكن تمّت عملية الاختيار بطريقة تنافسيّة، وذلك عن طريق اختيار الأعلى فالأعلى من كافة المُتقدّمين، سواء في الاختبارات الشخصيّة أو المُقابلة الشخصيّة وكذلك على مُستوى المهارات العُليا للطلاب، موضحًا أن المدرسة تقبل سنويًا 60 طالبًا ضمن كل دفعة، مع قَبول 4 طلاب إضافيين، وذلك مُراعاةً لظروف أي طالب على مُستوى التردد أو عدم قدرته على استكمال الدراسة في المدرسة لبُعد المسافة عن بيته أو صعوبة في المنهج أو لظروف خاصّة.
وأشارَ مُدير مدرسة قطر للعلوم والتكنولوجيا إلى تخرّج 60 طالبًا ضمن الدفعة الرابعة مع نهاية العام الأكاديمي الجديد للمُساهمة في زيادة عدد الطلبة القطريين في التخصصات العلميّة، لرفد سوق العمل بالوظائف التي يتطلبها الاقتصاد القائم على المعرفة، والتطوّر العلمي والتكنولوجي، ليُصبحوا قادرين على صناعة مُستقبل وطنهم؛ تحقيقًا لرؤية قطر الوطنيّة 2030. وأكدَ الانتهاء من كافة الاستعدادات لاستقبال الطلاب للعام الأكاديمي الجديد، سواء على مُستوى المبنى المدرسي ومدى جاهزيته أو اكتمال أعداد الهيئة التدريسيّة، مع تجهيز الجداول التي ستوزّع في أول يوم دراسي، وكذلك على مستوى المناهج التي باتت مُتوفرة إلكترونيًا خاصةً مع توجّه المدرسة الإلكتروني في كافة الوسائل، وإتاحتها ورقيًا للطلاب إذا احتاجوا لذلك، موضحًا أن «اللابتوب» هو المرجع الأساسي للطالب لدراسته في المدرسة. وأوضح إجراء جولة تعريفيّة للطلاب الجدد للتعريف بالمبنى المدرسي وملحقاته عن طريق المجلس الطلابي خلال أول أيام الدراسة بالإضافة إلى إرشاد طلبة المدرسة لأبرز التخصصات الأكاديميّة التي تتوافق مع سوق العمل، ولتبادل تجارِبهم الشخصيّة مع الجامعات التي التحقوا بها سواء في الداخل أو الخارج.
اشتراطات القَبول
وأوضحَ أن كافة الطلاب الذين تمت الموافقة عليهم قد اجتازوا مرحلة اشتراطات التسجيل المُتمثلة في أن يكون الطالب قطري الجنسية، وألا يقل متوسط درجات الطالب في مواد العلوم والرياضيات واللغة الإنجليزية عن 80 % في آخر تقرير أكاديمي للطالب، وأن يجتاز الطالب اختبارات القَبول في اللغة الإنجليزية والرياضيات والقدرات الذهنيّة، وأن يجتاز الطالب المُقابلة الشخصية، موضحًا أنه يقتصر قَبول الطالب للالتحاق بالمدرسة على الصف التاسع فقط، وضمن حدود السن القانونيّة. كما يمكن قَبول الطلبة من خارج النطاق الجغرافي للمدرسة ممن تنطبق عليهم شروط القَبول والتسجيل، فضلًا عن حصول الطلبة المُسجلين من المدارس الخاصة داخل الدولة أو من المدارس خارج الدولة على إفادة مُعادلة شهاداتهم قبل الالتحاق بالمدرسة.
مراحل التصفية
وعن معايير اختيار الطلاب، أكدَ العمادي أن مرحلة التسجيل تعتبر المرحلة الأولى لاستقبال طلبات المُرشحين للانضمام للمدرسة، ومن ثم تبدأ مرحلة الاختبارات الشخصيّة في الرياضيات واللغة الإنجليزية، نظرًا لأن المناهج جميعها باللغة الإنجليزية المُتقدّمة، وتعتمد بشكل كبير على مهارات الطالب في الرياضيات والقدرات الذهنية، ويشترط لأداء اختباري اللغة الإنجليزية والقدرات الذهنية اجتياز اختبار الرياضيات (CAT 4) أولًا، حيث يتم اختيار الطلاب الذين حققوا أعلى المُعدلات، لتتم تصفية أخرى عبر المرحلة الثالثة والأخيرة، وهي المُقابلة الشخصية لمعرفة تطلعات الطالب، وقياس دافعيته لتعلم منهج STEM، ورغبة ولي الأمر في التحاق الطالب بالمدرسة والتزامه باللوائح والقوانين، ليتم اختيار 60 طالبًا فقط من إجمالي المُرشحين للالتحاق بالمدرسة، وهي الطاقة الاستيعابيّة القصوى لكل صف دراسي في المدرسة، لافتًا إلى أن جميع هذه المراحل وصولًا إلى اختيار الطلاب الـ 60 تنتهي في شهر إبريل المُقبل.
