منوعات
د. أميرة علي أحمد زيد دكتوراه جراحة الفم وزراعة الأسنان: طب الأسنان الرقمي جسر بين الواقع والخيال
الدوحة – الراية:
مع أكثر من 23 عامًا من الخبرة، تركزت مسيرتي المهنية في مجالات زراعة الأسنان، جراحة اللثة، جراحة الفم، واستشارات اضطرابات المفصل الفكي الصدغي حيث تخصصت في إجراء جميع الإجراءات المتعلقة بجراحة زراعة الاسنان وتقنيات تجديد الأنسجة الرخوة والصلبة حول الاسنان من خلال تطبيق أحدث التطورات في التكنولوجيا، بما في ذلك طب الأسنان الرقمي والموجه بالحاسب الالي لتعزيز نتائج العلاج بالإضافة إلى عملي الإكلينيكي، تحملت العديد من المسؤوليات الاكاديمية في كليات طب الاسنان وساهمت بنشر تسع مقالات في مجلات دولية حيث تتركز اهتماماتي البحثية على اضطرابات المفصل الفكي الصدغي (TMD)، واستخدامات الليزر، وجراحة زراعة الاسنان والتي تعكس التزامًي الراسخً بالتعلم المستمر والرغبة في الاطلاع على التطورات المستمرة في جراحة الفم مما يجعل هذه الخبرة الشاملة تمكني من تقديم خيارات علاجية مبتكرة وشخصية مصممة لتلبية احتياجات كل مريض بشكل خاص.
لقد شهد العقد الماضي تحولًا ملحوظًا في طب الأسنان الرقمي، مدفوعًا بالتقدم التكنولوجي والأساليب المبتكرة. لقد جلبت هذه الثورة تطورات كبيرة واتجاهات شكلت حقًا هذا المجال، مما يعزز ليس فقط دقة وكفاءة إجراءات زراعة الاسنان ولكن أيضًا تحسين تجارب المرضى ونتائجهم.
أصبح طب الأسنان الرقمي عنصرًا أساسيًا في زراعة الأسنان، حيث يحسن مختلف جوانب عملية الزراعة من حيث التخطيط الأولي إلى الاستعاضة النهائية كما تقدم تقنيات كثيرة مثل التصوير المقطعي المحوسب باستخدام الأشعة المخروطية (CBCT) صورًا ثلاثية الأبعاد والتي تجسد التشريح الفموي للمريض، مما يساعد الأطباء على تقييم جودة العظام وكمية العظام. تسهل هذه الفهم العميق التخطيط العلاجي الأفضل. علاوة على ذلك، تتيح تكنولوجيا التصميم والتصنيع بمساعدة الكمبيوتر (CAD/CAM) التصميم الدقيق وتصنيع زراعات الأسنان، والتركيبات، وأدلة الجراحة، مما يحسن بشكل كبير دقة وملاءمة المكونات المستخدمة في الإجراء.
تمكن البرامج الرقمية المهنيين في طب الأسنان من توليد خطط علاج افتراضية، تحاكي وضع الزراعات وتتنبأ بالنتائج المحتملة. تساعد هذه القدرة في تحسين موقع وزاوية الزراعات، مما يقلل من مخاطر التعقيدات الجراحية. بالإضافة إلى ذلك، تضمن الأدلة الجراحية المخصصة ، التي تُنتج من خلال الطباعة ثلاثية الأبعاد أو الطحن، وضع الزراعات بدقة استثنائية وفقًا للخطط المحددة مسبقًا.
بالإضافة لذلك فان سير العمل الرقمي يحسن من التواصل بين المهنيين في طب الأسنان والمختبرات مما يمكنهم من مشاركة هذه التصاميم الرقمية بسهولة مما يؤدي الى تقليل أي اخطاء محتملة في الرحلة بين التصميم إلى التركيب. كما تسمح الأدوات الرقمية المتقدمة، بما في ذلك الواقع الافتراضي والنماذج ثلاثية الأبعاد، للمرضى بتصور خطط علاجهم، مما يعزز الفهم والرضا، ويمكّنهم من الحصول على موافقة مستنيرة.
علاوة على ذلك، تسهل الأنظمة الرقمية توثيق الحالات، ونتائج العلاج، والمتابعات للمرضى، مما يساهم في تحسين الجودة العامة للرعاية.
عندما نغوص أعمق في مجال طب الأسنان الرقمي، يتضح أنه يمثل ضرورة حيوية ومتطورة في هذا المجال. قد يرى البعض طب الأسنان الرقمي على أنه معقد للغاية أو غير عملي للاستخدام اليومي؛ ومع ذلك، فإن العديد من العيادات تنجح في دمج هذه الأدوات الرقمية في سير عملها، مما يعزز الكفاءة ويحسن نتائج المرضى.
تظهر الأبحاث باستمرار أن التخطيط الرقمي غالبًا ما يؤدي إلى ارتفاع معدلات النجاح وقلة التعقيدات، بشكل رئيسي بسبب تحسين الدقة والتنبؤ. بينما يجادل البعض أن الاستثمار المالي في الحلول الرقمية يمكن أن يكون عقبة أمام عيادات الأسنان المتوسطة، ولكن يجد العديد أن الفوائد على المدى الطويل بما في ذلك زيادة الكفاءة، وتقليل أوقات العلاج، وزيادة رضا المرضى تبرر هذه التكاليف.
في الختام، يعد طب الأسنان الرقمي ليس مجرد اتجاه عابر؛ بل هو تقدم حقيقي نحو تحسين الدقة والكفاءة والرعاية التي تركز على المريض في ممارسات الأسنان. مع استمرار تقدم التكنولوجيا، من المحتمل أن يتوسع دوره في تقديم خدمات الأسنان عالية الجودة بشكل أكبر، مما يجسر الفجوة بين التصور والواقع.
د. أميرة علي أحمد زيد
دكتوراه جراحة الفم وزراعة الأسنان
مركز نسيم الطبي – فرع الوكرة