كتاب الراية

بالعربي الفصيح …. زمن الاستنساخ

رغم التطوُّر الهائل الذي يشهدُه العالم على كافة المُستويات، والناتج عن الابتكار والإبداع الإنساني يفاجِئُني توجه بعض الأفراد والمؤسسات للاستنساخ والتقليد الفَجّ.

وأكثرُ مايُحيّرني هو تقبل المستنسَخ والمُقلَد وإفساح المنصات لعرضه، فأين ذهبت حقوق الفكر والإبداع والابتكار؟

ولماذا السكوت على انتهاكها علنًا؟

فعلى سبيل المثال لا الحصر:

١. سيطرة المسلسلات والأفلام المُستنسخة من ثقافات أخرى على الشاشات العربية.

٢. غزو البضائع المُقلدة واجهاتِ المعارض، حتى لاتكادُ تفرّق بينها وبين البضائع الأصلية.

٣. سيادة السيارات -المُستنسخة بجودة مُتناهية- الشوارعَ فلا تعرفها إلا إذا تفحصت اسمها. وأرى أن ذلك يعد تناقضًا صارخًا لا يتفق مع تطور الإنسان وتفوق قدراته الإبداعية جيلًا بعد جيل.

فالأصل أنه في حال أعجبتك فكرة ما، أن تضيف إليها وتجدد بعض جوانبها لتمتلك حقوقها، أما استنساخها فيُعدُّ سرقة مُستهجنة، تثير غضب المُبدعين والمبتكرين، الذين سهروا الليالي طلبًا للمعالي.

إننا نشهد تناقضًا محيرًا، ووضعًا يحتاج إلى تفسير، فالعصر الذي نعيشه حاليًا يجمعُ بين قمة التقدم القائم على الإبداع والابتكار، وسَفْح الاستنساخ والتكرار وسرقة الأفكار، فما أخشى إلا من سرعة الانحدار!.

https://noraalmosefri.qa

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X