أخبار عربية
العلاقات الثنائية بين البلدين مميزة واستثنائية ... السفير صالح عطية لـ الراية :

زخم كبير للمشاريع الاستثمارية القطرية بالجزائر

مجمع بلارة للحديد والصلب نموذج ناجح للشراكة الثنائية

الإنتاج السنوي من الحديد سيتجاوز 4 ملايين طن سنويًا

افتتاح مركز ثقافي جزائري في قطر قبل نهاية العام

إنجاز المستشفى الجزائري القطري الألماني في المستقبل القريب

شراكة قطرية جزائرية بأكبر مشروع لإنتاج الحليب المجفف بالعالم

قطر أول وأكبر مستثمر عربي في الجزائر

الدورة السادسة للجنة العليا المشتركة تنعقد بالجزائر قبل نهاية العام

مكتبا اقتراع للجالية بالانتخابات الرئاسية بداية من 2 سبتمبر

الدوحة – طارق المساعفة:
أكد سعادة السيد صالح عطية سفير الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لدى الدولة أن دولة قطر تعد أول وأكبر مستثمر عربي في الجزائر، وقال في حوار مع جريدة الراية إن أهم ما يميز الشراكة القطرية الجزائرية أنها مبنية على قاعدة رابح – رابح، مشيرًا إلى النجاح الكبير الذي تشهده العلاقات الاستثمارية بين البلدين الشقيقين، والتي توجت بتجسيد العديد من المشاريع الاستراتيجية في مقدمتها مجمع بلارة للحديد والصلب، الذي من المتوقع أن يبلغ إنتاجه أكثر من 4 ملايين طن سنويًا قريبًا.
كما نوَّه سعادته بالمشروع الكبير والضخم على المستوى العالمي لإنتاج الحليب المُجفف، الذي يعد ثمرة شراكة بين شركة «بلدنا» القطرية الرائدة في إنتاج الألبان والصندوق الوطني الجزائري للاستثمار بقيمة استثمارية تبلغ 3.5 مليار دولار، وكشف سعادة السفير الجزائري لـ الراية عن استضافة الدوحة لمعرض خاص بالمنتجات الجزائرية في نهاية شهر أكتوبر أو بداية نوفمبر، وسلط سعادته الضوءَ على استعداد السفارة للاستحقاق الانتخابي الرئاسي المزمع إقامته يوم 7 سبتمبر 2024 وما يرافقه من تسهيلات للجالية الجزائرية المُقيمة في قطر للمشاركة بالاقتراع، وقد كشف سعادته الكثير من التفاصيل في هذا الحوار:

