اخر الاخبار

مساعد المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي : قطر من الداعمين الرئيسيين لمهامنا وشراكتنا مستمرة في النمو

الدوحة – قنا :

أكدت السيدة رانيا دقش كامارا مساعد المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة على دعم قطر الثابت لمهام عمل البرنامج، وأنها من الداعمين الرئيسيين له، في ظل التحديات الاقتصادية والفجوة التمويلية التي تواجه جهود التنمية في الدول الأقل نموا والأشد حاجة.
وقالت السيدة كامارا في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، على هامش مشاركتها في احتفاء مؤسسة التعليم فوق الجميع باليوم الدولي للأمم المتحدة لحماية التعليم من الهجمات إنه في عامي 2022 و2023، ساهمت دولة قطر بمبلغ 10 ملايين دولار أمريكي (5 ملايين سنويا)، من خلال صندوق قطر للتنمية، في حساب الاستجابة العاجلة لبرنامج الأغذية العالمي، والذي يسمح بتخصيص الموارد بطريقة مرنة وفي الوقت المناسب لحالات الطوارئ السريعة، وغيرها من الأمور والأزمات، وهي شهادة على دعم قطر الثابت لمهام البرنامج.
ولفتت سعادة السيدة رانيا دقش كامارا إلى الأهمية الكبيرة للتمويل المرن، لأنه يسمح للبرنامج بتحديد أولويات الاحتياجات الحرجة، والتكيف بسرعة مع الأزمات الناشئة، وتخصيص الموارد، حيث تشتد الحاجة إليها، منبهة إلى أن مساهمات قطر المتعددة الأطراف مكنت برنامج الأغذية العالمي من مواصلة تقديم دعم الأمن الغذائي والتغذية المنقذة للحياة بشكل أكثر كفاءة في جميع أنحاء العالم، لاسيما في المناطق التي تواجه الجوع الحاد.
وشددت على ضرورة هذه المساهمات بالنظر إلى فجوة التمويل العالمية، التي تركت برنامج الأغذية العالمي يواجه حاجة ملحة لما يقرب من 18 مليار دولار أمريكي للوصول إلى المستفيدين المستهدفين في عام 2024. مؤكدة على أهمية الدعم القطري خاصة لبلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والبلدان الأقل نموا، حيث أدت التحديات الاقتصادية والصراعات والصدمات المناخية إلى تفاقم الجوع.
ونوهت بالشراكة طويلة الأمد والمؤثرة بين دولة قطر وبرنامج الأغذية العالمي قائلة: “هي شراكة مستمرة في النمو، ومع استمرار ارتفاع الاحتياجات الإنسانية العالمية، يقدر برنامج الأغذية العالمي الفرصة المتاحة لمزيد من المشاركة مع الحكومة القطرية وشركاء القطاع الخاص، والاستفادة من دور قطر الاستراتيجي كوسيط دبلوماسي رئيسي في العديد من الأوضاع الإنسانية. وبالإضافة إلى الاستجابة لحالات الطوارئ الإنسانية، يمكن تعزيز هذه الشراكة من خلال تعزيز التعاون في مجالات مثل الزراعة الذكية مناخيا، والخدمات اللوجستية، ومبادرات بناء القدرة على الصمود”.
وعن أهمية زيارتها إلى قطر أعربت مساعد المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي عن امتنانها للدعوة التي وجهتها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة التعليم فوق الجميع عضو مجموعة المدافعين عن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، لبرنامج الإغذية العالمي للمشاركة في الاحتفال الخامس باليوم الدولي للأمم المتحدة لحماية التعليم من الهجمات، الذي يسلط الضوء على الحاجة الملحة لحماية الأماكن التعليمية في المناطق المتضررة من النزاع.
وتابعت أن هذا الحدث، الذي نظمته مؤسسة التعليم فوق الجميع، يجمع أصحاب المصلحة الرئيسيين، بما في ذلك الحكومات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات التعليمية والشباب لتعزيز المناقشات وإقامة شراكات جديدة من أجل التغيير.. مشيرة إلى أن هذا الحدث يرتبط ارتباطا مباشرا بعمل برنامج الأغذية العالمي في مجال الوجبات المدرسية، وهي مبادرة مهمة لا توفر للأطفال التغذية الأساسية فحسب، بل تدعم أيضا نسبة البقاء في المدارس خلال أوقات الأزمات.
وأضافت أن الوجبات المدرسية توفر مساحة حماية للأطفال، لاسيما في المناطق المتضررة من النزاع، وتقلل من المخاطر بما في ذلك عمالة الأطفال، والزواج المبكر، والتجنيد في الجماعات المسلحة، بينما تعزز أيضا رفاهية المجتمعات بأكملها، فعلى سبيل المثال، في جنوب السودان، أدى برنامج الوجبات المدرسية التابع لبرنامج الأغذية العالمي إلى زيادة بنسبة 80 بالمئة في معدلات الالتحاق بالمدارس في المناطق المتضررة من النزاع، مما يدل على تأثيره القوي في كل من التعليم وحماية الطفل.
وبينت مساعد المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي أنها عقدت اجتماعات رفيعة المستوى مع مسؤولين حكوميين وشركاء من القطاع الخاص لتعزيز الشراكات مع قطر واستكشاف سبل تعاون جديدة محتملة، لتسخير الخبرة والتأثير الفريد لقطر وبرنامج الأغذية العالمي لتلبية احتياجات الملايين من الأشخاص الأكثر ضعفا في جميع أنحاء العالم.

