بقلم/ خولة كامل الكردي

 

استعان أبرهة الأشرم بالفيلة لهدم الكعبة في سنة ٥٧٠ ميلادي، فسمي هذا العام بعام الفيل، وربما كانت تلك الفترة التي برز فيها اسم الفيل كحيوان ضخم هدد المعتقد الديني لدى العرب آنذاك، كما أقدم القائد القرطاجي هانيبال على الاستعانة بالفيلة عام ٢١٨ قبل الميلاد من أجل اجتياز جبال الألب في فرنسا لغزو إيطاليا.

 

ومعرفتنا الأولى ونحن ما زلنا أطفالًا على هذا الحيوان الضخم كانت من قصص الأطفال المقروءة بالمجلات أو المرئية على شاشة التلفاز، وازدادت هذه المعرفة بأن بلاد الهند والسند وإفريقيا هي الموطن الأصلي لهذا الحيوان، والصورة في المخيلة تأتي من حكايات تُروى عن البذخ الذي عاشه أغنياء الهند والذين كان يطلق عليهم المهراجات، حيث كان الواحد منهم يركب الفيل المزيّن بأغلى وأزهى حُلة ويتباهَى به أمام الناس.
وهناك أيضًا في الذاكرة الإسلامية ظهور الفيلة في المعارك، والاحتكاك بها وقد حدث ذلك في معركة القادسية التي دارت رحاها بين جيشي المسلمين والفرس، فقد عرف القادة المسلمون نقطة ضعف الفيلة وذلك بمهاجمة المقاتل الذي يعتلي الفيل وقطع البطان الرابط للقباب أعلى الفيل، وبمجرد قطعه يهيج ويفر من المعركة، ومن أساليبهم المبتكرة أيضًا للتخلص من عقبة الفيلة كانوا يلجؤون إلى إسقاط ما عليها من حمولة من صناديق ومقاتلين، ثم استهداف أعينها وخراطيمها.
لقد مثل وجود الفيل في المعارك تحديًا كبيرًا للمسلمين، وكان من أشد المعضلات التي واجهتهم، لكنهم تمكنوا بفضل حنكتهم القتالية من التغلب على تلك المعضلة والانتصار على عدوهم.