سعادة السفير، بداية حدثنا عن طبيعة العلاقات الثنائية بين الجزائر ودولة قطر خاصة فيما يتعلق بالشراكة والتعاون الاقتصادي، وماذا عن الآفاق المستقبلية والمشاريع المزمع تجسيدها بالشراكة بين البلدين؟
تشهد العلاقات الجزائرية القطرية تطورًا كبيرًا ونوعيًا على كافة الصُعُد والمستويات، فهي تعكس متانة الروابط التاريخية الراسخة بين البلدين والشعبين الشقيقين، وتترجم بشكل مميز عمق العلاقة الأخوية الاستثنائية التي تجمع بين قائدي البلدين، رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون وأخيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة، والإرادة السياسية الواضحة للارتقاء بهذه العلاقات إلى مستويات الشراكة الاستراتيجية، وهو ما أبرزه تبادل الزيارات الرسمية على أعلى مستوى خلال السنوات الأخيرة.
وفي هذا السياق، يمثّل التعاون في المجال الاقتصادي والاستثماري جانبًا مهمًا في تقوية وتعزيز هذه العلاقة المميزة بالأساس، وهو ما تبرزه الحركة المتسارعة والزخم الكبير الذي تشهده المشاريع الاستثمارية الضخمة، والناجحة التي تم تجسيدها بالفعل في الجزائر على غرار مجمع بلارة للحديد والصلب الذي يعد لحد الآن النموذج الأنجح للشراكة الثنائية بين البلدين، ومثالًا للتكامل الاقتصادي بينهما، حيث بلغت قيمته الاستثمارية أكثر من 2 مليار دولار، وسيدخل قريبًا المرحلة الثانية من الإنتاج ليتجاوز الإنتاج السنوي من الحديد 4 ملايين طن سنويًا أي بزيادة تقدر بنسبة 100%، أو تلك التي بدأت تعرف طريقها للإنجاز كمشروع إنتاج الحليب، الذي هو ثمرة شراكة بين شركة «بلدنا» القطرية الرائدة في إنتاج الألبان والصندوق الوطني الجزائري للاستثمار لتجسيد أكبر مشروع زراعي وصناعي متكامل في العالم لإنتاج الحليب المجفف، بقيمة استثمارية تبلغ 3.5 مليار دولار، ومشروع المستشفى الجزائري القطري الألماني الذي سينطلق إنجازه في المستقبل القريب وينتظر أن يعزّز ويدعّم المنظومة الصحية ببلادنا ويشكل إضافة نوعية للمنجزات التي تم تجسيدها من قبل.
هذه المشاريع الاستراتيجية العملاقة، التي سترسّخ مكانة دولة قطر الشقيقة كأول وأكبر مستثمر عربي في الجزائر، ستكون بالتأكيد دافعًا للعديد من رجال المال والأعمال القطريين والعرب والأجانب للولوج إلى الأسواق الجزائرية، بالنظر لما تمتلكه من مؤهلات وفرص خاصة في ظل التحسن الكبير الذي يشهده مناخ الأعمال وبيئة الاستثمار في الجزائر بعد دخول القانون الجديد للاستثمار ونصوصه التطبيقية حيز التنفيذ، وما يتضمنه من تحفيزات وتسهيلات للراغبين في الاستثمار في الجزائر.
كما أن نجاح هذه الشراكة الثنائية بين الجزائر ودولة قطر الشقيقة المبنية على قاعدة رابح- رابح، التي تعكس صوابية الرؤية ووضوح الأهداف، ستعود حتمًا بالنفع على البلدين والشعبين الشقيقين، وينتظر أن تتعزز أكثر فأكثر بانعقاد الدورة السادسة للجنة العليا المشتركة التي نأمل أن تنعقد بالجزائر قبل نهاية السنة الجارية.
تمتلك الجزائر إمكانيات ومؤهلات اقتصادية هائلة في القطاعات غير النفطية كالصناعة والفلاحة والسياحة، حدّثنا عن التحولات الاقتصادية التي تعيشها الجزائر في هذه المجالات وإسهاماتها في الانطلاقة التنموية الشاملة التي تشهدها البلاد خلال السنوات الأخيرة؟
لقد بدأت مسيرة التنمية الشاملة التي انطلقت في ظل القيادة الرشيدة لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون تؤتي ثمارها المرجوة منها، عبر التحولات الاقتصادية الهيكلية الكبيرة التي تشهدها اليوم، والنهوض التنموي الذي شمل العديد من القطاعات الاستراتيجية غير النفطية وبلغ عدد المشاريع المسجلة إلى غاية شهر مارس 2024 ما يزيد على 6600 مشروع بقيمة مالية تقدر بـ 24 مليار دولار، وأصبحت بذلك مساهمات القطاع الصناعي والفلاحي والخدماتي أساسية في الناتج المحلي الذي بلغت قيمته سنة 2023 ما يعادل237 مليار دولار، ويغطي القطاع الفلاحي لــ 75 % من الاحتياجات الغذائية الوطنية، خاصة في إنتاج القمح عبر استثمارات ضخمة في مساحات واسعة من صحرائنا على طريق تحقيق الاكتفاء الذاتي والشروع في التصدير على المدى المتوسط.

