حينما تنظر للعنوان تظن أن هناك خطأً مطبعيًا في الاسم الشهير (العنود) إلا أنه اسمها المُختلف الذي أراده الله عز وجل لإنسانة مختلفة، فلم يتح ليد التعديل أن تتدخل، ليبقى مميزًا كما هي العانود أختي،
العانود التي تحتفل اليوم بذكرى ميلادها، و هي على قمة النضج الإنساني لا يسعني تهنئتها إلا بقول يردده الأتراك في ذكرى الميلاد عندهم:
من الجيد أنك ولدت يا العانود..
نعم.. فمن أفضل ما حدث لي في حياتي أنني رُزقت بأخت مثلها تترجم أفعالُها قيمًا إنسانية رائعة تُنزل السكينة على مَن حولها.
فتُطمئِن عقلًا مُشوشًا بأحداث الحياة أو قلبًا مشغولًا بمتاعبها.
لتلعب دورًا فارقًا ومؤثرًا في حياة مَن حولها، فهي الأخت إن أردت والصديقة إذا احتجت.
فرغم أنها الوُسطى إلا أنها نجحت في أن تكون مستشارةَ أخواتها.. وناصحةَ إخوانها ومعينةً لمن حولها،
هي أم الغاليات كما سجلتُ اسمَها في جهات اتصالي،
حيث تقومُ على تربية بناتِها الأربع تربيةَ الأوَّلين، أو جيل الطيبين كما يحلو للبعض تسميته.
حيث أدارت العانود حياتهن وكل احتياجاتهن بنفسها دون الاستعانة بمُربية أو خادمة أو مُعلمة.. وبُحسن التبعل لزوجها فصرن مثالًا طيبًا وقدوة حسنة ومصدر بهجة لنا جميعًا.
هي أم السَّمِيَة (نورة بنت مشعل) حفظها الله عز وجل من شر ما خلق، التي جاءت تسميتُها تقديرًا لي لا يشبهُه أي تقدير حصلت عليه طوال مسيرتي الحياتية.
جاءت نورة لتحمل اسمي من بعدي، وهو أمر جلل خاصة أنني لم أرزق بالذرية. فكانت نورة الصغيرة هدية لا تقارنها هدية أخرى مهما غلت أو علت.
العانود التي تحرص على الكمال في كل شيء ويزعجها جدًا أي عمل منقوص خالٍ من الإتقان والإخلاص يمكنك الاعتماد عليها في أي أمر فكلمتُها الدائمة: أبشر تطمئنُك وتبث الراحة في قلبك والثقة بإنجازها أمرَك وحلها مشكلتَك.
الأخَوات نعمة وبَرد وسلام في حياتنا وكل أخت عندها ما يُميزها إلا أن في حياة كل مِنَّا أختًا فارقة نجحت في أن تكون رقمًا صعبًا لا يُمكن العيش بدونه.
وتلك هي العانود التي أراد الله عزَّ وجلَّ أن تكون مُختلفة كما هو اسمها تمامًا.
دعائي لها في ذكرى ميلادها اليوم: اللهم احفظ العانود واكفِها شر خلقك، إنك على كل شيء قدير.
