كتاب الراية

ما بين السطور.. الأسئلة

حين تطرق باب السؤال.. سوف تأتيك الأجوبة..
حين تطرح الكثير والكثير من علامات السؤال.. لن يأتيك سوى النقاط الكثيرة المبوبة..
حين تتمادى في غيّك وجبروتك.. تنطلق الأسئلة كوابلٍ من الأسلحة المُدمّرة..
وحينها.. لن تجد أمامك سوى الكثير من علامات التعجب المُحيرة..
الأسئلة.. فيض من المجهول يكتنف الفؤاد.. ويطغى فوق السهول والوهاد والضمير..
هل تعرف الضمير.. حينما ينهال في جوفك بالسؤال تلو آلاف السهام التي تبحث عن بوابة التعبير..؟؟
حينما تجتاز آفاق النفاق، والخطايا.. وليالي السهد والتفكير في من يطرح السؤال..
هل هي البقايا النازفات في قلب العيون الباكيات.. العابرات لليالٍ..؟؟
هل هو الخوف من الآتي الذي لا يشرع أبواب الزمان إلا حين يرتد في القلب السؤال..؟؟
وسؤال.. بعد ألف من علامات السؤال التي لا تكتفي بالطرح والتطويق في الأفكار الصغيرة النامية..؟؟
تجرحنا.. تقيد الأذهان والنظرات والأحلام في الليالي والدقائق التالية..
حينما تطرق أنت بابًا للسؤال مرة لطفلة كثيرة الأحلام.. والصمت لها الجواب..
هل تقنع النفس بهذه الإجابة الصامتة التي تأتيك خلف كل باب..؟؟
وأنت ما زلت تخط الحرف بعد الحرف.. والنقاط تملأ السطور والأوراق..؟؟
وأنت ما زلت تجهل الفرق الذي يأتيك من دفاتر الأيام.. من تَكرارها وبوحها الدفاق..؟؟
وأنت يا صغيرتي..
هل تخلطين الصمت بالنيات الباقيات الرافضات مطلع الظلام مخبأ الأسرار..؟؟
وهل تظنين أن الليل حقًا مولد للبوح والتأمّل الطويل وساحر الأوهام والأفكار..؟؟
الليل يا صغيرة السن كبيرة الأحلام.. والسؤال في جرابك المخفي خبأ الجواب..
وذلك الجواب في النهار في عينيك بارز وظاهر لكل من لا يعرف السراب..
كل السراب طائر يجتاحنا وقت الضياع.. حينما تشتد في أذهاننا الأفكار..
محلقًا جَناحه في نقطة اللقاء والحنين واشتياق الروح قطرة في ملتقى الإبصار..
لكنه يغيب مثلما تنطلق الأشباح من أوهامنا.. ولهونا.. وخوفنا الكبير..
محدقًا في عيوننا.. وباعثًا ذاك الجفاف للتلال والسهول في مدى التعبير..
الخوف يبعث السؤال كالسرايا في الصحارى والقفار.. وفي الحنين..
باحثًا عن كل آثار الندامى والحكايات التي كانت لنا من قبل آلاف السنين..
الخوف يجتاح الضمائر المنساقة لبحر الانصياع..
عابرًا كل العلامات التي قد دونتها ذات يوم كل تلك الأسئلة.. من دون داع..
اسأل الصغار إن كانوا يميزون بين لون الماء أو لون الدماء..
إن بكوا يومًا على كل فقيد.. سجلوا وقيدوا اسمه بين جميع الشهداء..
سوف تعيا يا صديق الأمس واليوم.. إذا حاولت طرح هذه الأسئلة..
فكل أبواب الحقائق الجميلة التي نعرفها.. باتت بأغلال الرعود دائمًا مُكبلة..

[email protected]

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X