الدوحة -إبراهيم صلاح :

يتوجّه 136,802 طالب وطالبة يدرسون في 303 مدارس وروضات حكومية، اليوم إلى مقاعد الدراسة، إيذانًا بانطلاق العام الدراسي الجديد 2024 – 2025، والجميع على ثقة في أنه سيكون كسابقيه عامًا مليئًا بالنجاحات والإنجازات. وأعلنت وزارةُ التربية والتعليم والتعليم العالي جاهزية 2,353 حافلة لنقل الطلبة، بالإضافة إلى 160 سيارة وحافلة مخصصة لنقل الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصّة، بعد اكتمال صيانة المدارس الحكومية، بما في ذلك صيانة أجهزة التكييف، وأنظمة الأمن والسلامة والكهرباء، وتهيئة البيئة المدرسية بصورة شاملة، وتجهيز المقاصف المدرسيَّة، وَفق اشتراطات التغذية المدرسيَّة الصحية السليمة، وتعزيز إجراءات الأمن والسّلامة؛ لتحقيق معايير جودة البيئة المدرسية لتصبح المدارس منارات للعلم، توفر بيئةً مدرسيةً صحية وآمنة ودائمة التطوّر.

كما أعلنتِ الوزارةُ جاهزيةَ قطاع شؤون التعليم الخاصّ لاستقبال 241,332 طالبًا وطالبة، منهم 48,319 طالبًا قطريًا، مشيرةً إلى أنه تمّ الترخيص لافتتاح 13 مدرسة وروضة خاصة جديدة هذا العام، بما في ذلك 4 مدارس كأفرع لمنشآت تعليميّة قائمة. وقد بلغ عدد المدارس الخاصة المستفيدة من نظام القسائم التعليمية 134 مدرسة، منها 8 مدارس جديدة، انضمت للنظام هذا العام، ليبلغ عدد الطلبة القطريين المستفيدين من نظام القسائم التعليمية 31,572 طالبًا.

تحضيرات مسبقة

وقد استقبلتِ الوزارةُ الهيئتَين: الإدارية والتدريسية يوم الأحد الماضي، وأطلقت في 18 أغسطس الماضي، حملةَ العودة للمدارس، تحت شعار: «مدرستي بيتي الثاني»، بالتعاون مع شركة مواصلات (كروه)، ومشيرب العَقَارية التي اختتمت فعالياتها أمس السبت، وأُقيمت الحملة في مجمع مشيرب غاليريا، وشملت الفعالية أنشطة لاستحضار الذكريات المدرسية القديمة، وهي عبارة عن صف دراسي يعرض الكتبَ المدرسية والأدوات الصفّية القديمة والصور والأفلام المدرسية، وغيرها من المواد التعليمية، بالإضافة إلى تواجد حافلة المكتبة المتنقلة أمام مقرّ مجمّع مشيرب غاليريا التي تحتوي على عدة أنشطة؛ مثل ألعاب تعليمية تفاعلية من خلال الأجهزة الرقمية (الآيباد)، وألعاب تفاعلية تتضمن أسئلة وإجابات مُقتبَسة من المناهج الدراسية، بالإضافة إلى كتب متنوعة للقراءة، ومِنطقة للرسم والتلوينِ، بالإضافة إلى إقامة الوزارة بالتعاون مع شركة مواصلات (كروه) جناحًا خاصًا بحملة العودة للمدارس في مجمع دوحة فيستفال سيتي التي اختتمت أمس، وتضمن المهرجان هذا العام عددًا من الأنشطة والفعاليات والألعاب الهادفة للأطفال، كما ستشارك عدة جهات بتقديم ورش توعويَّة وأنشطة تفاعلية على المسرح. وتأتي حملةُ العودة للمدارس بهدف إشراك الأطفال والطلاب في أنشطة تعليمية وترفيهيَّة متنوّعة، وتهيئتهم نفسيًا وذهنيًا لبداية العام الدراسي الجديد، كما تساهم الحملة في تقليل مشاعر الخوف والقلق لدى الطلاب المستجدّين، خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة، لاسيما أنّهم يحتاجون إلى الدعم والرعاية والتّشجيع.

