ضوء أخضر …. خريطة الطريق إلى التميز
أي إدارة لأي مؤسسةٍ تربويّةٍ لا بدّ لها من الانطلاقَ في إدارتها من المُنطلق القيادي، وعدم الاقتصار على المنطق الإداري رغم أهميته، باعتبار أن مفهومَ القيادة الواسع بعناصره المُختلِفة قادرٌ على الارتقاء بالمؤسسة التربويّة، سواء الكوادر البشرية فيها أو المادية، من خلال إيمان القيادة بأهمية وضع بصمتها وصياغة وعيها باتجاه النهوض بالمؤسسة.
وانطلاقًا من أهمية تنمية الموارد البشريّة في المؤسسات التربويّة والتدريبيّة تحديدًا، كنت من ضمن المحظوظين المُشاركين الأسبوع الماضي في «المؤتمر العربي الثالث للقيادة التربوية والتدريبية» الذي يُنظمه المركز العربي للتدريب والتنمية البشرية بالقاهرة تحت شعار: «خريطة الطريق إلى التميّز»، حتى تستطيع القيادة التربوية تشكيل البيئة الإيجابية المطلوبة لصناعة الإنجاز التربوي، من خلال إعطاء الأولوية للقادة التربويين، بما يمكنهم من التعامل مع مُتغيّرات وقضايا العصر بالكفاءة اللازمة.
ويهدفُ المؤتمرُ الذي شاركَ فيه نخبةٌ من القادة التربويين العرب إلى تعظيم الأدوار الرائدة لقيادة المؤسسات التعليميّة، وكذلك التركيز على المهارات الفنية والشخصية لقادة المؤسسات التدريبية، وأيضًا إبراز أهمية تطبيق منهجية التحوّل الرقمي في المؤسسات التدريبية، بالإضافة إلى تفعيل دور الموارد البشرية في الارتقاء بالمؤسسات التربوية والتدريبية، وإبراز دور رأس المال الفكري في الارتقاء بالمؤسسات التربوية والتدريبية، إلى جانب تعميم الإدارة الإلكترونية في المؤسسات التربوية والتدريبية، وتبني منهجية إدارة الأزمات في المؤسسات التربوية والتدريبية، وتأصيل دور مُنظمات المُجتمع المدني في سدّ الفجوات التربويّة والتدريبيّة.
واشتملت محاور «المؤتمر العربي الثالث للقيادة التربوية والتدريبية» على الدور الرائد لقادة المؤسسات التعليمية، بالإضافة إلى تطبيق التحوّل الرقْمي في المؤسسات التعليمية، وأيضًا دور الموارد البشرية للارتقاء بالمؤسسات التربوية، وإدارة التميز كمنهج تطبيقي للتطوير والتحسين المُستمر، ومُناقشة المهارات الفنية والشخصية لقيادة المؤسسات التدريبية، والإدارة الإلكترونية كمنهج لجودة الأداء بالمؤسسات التربوية، وإدارة المعرفة لتعظيم الخِدمات المُقدّمة بالمؤسسات التدريبية، وآليات تطبيق معايير الجودة الشاملة بالمؤسسات التربوية العربية، ولوحة القيادة كمؤشر لقياس أداء المؤسسات التربوية والتدريبية، ودور مُنظمات المجتمع المدني «NGOS» في الارتقاء بالعملية التدريبية، والدور المتنامي للموارد البشرية للارتقاء بالمؤسسات التدريبية العربية، والإدارة الاستراتيجية بالمؤسسات التربوية العربية بما يتوافق مع رؤية 2030، ودور رأس المال الفكري لدعم المركز التنافسي للمؤسسات التربويّة والتدريبيّة.
وما يمكن استخلاصه من هذه المحاور هو أن الإصلاحَ التعليميَ في دولة قطر كما هو حال العديد من الجهود الإصلاحية في دول العالم، يفتقد لعامل القيادة الهام، الذي يتطلب إشراك مُديري المدارس وقادتها في عملية التصميم الأساسية للسياسة التعليميّة، وإصلاح التعليم، إذ يحتاج قادة المدارس إلى الحصول على مكانٍ لهم في مُناقشة وضع السياسات التعليميّة، فهُم في النهاية يُمثلون القنوات الرئيسية لترجمة السياسات إلى واقعٍ ملموسٍ في المدارس.
والله ولي التوفيق،،،
أستاذ الهيدروجيولوجيا
والبيئة بجامعة قطر