كتاب الراية

رأيت ذات فيلم.. The Circus

فيلم «السيرك» هو ثالث وآخر فيلم للفنان المُبدع «تشارلي شابلن» في عصر السينما الصامتة التي انتهت تقريبًا في عام 1928، وقد مرّ بالعديد من الظروف الصعبة على الصعيدين الشخصي والمهني أثناء إنتاج هذا الفيلم.
كان يخوض إجراءات الطلاق من زوجته الثانية، وأيضًا الفضائح التي طالته بسببها وشوّهت سمعته، ومشاكل مُحصّلي الضرائب، واحتراق الأستوديو الخاص به خلال التصوير، وأيضًا وفاة والدته، وسبّب له كل ذلك انهيارًا عصبيًّا جعله ينعزل ليقضي فترة نقاهة، ما جعل إنتاج الفيلم يستغرق حوالي 11 شهرًا.
تدورُ أحداثُ الفيلم مع «المُتشرّد» الذي يقضي حياته في الشوارع، حتى يجد وظيفة في السيرك المُتجوّل، الذي يُديره رجلٌ بغيض وصارم مع الجميع، بمن فيهم ابنة زوجته «ميرنا»، التي تأسر قلب «المُتشرّد» ويقع في حبّها.
هناك الكثير من المشاهد الظريفة والخطرة، وتحديدًا عروض السيرك التي يقوم بها «تشارلي شابلن»، مثل الدخول إلى قفص الأسد، ومشهد السير على الحبل، وقد أبدع حقًّا. بقية المُمثلين قدّموا أداءً مُتميزًا أيضًا. إنه فيلم جميل ومؤثر، وظريف ومُمتع، بقصته التي تجمع بين الدراما والكوميديا والرومانسيّة بشكل مُتناغم.
حين عُرِض الفيلم لأوّل مرة لاقى نجاحًا لافتًا، ويعتبر من الأفلام الصامتة الأعلى إيرادًا في شبّاك التذاكر الأمريكيّة، وقد قام «تشارلي شابلن» في عام 1969، وهو في سن الـ 80 بإضافة أغنية المُقدّمة للفيلم بصوته، وقد قامت شركة «كرايتيريون» بترميم الفيلم بأفضل جودة مُمكنة وإصدارها على أسطوانات البلوراي، مع أغنية «تشارلي شابلن» والموسيقى التصويريّة الجديدة التي قام بتأليفها بنفسه. يعتبر هذا الفيلم من التحف السينمائيّة العظيمة بإشادات الكثير من النقّاد والجماهير حول العالم.
لقد تمَّ تكريم «تشارلي شابلن» بجائزة الأوسكار الفخريّة الأولى على الإطلاق في أول حفل رسمي لجوائز الأوسكار في عام 1928، لإبداعه كمُمثل وكاتب ومُخرج ومُنتج عن هذا الفيلم بالتحديد.
ذكرت أكاديمية الأوسكار في خطابها إلى «تشارلي شابلن» أنه تمَ ترشيحه لـ 4 جوائز أوسكار، لأفضل فيلم وأفضل إخراج وأفضل نص سينمائي وأفضل مُمثل، وخوفًا من أن يكتسحَ جميع الجوائز الأربع قرّرت الأكاديمية إلغاءَ الترشيحات جميعها، واستبدالها بتلك الأوسكار الفخريّة الأولى من نوعها.
القرار كان غريبًا ومُجحفًا لو نظرنا فيه اليوم، لكن كان ذلك أول حفل لجوائز الأوسكار على الإطلاق، ولم يكن هناك نهج واضح لآليّة الترشيحات والجوائز، ويبقى «تشارلي شابلن» من أوائل الفنانين الفائزين بجائزة الأوسكار.

[email protected]
Twitter: @alqassimi88

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X