إعداد الأكاديميين

وعلى مستوى الأكاديميين، عقدت وزارةُ التربية والتعليم والتعليم العالي لقاءَها التربويَّ السنوي بمشاركة متميزة من كبار المسؤولين بالوزارة، ومركز قطر للقيادات، بالإضافة للقيادات التربوية والكوادر الإدارية والتدريسية بالمدارس. وهدف اللقاءُ التربوي إلى تشارك الرؤى والتطلعات مع قادة الميدان التربوي، ورسم ملامح العام الدراسي الجديد في ضوء التوجّهات الاستراتيجية والخطط التربوية والتعليمية للوزارة، كما يسعى اللقاء إلى تقديم الدعم اللازم للقادة التربويين؛ لتحقيق رؤية الوزارة ورسالتها، بالإضافة إلى إلهامهم وتحفيزهم، وتوفير منصة لتبادل خبراتهم والاحتفاء بإنجازاتهم، وعلى مستوى المدارس، قررت الوزارةُ إقامة فعاليات وورش تدريبية في الأسبوع الأول من العام الجديد؛ لتعزيز المهارات والقدرات التدريسية.

مشاريع ومبادرات

وتؤكّد الوزارةُ توفيرَ بيئة تعليمية عالية الجودة، حيث تعمل على إطلاق عدة مشاريع ومبادرات تهدف إلى صقل وتنمية مهارات الطلبة المعرفية والثقافية والاجتماعية، وتسليحهم بمهارات القرن الحادي والعشرين؛ للنجاح في حياتهم العلمية والمهنية، وتنطوي ترتيبات العام الدراسي الجديد على جملة من المحاور والمبادرات ومستجدّات الخطط الدراسية وأنصبة المواد الدراسيَّة.

وتغطي المستجدّاتُ جميعَ المراحل الدراسية، من رياض الأطفال إلى الثانوية، مع التركيز على مهارات القرن الحادي والعشرين، وتشمل مستجدات المناهج تعديلَ بعض الجوانب في المراحل التعليمية، حيث تم في مرحلة رياض الأطفال، تخصيصُ القراءة الحرة ضمن حصص «اللقاء المرح»؛ لتعزيز حبّ المطالعة لدى الأطفال.

وفي المرحلة الابتدائية، سيتم تعزيز المهارات اللغوية والفنية ودعم الطلبة بمهارات حياتية تنمّي دافعيتهم للتعلم، بينما سيتم في المرحلة الإعدادية، التركيز على حصص القراءة والكتابة في مادتَي اللغتَين العربية والإنجليزية، مع إدراج موضوعات توفر تجربة تعليمية تفاعلية، أما في المرحلة الثانوية، فتم إدراج مشروع التخرج لتعزيز المهارات البحثية والإبداعية، إلى جانب إدراج ساعات للعمل التطوعي؛ لتعزيز تجربة التعلم وتنمية الشعور بالمسؤولية المجتمعية. وفيما يخصّ مستجدات نظام التقييم، فإن محتوى اختبار منتصف الفصل لن يتم تكراره في اختبار نهاية الفصل، بالصفوف من الأول إلى الحادي عشر، بهدف تحقيق التوازن وجعل رحلة التعلم متجددة وأكثر تركيزًا وفاعلية.

ساعات التمدرس

خلال العام الأكاديمي 2024-2025 حافظت قطرُ على نفس عدد ساعات التمدرس للمرحلة الابتدائيَّة البالغ 4945.5 ساعة متجاوزة متوسط ساعات التمدرس في دول OECD الذي يبلغ 4830 ساعة، ما يعكس استقرار والتزام قطر بتقديم تعليم ذي جودة عالية، فيما ارتفعت ساعات التمدرس في المرحلة الإعدادية إلى 2571.7 ساعة، وهي تقارب متوسط ساعات التمدرس في دول OECD الذي يبلغ 2748 ساعة، ما يظهر التزام الدولة بالتطوير المستمر لنظامها التعليمي، فيما ارتفعت ساعات التمدرس في المرحلة الثانوية إلى 2646 ساعة، مقارنةً بـ 2472 ساعةً في العام الماضي؛ وذلك لتعزيز الجوانب الأكاديمية والمهارات العمليّة للطلاب.