الدوحة – إبراهيم صلاح:
احتفلت وزارةُ التربية والتعليم والتعليم العالي أمس، بتكريم خمسة وأربعين قائدًا تربويًا من قادة المدارس الحكومية، الذين التحقوا ببرنامج «قيادات» ضمن فعاليات اللقاء السنوي التربوي للعام الأكاديمي ٢٠٢٤-٢٠٢٥ الذي تضمن جلسةً حوارية تحت عنوان «الإيجابية في الحياة والبيئة المدرسية» وجلستين للقادة والمعلمين بحضور وكيل الوزارة وعدد من الوكلاء المساعدين ومديري الإدارات والمدارس والمعلمين والمعلمات والموظفين بمبنى الوزارة بمنطقة لقطيفية.
وبهذه المناسبة، رحَّب سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي، وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، بكافة العاملين في القطاع التعليمي، بمناسبة انطلاق العام الدراسي 2024-2025، مهنئًا إياهم ببداية العام الدراسي الجديد.
وأكد أن بدء العام الدراسي لا يُعَدُ مجرد تاريخ في الرزنامة السنوية، بل هو بداية لمحطة جديدة في رحلة تعليمية تهدف لبناء الأجيال التي ستكون لبنة أساسية في بناء دولة قطر وتحقيق تطلعاتها الطموحة.
وأشار النعيمي إلى أن وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي تولي اهتمامًا كبيرًا بتوفير بيئة تعليمية مُتكاملة، حيث تم العملُ على تحديث المَناهج الدراسية، وتطوير البنى التحتية للمدارس، وتوفير مواد تعليمية مُتقدمة. كما تم تحديث البيئة التعليمية لتكون شاملة وفعالة، مع التركيز على أن التعليم هو الأساس الذي تقوم عليه نهضة الوطن وتقدُّم المجتمع. وأوضح النعيمي أن الوزارة تضع على رأس أولوياتها توفير الفرص التدريبية النوعية للقادة التربويين والمعلمين وجميع العاملين في الميدان التربوي، مؤكدًا دورهم المحوري في تحقيق استراتيجية الوزارة الجديدة 2024-2030، والمبادرات المُتفرعة عنها.
وفي إطار الاحتفاء بالتعليم النوعي، أشار النعيمي إلى تكريم خمسة وأربعين قائدًا تربويًا من قادة المدارس الحكومية الذين التحقوا ببرنامج «قيادات» في العام الدراسي السابق، وأنهم اكتسبوا خلالها معارفَ جديدة، وطبقوها في مدارسهم وتعززت إمكانياتهم، وقد تم تنفيذ البرنامج بالتعاون مع جامعة هارفارد ومركز قطر للقيادات، حيث خاض المُشاركون رحلة تربوية قيادية على مدار خمسة أشهر تخللتها ورش تدريبية في جامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية، ما أسهم في تعزيز مهاراتهم وقدراتهم القيادية.
وقال سعادته: «لقد حققنا بتعاوننا جميعًا الكثير من المكاسب التربوية التي تُسطّر بكل فخر في تاريخ مسيرة التعليم للدولة، حيث أكسب نظامنا التعليمي ومؤسساتنا التعليمية السمعة الأكاديمية المشرِّفة. وهذا الأمر يستدعي منا مواصلة العمل والتطوير في نظامنا التعليمي حتى نحافظ على موقعنا في الصدارة وفي دائرة التنافسية العالمية، بل ونسعى به قدمًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة».
واستطرد: «ومن هنا فإننا نؤكد أهمية تكثيف الجهود وأداء كل منا لدوره على أكمل وجه. كما أنه لابد من البناء على المكتسبات والإنجازات التي تم تحقيقُها، لاستدامة العملية التطويرية لمنظومة التعليم وإضافة لَبِناتٍ أخرى جديدة في كل يوم تطلُع فيه الشمس على أرض قطر».
وشدد سعادة وكيل وزارة التربية والتعليم على أن النجاح في المهمة التعليمية يتطلب تعاونًا وثيقًا من جميع الأطراف المعنية. فدور قادة المدارس والمعلمين يتجاوز الآن حدود التدريس التقليدي إذ أصبحوا شركاء في بناء شخصية الطالب وتعزيز قدراته، وكذلك تلبية كافة المتطلبات اللازمة ليحصل أبناؤنا الطلبة على تعليم ذي جودة عالية وتزويدهم بالمهارات المعرفية وصقل مواهبهم لإعدادهم للمستقبل. ونوه بأهمية دور أولياء الأمور، فالتربية والتعليم عملية تكاملية تستدعي المشاركة الفعالة من الأسرة والمُجتمع، معبرًا عن عميق امتنانه وتقديره للجهود الكبيرة التي بذلها جميع العاملين في القطاع التربوي خلال الفترة الماضية، قائلًا: «لقد عملتم بجِدٍ وإخلاص لتوفير بيئة مدرسية آمنة ومعززة، تمكن طلابنا من متابعة دراستهم بكل طاقة وحماس».
