إعلاميون يدعون إلى تعزيز دور الصحافة الثقافية القطرية
الدوحة – قنا:
لا يخفى على المُتابعِ للشأن الثقافي في قطر أهمية الصفحات المُتخصصة في الصحف المحلية القطرية، والمَجلات المتخصصة في تنوير الرأي العام المحلي والعربي والعالمي بالحَراك الثقافي والفني في البلد، ووضع القارئ في الحدث عبر الكلمة المرصوفة.
وفي هذا الصدد، قالَ السيد فالح حسين الهاجري رئيس تحرير صحيفة العرب القطرية: من خلال عملي في المجال الثقافي والإعلامي خلال عَقدين من الزمن، أرى أن للصحافة الثقافية، متابعين وقراء ومهتمين كثرًا في دولة قطر وخارجها، وتتناول قضايا مهمة، حيث تعتبر الثقافة جزءًا هامًا من الهُوية الوطنية في الدولة. وأشارَ إلى أنه توجد صحف ومجلات ومؤسسات تهتم بالشأن الثقافي، حيث تنشر تحليلات ومقالات تتعلق بالأدب والفنون والموسيقى والتاريخ والرياضة، بالإضافة إلى ذلك، فإنها تنظم الفعاليات والمعارض الثقافية والندوات الفكرية والإعلامية، التي تحظى بتغطيةٍ إعلاميةٍ واسعةٍ، ما يعكس اهتمام الجمهور بالموضوعات الثقافية. من جهته، يرى السيد محسن عتيقي، الكاتب والمحرر العام لمجلة الدوحة سابقًا، أن الصحافة الثقافية في راهنها العربي عمومًا تعاني من قلة المنتجين للمادة الثقافية التحليلية والنقدية المواكبة للأحداث، مقارنة بالتحليل السياسي أو حتى الرياضي الذي استولى على حصة الثقافة، وهو ما اعتبره أمرًا طبيعيًا، مُستحضرًا في هذا الخصوص رأي المفكر المغربي محمد عابد الجابري، القائل: إن الثقافة ليست شأن العامة كما هو الحال مع كرة القدم. بدورها، قالت الدكتورة الأديبة ابتسام الصمادي، عضو اتحاد الصحفيين والكتّاب العرب / فرنسا، باحثة في مجالات ثقافية وتخصصية، وأكاديمية وأستاذة جامعية: إن الثقافة تشبه أهلها تقف أمامهم وخلفهم، فإذا كانوا شجعانًا تكون هي أشجع، حيث يصعب أن نفصلَ بينهما، مؤكدة في الوقت نفسه، أن الصحافة الثقافية هي رافد من روافد الوعي، ودعت الشاعرة والأديبة ابتسام، المُتلقي إلى أن يشكلَ وعيه الخاص بنفسه ويبرز من يستحق، فبيده الكثير من المِنصات عبر وسائل التواصل. من جانبه، وقال السيد عيسى الشيخ حسن، شاعر وأديب سوري: لقد باتت الصحافة في جسمها الورقي على وَشْكِ النهاية، وبالتالي فنحن أمام أزمة مركبة، تراجع الهم الثقافي منذ ربع قرن تقريبًا بضمور الصراع بين الشرق والغرب، ومن جهة أخرى ساهم التطور العالمي الجديد التكنولوجي في تراجع دور الكلمة مُقابل هيمنة الصورة، خاصة بعد تطور الشاشة الافتراضية، وتمددها وتنوّعها، وتحقيق نمط حياة جديد (لكل إنسان شاشة).