حديث الخاطر.. زادتهم إيمانًا
تنقسم العبادة إلى قسمين: عبادة جوارح، وعبادة قلوب، فعبادة الجوارح هي العبادات الظاهرة مثل الصلاة والصوم والحج وصلة الأرحام والصدقة وغيرها من العبادات.
أما عبادة القلب مثل عبادة الخوف والرجاء والمحبة والإنابة والتوبة والخشوع. وعبادات القلوب أهم من عبادات الجوارح وأكثر أجرًا وأعلى مرتبة من عبادة الجوارح وهي التي تزيد الإيمان وتثبته للقيام بعبادة الجوارح، فالإيمان محله القلب، فإذا زاد الإيمان زادت الطاعات وكثرت العبادات ووجد الإنسان نشاطًا في عبادة ربه وإقبالًا عليها، وإذا ضعُف الإيمان في القلب وجد الإنسان كسلًا في العبادة وتهاونًا فيها وإعراضًا عنها، لذلك فالتفكر في الآخرة وأحوالها والتفكر في الدنيا وزوالها وفنائها يزيد إيمان الإنسان.
قال تعالى (أفلا يتفكرون)، وقال (لعلكم تتفكرون)، وقال سبحانه (ويتفكرون في خلق السماوات والأرض)، فعبادة التذكر والتفكر هي من عبادات القلب، وكذلك عبادة التدبر لآيات القرآن الحكيم تزيد الإيمان فإذا زاد تفكرالإنسان في الكون وزاد تدبره للقرآن وصل إلى درجات عالية في الإيمان واليقين قال اللهُ (وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا)، وقال سبحانه (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) . فالتفكر في الدنيا والآخرة وتدبر آيات القرآن ينتج عنه عبادات كثيرة مثل عبادة الخوف والرجاء والتوبة والخشية والندم والإنابة والإخبات والأوْبة والشكر والصبر، وغيرها من عبادات القلب، فالإنسان مُسافر إلى الآخرة بقلبه، قال تعالى (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بنون، إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)، فالاهتمام بعبادات القلب أولى من الاهتمام بعبادات الجوارح ويوصل الإنسان إلى رضوان الله وجنته يوم القيامة.