كتاب الراية

كنوز مبدعة.. كيفية بناء بيئة عمل داعمة للموظفين؟

بناءُ بيئةِ عملٍ داعمةٍ وشاملةٍ أمرٌ حيويٌ لنجاح أي مُنظمة، حيث يشعرُ فيها جميع الموظفين بالتقدير والاحترام، فهي تُسهم في تحسين الإنتاجية وزيادة الرضا الوظيفي، وتعزيز الولاء للشركة. وتحقيقُ ذلك يتلخَّص في الأمور التالية:
– يجب على القيادة الالتزامُ بقيم الشمولية والتنوع، وتطبيقها في جميع جوانب العمل. ويُمكن تحقيق ذلك من خلال وضع سياسات واضحة تدعم التنوع والشمولية، وتدريب الموظفين والقادة على أهمية هذه القيم وكيفية تطبيقِها في العمل اليوميّ.
– يجب أن تكونَ هناكَ قنواتُ تواصل مفتوحة وشفَّافة بين جميع مستويات الموظفين. بالإضافة إلى التشجيع على التعبير عن الأفكار والمخاوف ما يُساعد في خلق بيئة يشعر فيها الجميعُ بالأمان للتحدث والمشاركة. ويمكن استخدام الاجتماعات الدورية والمراجعات الفردية، ومنصات التواصُل الداخلي لتعزيز هذا النوع من التواصل.
– بتوفير التدريب والتطوير والتركيز على الوعي الثقافي والتنوع والشُّمولية يساعد في بناء بيئة عمل متفهمة وداعمة. ويمكن أن تشملَ هذه البرامجُ ورشَ عمل حول الوعي بالتحيُّزات غير الواعية، والتدريب على مهارات الاتصال الفعال، وورش عمل حول التعاون في الفرق المُتنوعة.
– تصميمُ سياسات مَرنة تأخذ في الاعتبار احتياجات الموظفين المُختلفة. وعلى سبيل المثال، توفير خيارات العمل عن بُعد، وساعات العمل المرنة، وإجازات الأمومة والأبوَّة المدفوعة، فهذه السياسات تساعد في تلبية احتياجات الموظفين الشخصية والمهنية، ما يُعزز شعورهم بالتقدير والدعم.
– الاعتراف بالجهود والمُساهمات الفردية والجماعية، فهذا يعزز من الروح المعنوية والشعور بالانتماء، ويمكن أن يشمل ذلك تقديم الجوائز والشهادات التقديرية، أو حتى التقدير العلني في الاجتماعات أو عبر البريد الإلكتروني. والإشادة بالإنجازات تُعزز من شعور الموظفين بقيمتهم وأهمية مُساهماتهم.
– تشجيع الموظفين على تحقيق التوازن بين العمل وحياتهم الشخصية، حيث يُسهم ذلك في تحسين صحتهم النفسية والجسدية. ويُمكن للشركات تقديم برامج دعم مثل الاستشارات النفسية، أو تقديم الموارد التي تساعد في تحقيق هذا التوازن.
ولذلك من المُهم قياس التقدم في تحقيق بيئة عمل شاملة وداعمة من خلال استطلاعات الرأي ومؤشرات الأداء الرئيسية. حيث إن جمع الملاحظات من الموظفين يمكن أن يساعد في تحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين وتطوير استراتيجيات فعالة للتعامل مع التحديات.
لذلك فإن بناء بيئة عمل داعمة وشاملة يتطلب التزامًا وجهودًا مستمرة من جميع مستويات المنظمة من خلال التزام القيادة، وتعزيز التواصل المفتوح، وتوفير التدريب، وتصميم السياسات المرنة، والاعتراف بالمساهمات، وتعزيز التوازن بين العمل والحياة، ويمكن للشركات تحقيق بيئة عمل تحترم وتدعم جميع الموظفين، ما يُعزز من نجاح المُنظمة ككُل. لذلك يجب الاستثمار في بناء بيئة عمل شاملة مُتزنة.

@fatin_alsada
@dr.fatin.alsada
[email protected]

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X