ترجمة- فهدة حسن:
تعد الأسرة من الأعمدة الأساسية في حياتنا، حيث تقدم دعمًا عاطفيًا واجتماعيًا مهما للأفراد.
ووفقًا لمجلة “Psychology Today” ، تلعبُ الأسرةُ دورًا رئيسيًا في تعزيز الصحة النفسية والرفاهية الشخصية، فهي توفر شبكةَ دعم هامة تساعد الأفراد في التعامل مع ضغوطات الحياة والتحديات النفسية، كما أن الدعم العاطفي الذي تقدمه الأسرة، يمكن أن يخفف من أعراض الاكتئاب والقلق، كما يساعد في بناء مهارات التأقلم الصحية، في حين أن افتقار الأسرة إلى الدعم أو معاناتها من مشاكل داخلية، قد يعرض الأفراد لمشاكل نفسية إضافية، كما أن غياب الدعم العاطفي وعدم الاستقرار الأسري يمكن أن يؤدي إلى زيادة مستويات التوتر، وقد يؤثر سلبًا على الصحة العقلية.
تعزز العلاقات الأسرية الإيجابية الشعورَ بالأمان والانتماء، وهو ما يُمكن أن يحسن من الصحة النفسية للأفراد، كما أن التفاعل الإيجابي داخل الأسرة يعزز الثقة بالنفس ويُشجع على تحقيق الأهداف الشخصية.
كذلك تعزز التفاعلات الإيجابية بين أفراد الأسرة من قدرة الأفراد على التعامل مع الضغوطات النفسية، فالأسرة التي توفر دعمًا عاطفيًا قويًا يمكن أن تساعد في تقليل مستويات التوتر وزيادة القدرة على التكيف مع التحديات الحياتية.
وتشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين ينشؤون في بيئات أسرية داعمة ومستقرة يُظهرون مستوًى أعلى من الثقة بالنفس، والقدرة على التفاعل الاجتماعي بشكل إيجابي، فالدعم العاطفي من الوالدين يلعب دورًا كبيرًا في تطور المهارات الاجتماعية والعاطفية لدى الأطفال.
كما أن الضغوط الداخلية في الأسرة، مثل النزاعات المُستمرة أو فقدان الدعم، يمكن أن تؤدي إلى مشاكل نفسية إضافية. مثل هذه البيئة قد تُسهم في زيادة القلق والاكتئاب، لذا فإن وجود استراتيجيات فعالة لحل النزاعات وتعزيز التواصل هو أمر ضروري للحفاظ على الصحة النفسية الجيدة.
ويُنصح في هذا المجال بتبني استراتيجيات لتحسين التفاعل الأسري، مثل جلسات التواصل المفتوحة، والدعم العاطفي المُستمر، والتشجيع على المُساعدة المُتبادلة، كما يمكن للعائلات الاستفادة من البرامج الاستشارية أو العلاج الأسري لتحسين علاقاتها وتعزيز رفاهية أفرادها.
إن توفير بيئة أسرية صحية ومساندة يمكن أن يكون ذا تأثيرات إيجابية بعيدة المدى على الصحة النفسية للأفراد. من خلال تعزيز التفاهم والاحترام المُتبادل، ويمكن للأسرة أن تكون مصدر قوة كبيرة في مواجهة تحديات الحياة.