الدوحة – أشرف مصطفى:
أكد عددٌ من الفنانين والمساهمين في التجميل الحضاري لدولة قطر أهمية الفن العام، ومواصلة العمل على تزيين الشوارع والأنفاق والأماكن العامة، ووجهوا شكرهم لمتاحف قطر وأشغال، وغيرهما من الجهات التي تحرص على إضفاء المزيد من الصور المشرقةً لوجه الدولة الحضاري، وأجمعوا خلال تصريحات خاصة ل الراية على أن الأعمال المُنتشرة في مُختلف أنحاء قطر، من مُجسَّمات ومنحوتات وجداريات إبداعية، دليل دامغ على الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة بالفن العام. ما اعتبروه جزءًا أساسيًا من التجميل الحضاري، ومساهمًا في بث الإلهام في المساحات العامة، بل وداعمًا للسياحة ومعززًا للابتكار والإبداع عبر تحويل المساحات العامة من أماكن عادية إلى مناطق نابضة بالحياة، والجدران الفارغة إلى لوحات تضيف جمالًا للمشهد، ودعوا إلى تضافر الجهود بين المؤسسات والأفراد، لدعم المبادرات التي تلهم المُبدعين، وتؤكد الالتزام بدعم المواهب المحليّة وإضافة الحيوية والمعنى الفني إلى جدران الدوحة، وفنّ الشارع. وأشادوا في الوقت ذاته بالجهود الكبيرة التي تبذلُها الجهات ذات الصلة وعلى رأسها متاحف قطر التي عملت على نقل الفنِّ إلى خارجِ الجدران، من أجل بثِّ الحياة والألوان في المُساحات العامة، ولتتحول شوارع المدينة وأماكنها العامّة، إلى متاحف مجّانية في الهواء الطلق، تفيض بالجمال والإبداع، وتنشر في الوقت ذاته الثقافة في نطاق واسع. وأكّدوا أنَّ مواصلة دعم إبداعات «الجرافيتي»، سيُسهم في التجميل الحضاري، ويبثُّ الإلهام في المساحات العامة.

 

 

مبارك المالك: معرض فني مفتوح على مدار العام

يرى الفنان مبارك المالك أن الفن العام في قطر جعل الشوارع أشبه بمعرض فني مفتوح طوال العام، حيث يستمتع المارّة بمشاهدة الأعمال الفنية في أرجاء مُختلفة، وقال: إن هذه المبادرات تضيف وتُسهم في الارتقاء بالذوق العام، معربًا عن سعادته لأن الاهتمام بتزيين الدوحة قد شمل العديد من المؤسسات والجهات في الدولة، إلى جانب متاحف قطر وأشغال وكتارا، كما نوه إلى أن أكثر ما يميز هذا العمل هو انضمام عدد من الجهات الخاصة ودعمهم للفن العام، في إطار حرص كافة فئات المُجتمع على تجميل قطر، وتمنى المالك تخصيص مواقع دائمة تتيح للشباب إطلاق طاقاتهم وفنونهم الإبداعية على الجدران. وقال: لي الشرف أن أكون ضمن نخبة الفنانين الذين سبق لهم أن شاركوا في مبادرة متاحف قطر التي تضمّنت أهدافًا كثيرة، من ضمنها تجميل مرافق قطر، وزيادة وعي المجتمع بأن الفن ليس لوحات فقط، وإنما هناك الكثير من الفنون، مثل الرسم على الجداريات، وأضاف المالك أن مثل هذه المبادرة أتاحت الفرصة للفنانين لإطلاق طاقاتهم وتعريف الناس بفنهم، وفي الوقت ذاته أتاح للناس التفاعل مع الفنون الجميلة التي عبَّرت جماليًا عن روح المُجتمع القطري.

منى العنبري: تعزيز التواصل بين الناس

أكدت منى العنبري أنه مع التوسع العمراني وزيادة الاهتمام بالمجالات الثقافية والسياحية، يبدو أن الحاجة للأعمال الفنية العامة أصبحت مُلحة، مشيرة إلى أن الجداريات ليست مجرد فنون تزيينية، بل هي أدوات لتعزيز التواصل بين الناس، وقالت: إن تجميل المناطق العامة بالفن العام -مثل الجداريات وأعمال الجرافيتي- يسهم في تعزيز الهوية الثقافية والجمالية للمكان، وهو وسيلة فعّالة للتواصل مع المجتمع ونقل رسائل فنية وثقافية في الدوحة، التي تتطلع دائمًا لتعزيز مكانتها كوجهة ثقافية وسياحية، ولفتت إلى أن أهمية هذه الأعمال الفنية تبرز في عدة نقاط منها: إظهار عناصر الثقافة القطرية في أعمال المبدعين، ما يعزز من الشعور بالانتماء، فضلًا عن قدرة هذه الأعمال على تحقيق الجذب السياحي، عبر تحول الجداريات والجرافيتي إلى معالم مشهورة يتردد عليها الناسُ لرؤيتها، وأشارت إلى قدرة أعمال الفن العام على تحسين البيئة الحضرية، بتحويل المساحات العامة من أماكن عادية إلى مناطق نابضة بالحياة، والجدران الفارغة إلى لوحات تضيف جمالًا للمشهد الحضري وخلق بيئة ملهمة للمجتمع، هذا بالإضافة إلى تعزيز الابتكار والإبداع عبر هذا التنوع الذي يغني المشهد الثقافي والفني.