• تقوم دولة قطر بجهود دبلوماسية كبيرة لصالح الأشقاء في غزة لإيقاف الحرب كما تقوم الجزائر بصفتها عضوًا غير دائم في مجلس الأمن بالدفاع عن القضايا العربية، خاصة القضية الفلسطينية، هل هناك تنسيق جزائري قطري في أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن؟
تشترك الجزائر ودولة قطر في دعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، ويمثل التزامهما الدائم في العمل على التوصل إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية مبدأً ثابتًا وركيزة مهمة في سياستهما الخارجية وفي جهودهما المستمرة على مستوى كافة المنظمات الجهوية والدولية دعمًا لنضال الشعب الفلسطيني العادل وحقه المشروع في استعادة أرضه وحقوقه غير القابلة للتنازل.
حيث تبذل الدبلوماسية الجزائرية جهودًا متواصلة تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني الذي يعيش أسوأ حالات الظلم والاضطهاد، وتخوض الجزائر منذ توليها لمنصب العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي مطلع سنة 2024، معركة دبلوماسية لنصرة القضية والشعب الفلسطيني ووضع المجتمع الدولي ومؤسساته أمام مسؤولياته في إيقاف حرب الإبادة وبادرت البعثة الدائمة للجزائر لدى الأمم المتحدة لطرح عدة مشاريع قرارات لوقف إطلاق النار وفضح مجازر الاحتلال الصهيوني، وكذا مشروع قرار يوصي بقبول دولة فلسطين عضوًا كامل العضوية في الأمم المتحدة، بالإضافة إلى جولات وزير الخارجية، أحمد عطاف، المكوكية والزيارات المُتعددة لمختلف العواصم العالمية وذلك بالتنسيق مع الدول العربية وعلى رأسها دولة قطر الشقيقة في سبيل توحيد الجهود وتكاملها للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وتسوية عادلة للقضية الفلسطينية.
كما أغتنم هذه الفرصة للإشادة بالدور المشرف الذي لعبته دولة قطر في سعيها للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار وضمان تدفق المساعدات الإنسانية للفلسطينيين ووضع حد للمعاناة الإنسانية غير المسبوقة التي يعيشونها في قطاع غزة، ولقد بقي راسخًا في ذهني الخطابُ القويُ الذي ألقاه سمو الأمير في افتتاح الدورة 52 لمجلس الشورى شهر أكتوبر الماضي، حيث افتتح سموه خطابه بالحديث عن الأوضاع في فلسطين حيثُ يعيش سكانها ظروفًا عصيبةً تفوق التصور، مؤكدًا سموُّه أنه لا يجوز السكوت عن القصف الهمجي غير الـمسبوق الذي يتعرض له الـمدنيون في قطاع غزة، ولا تجاهل الأعداد الـمهولة من ضحاياه الأبرياء من الأطفال والنساء، ولا زلنا نتابع باهتمام كبير نشاط الدبلوماسية القطرية الداعم للقضية الفلسطينية، ومن المؤكد أن هناك تنسيقًا متواصلًا بين الممثلية الدبلوماسية الجزائرية الدائمة في نيويورك والبعثة القطرية الدائمة لدى الأمم المتحدة بخصوص هذه المسألة وبخصوص مسائل أخرى كثيرة تهم الوطن العربي.
• الجزائر على موعد مع استحقاق في غاية الأهمية ألا وهو الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها يوم 7 سبتمبر 2024، كيف تقيِّمون التحضيرات الجارية لإنجاح هذا الاستحقاق على مستوى الجالية الجزائرية الموجودة في دولة قطر، وما هي رسالتكم لهم بهذه المناسبة؟
• يكتسب موعد الانتخابات الرئاسية ليوم 7 سبتمبر 2024 في الجزائر أهمية بالغة في تعزيز مسار البناء المؤسساتي وتكريس دولة القانون، وعلى غرار كافة المواطنين الجزائريين على أرض الوطن، يضطلع أبناء جاليتنا في قطر بدور أساسي وفعال في تعزيز ثقافة المواطنة من خلال ممارسة حقهم وواجبهم الدستوري في الانتخاب، وقد تم تخصيص مكتبي اقتراع على مستوى المركز الانتخابي في قطر، حيث سيخصص المكتب الأول لأبناء الجالية للمقيمين في الدوحة وجوارها وتنطلق فيه عملية التصويت ابتداءً من يوم الإثنين 2 سبتمبر وتستمر إلى غاية يوم السبت 7 سبتمبر، فيما سيخصص المكتب الثاني للمقيمين في الخور والمناطق المجاورة لها، على أن تنطلق فيه عملية التصويت يوم الأربعاء 4 سبتمبر وتستمر إلى غاية يوم السبت 7 سبتمبر.
وبهذه المناسبة أدعو كافة أبناء جاليتنا الكرام المقيمين في دولة قطر الشقيقة إلى المساهمة في إنجاح هذا الاستحقاق الوطني للتعبير عن مواطنتهم وارتباطهم بوطنهم وممارسة حقهم الدستوري في الاختيار بحرية ومسؤولية.

