الدوحة الراية:
تقلدت الكوادر القطرية أرفع المناصب الرياضية على الصعيد الإقليمي والقاري والدولي وأصبح يشار إليها بالبنان خلال العقود الأخيرة بفضل ما تمتلكه من إمكانيات وخبرات كبيرة، ونجحت في أن تتبوأ العديد من أرفع المناصب في مختلف الاتحادات الإقليمية والقارية والدولية، وجاء تألق كوادرنا في تقلد هذه المناصب المهمة مواكبًا للنهضة الرياضية القطرية الكبيرة التي تشهدها بلادنا وما أصبح يُعرف عنها من قدرات وإمكانيات بشهادة الجميع، ولكن بعيدًا عن العواطف ومن أجل قراءة المشهد بحيادية للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء ما حدث مؤخرًا في عمومية الاتحاد الآسيوي للكرة الطائرة والتي انتهت بصدمة للشارع الرياضي القطري متمثلة في السقوط الكبير وفشل المرشح القطري علي غانم الكواري رئيس اتحاد الكرة الطائرة في انتخابات رئاسة الاتحاد القاري في مفاجأة لم تكن في الحسبان باكتساح المرشح الفلبيني رامون سوزارا للانتخابات.

المفاجأة في الاكتساح

 

المفاجأة لم تقف عند فوز الفلبيني رامون بالمنصب، ولكن في فارق الأصوات الانتخابية بينه وبين علي غانم الكواري رئيس الاتحاد القطري الذي خاض الانتخابات وحصل على 15 صوتًا فقط، مقابل 48 صوتًا للفلبيني رامون من أصل 63 صوتًا وهو عدد لا يتناسب مع المكانة التي وصلت إليها الرياضة القطرية، وبطبيعة الحال هذه النتيجة لا تتماشي أبدًا مع ما وصلت إليه سمعة الكوادر القطرية التي بات يعرفها الداني والقاصي، حيث حظيت باستمرارية وبثقة الاتحادات سواء الدولية أو القارية، وهو ما جعل قطر تتبوأ العديد من المناصب الرفيعة والمهمة في الكثير من الاتحادات العالمية.
ما أسفرت عنه نتيجة انتخابات الاتحاد الآسيوي للكرة الطائرة تسبب كما أشرنا في صدمة للشارع الرياضي القطري لاسيما وأن الخسارة لم تكن خسارة عادية نظرًا للفارق الكبير في الأصوات خصوصًا وأن قطر دائمًا تساند كل الاتحادات القارية، وبالتالي هذا الفارق الكبير في الأصوات الذي وصل إلى 33 صوتًا هو فارق مزعج ورقم كبير لا بد من الوقوف أمامه والبحث عن أسبابه لتجنب تكراره في المستقبل.
الكوادر القطرية أصبحت متمرسة في العملية الانتخابية لتولي المناصب الرياضية الإدارية المختلفة وباتت تمتلك خبرات كبيرة ولا يمكنها أن تقع في مثل هذه الأخطاء التي تجعلها تخسر السباق بهذا الفارق الكبير في الأصوات.

ونتساءل هنا كيف لمرشح قطري يخوض غمار سباق الانتخابات القارية على أرفع المناصب ما لم يكن متأكدًا من قدرته على الفوز وإضافة منصب قيادي جديد للعديد من المناصب التي تتقلدها رياضتنا على مختلف الأصعدة، من الطبيعي أن الترشح لمثل هذه المناصب يتطلب توافر عوامل عديدة لكسب التحدي ونسأل رئيس الاتحاد، هل توفرت له كل سبل النجاح لخوض هذه الانتخابات؟ وهل تواصل بشكل مباشر مع الاتحادات الأهلية في قارة آسيا بالشكل الذي يؤمن له أصواتها في هذه الانتخابات المهمة؟.
قراءة المشهد الانتخابي مبكرًا قبل خوض غمار المنافسة على أرفع المناصب القارية يؤمن الطريق لتولي القيادة في الوقت المناسب ولكن ما حدث وما أسفرت عنه نتيجة هذه الانتخابات القارية يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك عكس ذلك تمامًا.
الانتخابات أشبه بالمباريات لا بد من فائز وخاسر فيها، لكنّ هناك فارقًا أن تخسر بعد منافسة شرسة وبين أن تخسر بسهولة وبنتيجة كبيرة لأن ذلك يعكس قوة المنافسة بين المتنافسين لحسم الصراع بينهما.

فهل حدد رئيس الاتحاد القطري قوة منافسه، وهل قدم برنامجًا انتخابيًا متكاملًا ومقنعًا أو تواصل بشكل جيد مع مسؤولي الاتحادات الأعضاء في الجمعية العمومية، وأقنعهم بدعمه ونال ثقتهم لانتخابه؟
حتى ترشح علي غانم الكواري لم يعلن عنه في وسائل الإعلام القطرية وهو يؤكد على أن استعدادات مرشحنا لم تكن بالشكل المطلوب ونتساءل:
هل كان واثقًا بشكل كبير من الانتصار والحصول على المنصب القاري دون وضع الحسابات اللازمة للأصوات أو تحديد حظوظه وحظوظ منافسه الفلبيني الذي حقق انتصارًا كبيرًا.
قطر مشهود لها ولكوادرها بالكفاءة وبالثقة، وربما لا تكون الكفاءة والثقة هما السبب في هذه الخسارة، لكن ربما يكون عدم الترتيب الجيد للانتخابات هو السبب وهو خطأ لا بد من تداركه مستقبلًا بعد محاسبة المقصرين فيه.
كما أن قطر دائمًا ما تقف مع أبنائها وتساندهم وتؤازرهم وتعمل باستمرار على تسهيل مهمتهم من أجل تحقيق الإنجاز الإداري الذي تستحقه الرياضة القطرية بشكل عام والطائرة القطرية بشكل خاص.