 

 

موضي الهاجري: رسائل فنية وارتباط بالبيئة

أعربت الفنانة موضي الهاجري عن سعادتها بالتعاون مع أشغال ومتاحف قطر مؤخرًا، من خلال عملها الفني «نبات الهَرْم» الذي تم تدشينه بشارع الكورنيش بالتزامن مع يوم البيئة العالمي، واعتبرت مشاركتها في أعمال الفن العام إضافة نوعية لمسيرتها الإبداعية والفنية، مشيرة إلى أن عملها «نبات الهَرْم»، يهدف إلى إثراء تجرِبة المُرتادين للمِنطقة، لارتباط هذه النبتة بالبيئة القطريّة، وفي إطار الحرص على وضع لمسات جمالية على الأماكن العامة. وقالت إنها سعت لتقديم رسائل مُهمة من خلال هذا العمل الذي سيتاح له أن يُعرض على أكبر عدد من الجمهور، وأضافت: أسعدني كثيرًا انضمام «نبات الهَرْم» إلى عددٍ كبير من الأعمال الفنيّة التي تنتشر بالدولة، لتُضيفَ لمسةً جماليةً جديدةً على الأماكن العامة. وأوضحت موضي أنها بدأت بالعمل والبحث في التقنيات الفنيّة منذ فترة لتجد نفسها أمام تجرِبة مُختلفة، وكأنها قد تكشَّفت لها جوانب جديدة، حيث نشأت وهي ترى نبات الهَرْم في كل مكان حولها، ولطالما شدّت النبتة انتباهها بصمودها ونموها على مدار العام، رغم الظروف المُناخية القاسية وهو ما يعكس وجهة نظرها التي أرادت التعبير عنها.

 

روضة إبراهيم: وسيط للتعريف بالتراث الثقافي للدولة

الفنانة والإعلامية روضة إبراهيم أكدت أن أعمال الفن العام تحمل العديد من أوجه الفائدة، فبينما تُعد وسيطًا للتعريف بالتراث الثقافي للدولة، فإنها تُشكّل مصدرًا للجمال في المساحات العامة، وتبث الروح في الأماكن المُهملة فتتحول الأماكن العامة إلى متاحف مجّانية ومفتوحة في الهواء الطلق، تفيض بالجمال والإبداع، وتنشرُ الثقافة على أوسع نطاق، ولفتت روضة إلى أن إبداعات «الجرافيتي» تُسهم في التجميل الحضاري ووصفته بكونه فنًا بصريًا يمتلك القدرة على إبهار المُشاهد بمواضيعه المُختلفة، فضلًا عن تعزيزه للهُوية القطرية وتوثيق علاقة الأجيال القادمة بتلك الهوية، وفي الوقت ذاته يمنح السياحُ إمكانية التعرف على التراث وما وصل له الفنان التشكيلي القطري من إبداع.

 

وضحى السليطي: الفن شريك في تعزيز السياحة

 

قالت الفنانة وضحى السليطي: إن الأعمال الفنية المعروضة في الشوارع والأنفاق والمناطق السياحية، تُسهم في خلق الوعي الاجتماعي والثقافي والتراثي والبيئي للناس، بالإضافة إلى البُعد الجمالي الذي تصنعهُ يدُ الفنان من خلال المُجسمات أو «الجرافيتي» حيث يقوم بنقل أفكاره على الواقع وأمام أكبر عدد من الجمهور، ومن هنا أكدت أهمية مشاركة الفنانين والمُصممين في تطبيق أفكارهم المُبدعة في الميادين العامة ونشر تجاربهم الفنية في الأماكن السياحية، بحيث تصبح دولتنا الحبيبة معرضًا مفتوحًا لكل مواطن ومقيم وسائح، يستمتع بالإبداع الحقيقي محيطًا به في كل مكان، وقالت: إن الفنان في هذه الحال يصبح شريكًا في تعزيز السياحة والاقتصاد في الدولة، عبر مساهمته الوطنية بتجميل المدن بالأعمال الفنيه من خلال مايطلق عليه عالميًا «فن الشارع».