متابعة – صابر الغراوي:
على بركةِ الله.. يقصّ منتخبُنا الوطنيُّ الأوَّل لكرة القدم مساء اليوم شريط مبارياته العشر في المرحلة الثالثة والحاسمة؛ بحثًا عن إحدى البطاقات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026 المقامة في الولايات المتحدة، وكندا، والمكسيك، وذلك عندما يواجه الأبيض الإماراتي على استاد أحمد بن علي، في افتتاح مبارياته بالمجموعة الأولى.
وتشكل هذه المباراة التي تنطلق في تمام الساعة السابعة، أهميةً قصوى لدى منتخبنا الوطني الذي يمتلك العديد من عناصر القوة التي تضعه على رأس المنتخبات المرشحة للمنافسة على صدارة هذه المجموعة، باعتبار أن المواجهات الافتتاحية تحظى دائمًا بأهمية قصوى للمنتخبات التي لا ترضى بغير الصدارة بديلًا.
وتكمن صعوبة هذه المباراة الافتتاحية في أن العنابي سيخوضها أمام منافس متجدد وغامض رغم التاريخ الكبير – قديمًا وحديثًا – بين المنتخبين، فضلًا عن أنها تشكل مرحلة مهمة في منافسات المجموعة الأولى الصعبة والتي تضم أيضًا، منتخبات: إيران، وأوزبكستان، وكوريا الشمالية، وقرغيزستان، بالإضافة إلى العنابي، والأبيض.
ورغم أنَّ معظم المؤشرات تصبُّ في مصلحة منتخبنا الوطني فإن هذا لا يعني على الإطلاق أن المباراة ستكون سهلة وأن نتيجتها مضمونة، وذلك للعديد من الاعتبارات المهمة، يأتي في مقدمتها أن الديربيات الخليجية لا تخضع لأي مؤشرات أو مقدمات، كما أن التعادل كان هو سيّد الموقف في آخر مواجهة جمعت بين الفريقين والتي أقيمت مطلع العام الماضي في البطولة الخليجية بالعراق.
وإذا أضفنا إلى كل ذلك حالات الإحلال والتجديد التي ظهرت في صفوف المنتخب الإماراتي في الآونة الأخيرة والتي نتج عنها دخول العديد من الأسماء في قائمة الأبيض، ورحيل أسماء أخرى، فسنجد أن الغموض يفرض نفسه على شكل هذه المُباراة، ونتيجتها وأن منتخبنا الوطني مطالبٌ بالتالي بالحذر الشديد والتركيز الأشدّ، من أجل ضمان تخطي هذه العقبة.
وتتركّز مؤشراتُ فوز العنابي في حالة الاستقرار الكبيرة في الفريق ونسبة الانسجام والتجانس الموجودة في صفوفه سواء بين اللاعبين بعضهم البعض أو بين الجهازَين: الفني والإداري من ناحية واللاعبين من ناحية أخرى، كما أن العنابي فرض نفسه في الأعوام الأخيرة كأحد أفضل وأقوى المنتخبات الآسيوية إن لم يكن أقواها على الإطلاق وذلك بعد تتويجه بلقبَي أمم آسيا 2019 و2023، فضلًا عن النتائج الأخيرة بين المنتخبين والتي صبت في صالح العنابي بشكل كبير وواضح.
وينتظر أن تكون المباراة من أقوى مواجهات المجموعة بين منتخبين لديهما عناصر مميزة على مستوى الخطوط، وكذلك على مستوى الإدارة الفنية ويعرفان بعضهما جيدًا من واقع مواجهاتهما السابقة في البطولات القارية والإقليمية.
فاز في 14 مباراة مقابل 9 للإمارات
تفوق كاسح لبطل آسيا
سجَّلَ منتخبُنا الوطني تفوقًا كبيرًا على المُنتخب الإماراتي في مجموع المواجهات التي جمعت بين الفريقَين عبر تاريخَيهما في كرة القدم، وذلك عبر أكثر من نصف قرن وبالتحديد منذ عام 1972 وحتى الآن. وخلال تلك الفترة التقى الفريقان في 32 مناسبة ما بين المباريات الرسمية والودية ونجح خلالها العنّابي في تحقيق الفوز في 14 مباراة دفعة واحدة أولها الفوز 3/1 في خليجي 4 بالدوحة عام 1976، وآخرها الفوز بخماسية نظيفة في بطولة كأس العرب عام 2021. وفي المقابل، فاز المنتخب الإماراتي في 9 مناسبات بداية من أول مواجهة عام 1972 في خليجي 2 بالسعودية عندما فاز الأبيض 1/صفر، وآخرها الفوز 4/1 في كأس الأمم الآسيوية عام 2015، بينما فرض التعادل نفسه على مواجهات الفريقين في 9 مواجهات أخرى.
ونتج عن تفوق العنابي في عدد الانتصارات تفوقه أيضًا في عدد الأهداف، حيث نجح لاعبونا في زيارة شباك المنتخب الإماراتي 46 مرة مقابل 35 هدفًا للأبيض في مرمى العنابي. وعلى صعيد المواجهات في تصفيات كأس العالم فقد التقيا في ثلاث مناسبات، وتبادل كل منهما الفوز على الآخر في مباراة، وتعادلا في واحدة.
الجماعية سرّ تفوق الأدعم
تعتبرُ الجماعيةُ من أهمّ العوامل التي يعوّل عليها منتخبنا الوطني بصورة مباشرة في أفضليته على القارة الآسيوية بفوزه بلقبَين متتاليَين لكأس آسيا في السنوات الخمس الأخيرة، وأبرزها الأداء المهارات الفردية والقدرات العالية لجميع عناصر المنتخب في تطبيق ما تتطلبه كرة القدم الحديثة القائمة على الحركة والاستيعاب الفني والحسم والتوقيت التي تميز مدرسة التدريب الإسبانية التي تقود المنتخب حاليًا واستوعبتها عقلية لاعبيه، لذلك لم يتأثر كثيرًا في العودة لها بعد فترة قصيرة مع مدرسة التدريب البرتغالية تحت قيادة المدرب كارلوس كيروش.
وتميز العنابي بقدرته على الحفاظ على الهُوية الفنية بالإبقاء على المدرسة الإسبانية التي تطور معها المنتخب وتتطور قدرات لاعبيه يومًا بعد يوم. ويعدّ الأداء الجماعي للمنتخب بمثابة العنصر المهم الذي رجح كفة المنتخب على الكثير من المنتخبات في السنوات الأخيرة، كما استندَ إليه في تتويجه باللقب القاري في آخر نسختين.
مباراتان ضمن مجموعتنا اليوم
تتطلعُ إيرانُ التي فازت 16 مرة في 19 مباراةً على أرضِها ضمن التصفيات، إلى ظهور رابعٍ تواليًا في المونديال وسابعٍ بشكل عام، عندما تبدأ مشوار الدور الثالث أمام ضيفتها قرغيزستان في فولاد شهر مساء اليوم ضمن منافسات المجموعة الأولى التي تضمّ أيضًا منتخبنا الوطني والإمارات وأوزبكستان وكوريا الشمالية.
وفي المقابل فإن المنتخب القرغيزي يبحث عن تحقيق مفاجأة في هذه المواجهة الافتتاحية.
وتلعبُ أوزبكستان الباحثة عن طرد شبح تصفيات 2014 عندما أخفقت في حجز مقعد مباشر بفارق الأهداف، مع ضيفتها كوريا الشمالية المشاركة مرتين في 1966 و2010، في طشقند.