 

معرض للمنتجات الجزائرية في الدوحة قريبًا

 

لفت سعادة السيد صالح عطية سفير الجزائر إلى أن السنوات الأخيرة شهدت زيادة تصدير المنتوجات الفلاحية الجزائرية إلى العديد من الأسواق العالمية ومن بينها قطر، مشيرًا إلى أن المؤسسة الجزائرية للمعارض والتصدير ستنظم تحت إشراف وزارة التجارة وبمرافقة السفارة الجزائرية في قطر وبالتعاون مع مختلف الهيئات القطرية المختصة معرضًا خاصًا بالمنتجات الجزائرية في مدينة الدوحة خلال نهاية شهر أكتوبر أو بداية شهر نوفمبر القادم، وأضاف سعادته: «يُتوقع أن تكون هذه التظاهرة الاقتصادية فرصة مُهمة للمواطنين والمقيمين في قطر للتعرف على مُختلف المنتجات الجزائرية، ما سيُمكِّن في الوقت ذاته الفاعلين الاقتصاديين في البلدين الشقيقين من الاطلاع على فرص التعاون والشراكة فيما يتعلق بتموين السوق القطرية بمُختلف المُنتجات الجزائرية ذات الجودة المشهودة والتنافسية العالية، وتابع سعادته: وبهذه المناسبة أغتنم الفرصة لأدعو الجميع لحضور الفعالية والمساهمة في إنجاحها عبر زيارتهم لنا في أجنحة المعرض المتعددة».

الجالية الجزائرية تعمل بقطاعات حيوية في قطر

 

قال سعادة السفير صالح عطية إن «الجالية الجزائرية المقيمة في قطر نخبوية، حيث أسهمت بشكل كبير في نهضة هذا البلد الشقيق وتجلّى ذلك في قطاعات حيوية وأساسية على غرار قطاعات الطاقة والصحة والإعلام والتعليم والطيران»، وأضاف سعادته: لقد واكب المئات من المهندسين والتقنيين الجزائريين مراحل استغلال وتطوير حقول البترول والغاز بقطر، كما يضم القطاع الصحي كفاءات جزائرية. وتابع سعادته: «أما على صعيد قطاع الإعلام، فتتواجد كوكبة من ألمع الوجوه الإعلامية الجزائرية في أكبر المؤسسات الإعلامية في قطر، وبدورها تحتضن الجامعات والمعاهد ومراكز الأبحاث القطرية عددًا مهمًا من الأساتذة الجامعيين والباحثين المتميزين»، وبين سعادته أن افتتاح مركز ثقافي جزائري في الدوحة قبل نهاية السنة سيشكّل جسرَ تواصل بين الشعبين الجزائري والقطري ومقصدًا ثقافيًا للجميع.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X