أخبار عربية
بمناسبة مرور عام على عمله الدبلوماسي بالدوحة.. السفير فلاناغان:

قطر شريك مهم لأستراليا في الأمن والتجارة والاستثمار

نقدر استضافة الدوحة بعثتنا المؤقتة لأفغانستان

فرص حقيقية للتعاون في تكنولوجيا الصحة والذكاء الاصطناعي والتعليم

3.4 مليار دولار أسترالي حجم التجارة الثنائية بين البلدين

إنشاء جمعية الأعمال الأسترالية القطرية في الدوحة

بقلم : سعـادة السيـد شين فلاناغان، سفيـر أستراليا لدى قطر

 

وصلت أنا وعائلتي إلى قطر منذ اثني عشر شهرًا، وحظينا بترحيب حار في هذا البلد الجميل والمضياف. وبعد مرور سنة على وصولنا، حان الوقت المناسب للتركيز على العلاقات الثنائية بين أستراليا وقطر والعمل الذي نقوم به لتعزيز علاقاتنا بشكل أكبر. تشرفت الحكومة الأسترالية باستضافة معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس الوزراء وزير خارجية دولة قطر في أستراليا خلال أغسطس الماضي. فقد كانت هذه الزيارة ذات أهمية بالغة حيث أنها تعتبر أول زيارة لرئيس حكومة قطري إلى أستراليا. بالإضافة إلى كونها أول زيارة لرئيس حكومة من أي دولة خليجية إلى أستراليا منذ أكثر من عقد من الزمان.
شملت زيارة معاليه مناقشات رفيعة المستوى مع سعادة السيد أنتوني ألبانيز، رئيس الوزراء الأسترالي، وسعادة السيد ريتشارد مارليس، نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع، وسعادة السيناتور بيني وونغ، وزير الخارجية.
أتاحت هذه المحادثات الفرصة للحكومة الأسترالية للتعبير عن اعترافها وتقديرها لجهود قطر في الوساطة الهادفة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهو أمر نُقر بحيويته. بالإضافة إلى ذلك، ركزت المناقشات على الدعم الإنساني الذي تقدمه كل من قطر وأستراليا لمعالجة تداعيات الوضع الإنساني الكارثي في غزة. بناء على ذلك، أعرب الوزراء الأستراليون عن تقديرهم للدعم الثابت الذي تقدمه قطر خلال أوقات الأزمات.

تعتبر أستراليا قطر شريكًا مهمًا لها وتقدر التعاون معها في قضايا الأمن الإقليمي والتجارة والاستثمار وفي النظام متعدد الأطراف. وتحدث الطرفان عن مصالحنا المشتركة في تعزيز الاستقرار والسلام والازدهار. وتوفر قطر دورًا قياديًا ودعمًا مهما للجهود الدولية بشأن مجموعة من القضايا، بما في ذلك أفغانستان، ونحن نقدر استضافتها لبعثتنا المؤقتة لأفغانستان هنا في الدوحة.
خلال زيارة سعادة رئيس الوزراء وزير الخارجية، ناقش المسؤولون أهمية اغتنام الفرص للبناء على علاقاتنا التجارية والاستثمارية القوية حيث تعد قطر من بين أكبر ثلاثة شركاء تجاريين لأستراليا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فبلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين في عام 2023 3.4 مليار دولار أسترالي. وبناء على ذلك، توجد فرص حقيقية للتعاون في المستقبل في عدة مجالات مثل تكنولوجيا الصحة والذكاء الاصطناعي والتعليم. كما رحبت الحكومة الأسترالية بالاستثمارات القطرية في أستراليا بما في ذلك استثماراتها في قطاع الطاقة المتجددة والبنية التحتية، وشجعت الجانب القطري على مواصلة البحث عن فرص لتطويرها وبنائها.
وبعيدًا عن التفاعلات بين الحكومتين، الروابط بين الشعبين تنشط وتثري علاقاتنا. وإنه لمن دواعي سرورنا أن نرى مساهمة الشركات الأسترالية والأستراليين المقيمين في قطر لحيوية الاقتصاد القطري حيث يلعب الأستراليون أدوارًا مهمة في مجالات الرعاية الصحية والتعليم والخدمات المصرفية والرياضة والعديد من المجالات الأخرى.. نحن فخورون للغاية بمساهماتهم.
من الامتيازات الحقيقية التي حُظيت بها في خدمة بلدي كسفير أستراليا لدى دولة قطر، أنني أتواصل بانتظام مع القطريين الذين لديهم روابط مع أستراليا من خلال التعليم أو السياحة أو الأعمال أو وظائفهم. إنه لمن دواعي الفرح دائمًا أن أرى الأبواب الجديدة التي يمكن فتحها للناس من خلال هذه التجارب.
على مدار العام الماضي، عملنا بشكل وثيق مع المجتمع التجاري الأسترالي للمساعدة في تشجيع إنشاء جمعية الأعمال الأسترالية القطرية، والتي تم تسجيلها الآن لدى مركز قطر للمال. وسنسعى إلى استضافة حدث افتتاحي قبل نهاية هذا العام.
كما سررنا باستضافة عدة وفود تجارية واقتصادية، بما في ذلك وفد من غرفة التجارة والصناعة الأسترالية لتوقيع مذكرة تفاهم مع غرفة قطر في مايو. ونأمل أن يؤدي هذا الاتفاق إلى أنشطة عملية تساعد على تعزيز روابطنا التجارية.
ومع ذلك، فإن نطاق مشاركتنا، يتجاوز الزيارات الرسمية والروابط التجارية.
مثل القطريين، يحب الأستراليون الرياضة. لقد سررنا خلال الأشهر الـ 12 الماضية برؤية فريق كرة القدم الأسترالي يعود إلى اللعب في الدوحة خلال كأس آسيا لكرة القدم. كما زار العديد من المتسابقين الأستراليين الأولمبيين قطر للمشاركة في بطولة العالم للسباحة 2024 في الدوحة.
نحن نقدر أيضًا روابطنا الثقافية الناشئة. ولقد سررت بدعم زيارة لكبير أمناء المعرض الوطني فيكتوريا لأسبوع التصميم في الدوحة، وكان من الرائع لقاء الفنانة الأسترالية الزائرة دانييل إيسديل خلال معرض «فن إعادة التدوير» في سوق واقف. بالعمل عن كثب مع الشركاء القطريين، يعد الترويج للتراث والثقافة الغنية للسكان الأصليين في أستراليا أولوية لنا في العام المقبل. إن علاقاتنا واسعة وحيوية، ونحن ملتزمون بتطويرها بشكل أكبر لتعزيز علاقاتنا الودية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X