مُختبرات مُتطوّرة
وتطرقَ العمادي إلى الحديث عن تطوير التعليم الأكاديمي بالمدرسة خلال العام الدراسي الجديد، لافتًا إلى أن المدرسة تطوّر من المعامل التي تمتلكها بشكل سنوي بإضافة برامج علمية جديدة، حيث تضم المدرسة 15 مختبرًا علميًا، من بينها مختبر للطب الحيوي تم تطوير برامجه، ما شجع 21 طالبًا في الصف الحادي عشر على الالتحاق بالمسار الطبي، أي ثلث الدفعة، لافتًا إلى أن الطلبة يختارون مسارًا من 3 مسارات في: الطب والهندسة وعلوم الحاسب الآلي، بَدءًا من الصف الحادي عشر، إلا أن مسار علوم الحاسب الآلي (IT) هو الأكثر إقبالًا. وتضم المدرسة 15 مُختبرًا، مثل مختبر الكمبيوتر، ومختبر اللغات، ومختبر الروبوت الذي تمَّ تصميمه تحت إشراف جامعة تكساس إي اند إم في قطر، ومُختبر التصنيع الذي يوفر مجموعةً من أجهزة الطابعات ثلاثية الأبعاد وأجهزة التصنيع لتدريب الطلاب على صنع نماذج متطورة من مشاريعهم العلمية، إذ يحتوي المختبر على أحدث أجهزة التصميم والابتكار، فضلًا عن مختبرات العلوم والفيزياء، والكيمياء الحيوية، ومختبر الطاقة الذي تمَّ تصميمه تحت إشراف شركة إكسون موبيل العالمية.
منهج AP
وأشارَ إلى أن مدرسة قطر للعلوم والتكنولوجيا تطبق المنهج الأمريكي المتقدم AP بالصف الحادي عشر، وهو منهج علمي يعتمد على الجانب التطبيقي للعلوم والهندسة، وكذلك يؤهل الطالب للالتحاق بأفضل الجامعات الأمريكية في مجالات العلوم والهندسة. وقال: AP هو برنامج أمريكي تمَّ الاعتراف به من قِبل الكليات والجامعات الأمريكية، حيث يتم تقييم الطلبة الذين يدرسون منهج المستوى المتقدم مرة في السنة في شهر مايو. ومن مميزاته أنه يُعطي الطلبة الفرصة لتجرِبة العمل على المستوى الجامعي واكتساب المعرفة العميقة، ويُساعد على زيادة الشّغف بالمادة، كما يوفر للطلبة ميزة تنافسية للحصول على القَبول في الجامعات في جميع أنحاء العالم.
9 مواد أساسية
ويدرس طلابُ مدرسة قطر للعلوم والتكنولوجيا 9 مواد أساسية وهي: اللغة الإنجليزية، واللغة العربية، والمنهج التكاملي، وتاريخ العلوم والعلماء في قطر، وتكنولوجيا المعلومات، والتصميم، والعلوم الشرعية، والرياضيات، والتربية البدنية. فضلًا عن برامج ومشاريع الأبحاث والمعامل، ومقدمة في الهندسة، ومقدمة في الطب وعلوم الصحة، ومقدمة في البرمجة وتكنولوجيا المعلومات. حيث توفّر المدرسة خبرات تعليمية مُبتكرة ومحفزة ومثيرة للتحدي في تعلم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في سياقات تكاملية تمكّن الطلبة من تطوير مهاراتهم في البحث والتصميم والتفكير الناقد وحل المشكلات، وتساهم في بناء قدراتهم الإبداعية والتنافسية على المستوى العالمي. وتُعد مدرسة قطر للعلوم والتكنولوجيا الثانوية للبنين مدرسة حكومية تقدّم منهجًا حديثًا قائمًا على تكامل العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات باللغة الإنجليزية للطلاب القطريين البنين من الصف 9 حتى الصف 12.
نصائح للطلبة الجدد
ودعا العمادي الطلابَ الجدد إلى ضرورة التعرّف على المدرسة وإمكاناتها ومحاولة التقرب من زملائهم لأخذ فكرة شاملة، خاصةً أن وقت دوام المدرسة طويل وبه متعة للتعلم لاستيعاب النظام التعليمي المُختلف عن المدرسة التي قدِم منها، والتواصل المُستمر مع المُعلمين أولًا بأول، والمشاركة في كل الفعاليات التي من شأنها تطوير مهارات الطالب وتُكسبه معارف جديدة، لا سيما أن التعليم قائم بالمدرسة على الجانب العملي والمُشاركات الخارجية وتمثيل دولة قطر في كافة المحافل العلميّة، مؤكدًا أن طلاب المدرسة محظوظون لالتحاقهم بالمدرسة، لأنهم صفوة الصفوة على مُستوى البلاد.