الدوحة – قنا:
أطلقَ المجلسُ الأعلى للقضاء «الموظف الافتراضي» للمُتقاضين، وذلك عبر مِنصة «الواتس آب»، في أحدث خدمة إلكترونيّة للمجلس ضمن خُطته لتطوير أنظمة العدالة الإلكترونيّة وصولًا إلى منظومة رقْمية قضائية شاملة.
وبدأ المجلس التطبيقَ التجريبي لأولى خدمات «الموظف الافتراضي» عبر منصة «الواتس آب» ، وتتمثل الخدمة في إيداع المُذكرات إلكترونيًا عبر المِنصة ليتم تسجيل الطلب بشكل كامل من قِبل الموظف الافتراضي باستخدام تقنية الروبتك والذكاء الاصطناعي.
وتهدفُ هذه الخدمةُ، المُتاحة على بوابة المحاكم الإلكترونية، إلى تسهيل عملية تسليم المذكرات للدائرة المُختصة عبر القنوات الإلكترونية في أي وقت، حيث يقوم موظف افتراضي بإتمام عملية تسجيل ورفع المذكرة وإيداعها بمِلف الدعوى التي يتم تحديدها من قِبل المُتقاضي.
وتمَّ تفعيلُ الخدمة والتدشين التجريبي لها بكل من مبنى المحكمة المدنية ومبنى محكمة الاستئناف والتمييز ومبنى محكمة الأسرة، وتم تفعيل التجرِبة مع عدد من المُتقاضين (أطراف الدعوى) وذلك من خلال دخولهم على منصة «الواتس آب» عبر الرقْم المُخصص للمجلس وطلب رفع مُذكرة للدعوى المُتداولة والمُرتبطة بهم باستخدام البيانات الشخصيّة والعنوان الوطني للطرف المُسجل بالدعوى وتمَّ رفع كافة المذكرات التي شارك بها المتقاضون بنجاح بمِلف الدعوى المرتبط وذلك من قِبل الموظف الافتراضي القائم على تسجيل ورفع المذكرة بشكل متكامل عبر منصة الواتس آب، وتمَّ إصدار إشعارات التسلّم للمُتقاضين بنجاح عبر الرسائل النصية والبريد الإلكتروني المُسجل بالعنوان الوطني.
ومع اعتمادها، ستُصبح منصة الواتس آب، واحدة من القنوات الإلكترونية التي سيتم خلالها تسليم المذكرات، في إطار التسهيلات التي يُقدّمها المجلس للمُتقاضين، حيث يمكن للمُتقاضي رفع مُذكرة لدعوى قائمة خلال مرحلة التقاضي، وذلك قبل أو خلال مواعيد الجلسات.
كما أن هذه الخدمة صُممت بقدرٍ عالٍ من الأمان، لافتًا إلى أن اختياره منصة «الواتس آب» يأتي لكونها الأكثر استخدامًا وسهولةً، وتتواءم مع الخِدمات القضائية البسيطة والأكثر تداولًا، ولا تتطلب بيانات ومرفقات من المُتقاضين.
وقد بدأ المجلس بتفعيل الخدمة الجديدة بشكلها التجريبي مع مجموعة مُختارة من مكاتب المُحاماة، ومجموعة من المُستخدمين، بهدف اختبارها وتطويرها قبل إتاحتها رسميًا لجميع المُستخدمين خلال الربع الرابع من العام الجاري.
كما يعمل المجلس حاليًا على توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتقديم حُزمة جديدة من الخِدمات الرقْمية خاصة بعد نجاح تطبيق «المزادات القضائية» الذي يُتيح عبر الموظف الافتراضي إعداد التقارير والمحاضر ذات العَلاقة بالمزادات، ليُساهم في تبسيط وتسهيل هذه الخدمة، وتسريع إجراءات البيع ما بعد انتهاء المزاد، فضلًا عن تحسين جودة الإجراءات وتوفير الوقت والجهد على الكادرين الإداري والقضائي.
ونجحَ فريقُ عمل المزادات بإدارة الإخلاءات والمزادات بالمجلس في تفعيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في إجراءات إعداد محاضر وقرارات البيع إلكترونيًا، ويتولى القضاة تدقيق ومُراجعة القرارات الصادرة التي تم إيقاع البيع فيها على العناصر المعروضة.
وتتمثل الخُطوات التي تضمنها تطبيق مزادات تفعيله للذكاء الاصطناعي في بعض الإجراءات الإداريّة التي يقوم بها كاتب الجلسة، وكذلك المهام التي يقوم بها القاضي باعتماد قرار البيع.
ويعملُ المجلس الأعلى للقضاء على التشغيل التجريبي لخدمات الذكاء الاصطناعي للكادر القضائي ضمن منصة «القاضي»، لإعداد المُقارنات مع السوابق القضائية، وعرض القوانين والمواد القانونية ذات العَلاقة المباشرة بالدعوى قيد التداول، إضافة إلى إعداد الملخصات القانونية الميسرة على الكادر القضائي.
وذكر أنه بدأ تقديم هذه الخدمات بشكل تجريبي مع الدعاوى الجنائية على أن يتم التوسّع في هذه الخدمة خلال المرحلة المُقبلة لتشمل الدعاوى الإدارية والمدنية، ويمضي المجلس الأعلى للقضاء قدمًا بخُطة التوسّع في استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة الخدمات وتقليل الوقت والجهد على المستخدمين، ودعم الاستفادة المُثلى من البيانات والمعلومات المتوفرة، واستخلاص التحسينات والمُقترحات الداعمة لتطوير إجراءات التقاضي.
ويحرص المجلس على الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي لدعم عمليات صنع القرار، واتخاذ خطوات تستشرف المُستقبل، بما يضمن تحقيق مساعي المجلس في العمل بشكل منهجي ومُنظم لتعزيز جودة العمل القضائي، وتطوير المنظومة القضائيّة لتحقيق العدالة الناجزة.