الدوحة – جواهر علي :
تدخُّل الآباء في حياة أبنائهم البالغين يمكن أن يتحوّل إلى مشكلة كبيرة، تواجه العديد من الأسر، خاصة بعد زواج الأبناء. فبعد سنوات طويلة من تحمل المسؤولية الكاملة عنهم واتخاذ القرارات بالنيابة عنهم، ومع كل الجهود والتضحيات التي قدَّمها الآباء، قد يكون من الصعب عليهم التراجع خطوة للخلف والسماح للأبناء بالاستقلال والانطلاق في حياتهم الخاصة، واتخاذ قراراتهم بأنفسهم، واكتساب الخبرة من تجاربهم.
وهناك بعض النصائح والخطوات التي يُمكنك من خلالها تعيين الحدود بشكل صحي دون أن يتأثر الوالدان أو الأبناء سلبًا، ومنها مقاومة الدافع المُستمر في إنقاذهم، هنا يجب إدراك أن جزءًا من مخاوف الآباء نابع من وجهات نظرهم التي قد تكون مختلفة تمامًا عن وجهات نظر الأبناء، كذلك يجب على الوالدين أن يُعيدا بناء هويتهما، وتحديد ما يرغبان في القيام به في حياتهما، وتشجيع الأبناء على فعل الشيء نفسه، وفهم الاحتياجات الخاصة ومنح الاهتمام للرعاية الذاتية لتجنب الشعور بالإرهاق أو الاستياء، كذلك يجب أن يتم وضع الحدود العاطفية من خلال إدراك كل طرف في العلاقة أنه مسؤول عن سعادته، فلا يجب أن يستمد الوالد كامل سعادته أو شعوره بالاطمئنان أو الأنس فقط من الأبناء، بل يجب أن يدرك أنه مسؤول عن بناء حياة لنفسه وخلق سعادته الشخصية، أيضًا حاول أن تجعل كل شيء واضحًا، فبعد تعيين الحدود -وهو ما قد يشمل مجالات مثل الدعم المالي أو المشاركة العاطفية أو المساحة الشخصية أو المشاركة في صنع القرار- عليك أن تجلس مع أبنائك وتتحدث معهم بشأن هذه الحدود بوضوح. عليك هنا أن تكون حازمًا ومتسقًا في التأكيد على حدودك.
ويُنصح أيضًا بطلب المساعدة المُتخصصة إذا لزم الأمر، فإذا وجدت صعوبة في وضع حدود صحيحة أو إذا استمرت الأزمات والصراعات في الحدوث، فقد يكون عليك أن تفكر هنا في الحصول على استشارة من معالج أو مستشار عائلي، ويمكن للمتخصص تقديم رؤى وتقنيات فعالة للتعامل مع ديناميكيات الأسرة المُعقدة.