واختتم بالقول: «إن تفانيكم وإخلاصكم في أداء مهامكم هو ما يضع قطر في مصاف الدول الرائدة في مجال التعليم، فاجعلوا من هذا العام الدراسي عامًا للتحدي والإنجاز؛ عامًا تسطرون فيه قصص نجاحاتكم وتحققون فيه أحلامَكم». وتضمَّن اللقاء التربوي السنوي جلسة حوارية بعنوان «الإيجابية في الحياة والبيئة المدرسية» تحدث فيها الكاتب والمؤلف والمستشار التربوي السعودي الدكتور خالد المنيف عن أهمية الاستفادة من خبراتِ مَن لهم باع في القيادة وفي الميدان التربوي والحياة عمومًا، وضرورة أن يكون الناس في خير دائمًا مهما ساءت الأمور وتعددت الأزمات، متناولًا في سياق متصل دور كل من المعلم والقائد الإيجابي، كما تطرق -من بين أمور أخرى- لأهمية تحفير الطالب كجزء من الحياة، وإلى المد المعرفي في عالم اليوم، والعمل على كسب القلوب، وإتقان مهارة الحديث قبل مهارة النقد، مؤكدًا أن الإيجابية قيمة عالية في الحياة وفي المجتمعات، ومهمة لصياغة المجد والعزة والتاريخ.
وأشار إلى أن النهوض من الكبوات يُعد من عظيم الإيجابيات، مُستعرضًا جملة من مكاسب الإيجابيين من حيث الصحة النفسية والعلاقات الجيدة والسعادة والتأثير والإنجاز وغيرها.
مها الرويلي: الارتقاء بجودة التعليم لمواكبة سوق العمل
أكدت الأستاذة مها زايد القعقاع الرويلي وكيل الوزارة المساعد للشؤون التعليمية، أن اللقاء التربوي يمثل حدثًا سنويًا لتبادل الخبرات والمعارف بين جميع فئات المجتمع التربوي، وركيزة أساسية في تهيئة البيئة التعليمية لضمان انطلاقة ناجحة للعام الدراسي بكافة مستجداته. وقالت: من خلال هذا اللقاء، يتم التأكيد على الأهداف التعليمية والأولويات الاستراتيجية للوزارة، ما يضمنُ وضوح الرؤية المُشتركة بين جميع العاملين في الميدان التربوي واتساق التطلعات، ويتيح الفرصة لتطوير المهارات القيادية والتربوية للمشاركين، وتحقيق الانسجام والتكامل بين جميع عناصر العملية التعليمية.
ولفتت إلى أن اللقاء يساعد في تشكيل خبرات جديدة تعزز من فعالية الأداء التعليمي وترتقي بجودة التعليم، استجابة للتغيرات المُستمرة في سوق العمل والمجتمع القطري، ما يُسهم بشكل كبير في تحقيق التقدم والابتكار في المنظومة التعليمية. ودعت الجميع للاستثمار في تطوير قدراتهم للوصول للتميز والإبداع، ورفد الدولة بمُخرجات مُتميزة تُسهم في تنمية جميع قطاعاتها وتحقيق طموحات ورؤية دولة قطر.
إيمان المهندي: صقل مهارات منتسبي «قيادات»
قالت الأستاذة إيمان المهندي مدير مركز التدريب والتطوير المهني في وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي: إن برنامج «قيادات» كان ضمن حزمة برامج تم تنفيذها العام الماضي، ويختص بفئة القادة في المدارس بالدولة، وهم: المديرون والنواب الأكاديميون، موضحة أنه تم تنفيذه بالتعاون مع مركز قطر للقيادات وجامعة هارفارد في الولايات المتحدة الأمريكية. وأضافت المهندي في تصريح صحفي، أن البرنامج استمر لمدة 5 شهور، وكانت بداية فعالياته في الدوحة وتضمن مجموعةً من الجلسات منها جلسة نفذت في مدينة بوسطن الأمريكية، مؤكدة أن البرنامج ساعد المُشاركين به على صقل مهاراتهم القيادية من خلال تعريفهم ببعض النماذج القيادية، وزيارة بعض المدارس في الولايات المتحدة، والاطلاع على تجاربهم في القيادة المدرسية.
وأوضحت أن عدد المشاركين في هذه النسخة من برنامج «قيادات» بلغ 45 شخصًا وهم أعضاء من اللجنة الدائمة لتطوير المدارس الحكومية، وعدد من مديري المدارس والنواب الأكاديميين، مؤكدة أنه سيتم توظيف الخبرات التي اكتسبها قادة المدارس في برنامج «قيادات» عبر جلسة عقدت أمس ضمن اللقاء التربوي السنوي، بالإضافة إلى مشاركتهم في طرح البرامج ضمن مركز التدريب والتطوير المهني.