وعن احتياجات البرنامج حتى يتمكن من الوصول إلى السكان الأكثر ضعفا ودعمهم، أوضحت السيدة رانيا دقش كامارا مساعد المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في حوارها مع /قنا/، أنه لمواجهة جميع التحديات، يحتاج البرنامج إلى العديد من الموارد الرئيسية والإجراءات الفورية للوصول إلى السكان الأكثر ضعفا ودعمهم بشكل فعال، أهمها: التمويل المستمر والمتزايد حيث يحتاج برنامج الأغذية العالمي إلى 18 مليار دولار أمريكي على مستوى العالم لتحقيق أهدافه لعام 2024، منها 7.2 مليار دولار أمريكي مطلوبة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحدها.
وتابعت، كما يحتاج إلى الحفاظ على سلاسل الإمدادات الغذائية وتحسين وصولها في ظل العقبات اللوجستية الناجمة عن الصراعات واضطرابات المناخ، داعية في هذا الإطار جميع الأطراف إلى احترام القانون الإنساني الدولي، وضمان حماية العاملين في المجال الإنساني، والتمسك بالتزامهم بتسهيل إيصال المساعدات الحيوية والمنقذة للحياة.
وأشارت إلى أن التخزين المسبق للإمدادات الغذائية قبل موسم الأمطار يعد أمرا حيويا في العديد من البلدان، ولكن القيود المفروضة على الوصول أعاقت هذه الجهود، مما ترك العديد من المجتمعات عرضة لخطر المجاعة، وأخيرا، تعزيز القدرة المحلية على الصمود من خلال البرامج الزراعية الذكية مناخيا وتحسين البنية التحتية والذي من شأنه أن يساعد في تخفيف الآثار طويلة الأجل الناجمة عن الصراع وتغير المناخ.
وعن وضع الجوع في العالم قالت السيدة رانيا دقش كامارا، لا يزال وضع الجوع العالمي في عام 2024 عند مستويات الأزمة، حيث يعاني 309 ملايين شخص في 71 دولة من انعدام الأمن الغذائي الحاد ويرجع ذلك إلى مزيج من الصراعات والصدمات المناخية والأزمات الاقتصادية. ومن بين هؤلاء، يواجه أكثر من 37 مليون شخص مستويات طارئة من الجوع (المرحلة 4 من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي)، في حين أن 1.3 مليون شخص على حافة المجاعة (المرحلة 5 من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي)، لا سيما في المناطق التي مزقتها الصراعات مثل غزة والسودان وجنوب السودان، ومالي.
وبينت بأن حجم الأزمة هائل، حيث يواجه البرنامج تحديات تشغيلية كبيرة. فهناك أكثر من 27 مليون شخص في جميع أنحاء الجنوب الأفريقي يعانون من انعدام الأمن الغذائي مع اجتياح الجفاف المدمر الناجم عن ظاهرة “النينيو” في جميع أنحاء المنطقة، مما أدى إلى تدمير المحاصيل وسبل العيش. وبالنسبة للملايين، يمثل هذا أسوأ جفاف منذ قرن من الزمن ويعمل برنامج الأغذية العالمي على توسيع نطاق تقديم الدعم الغذائي في حالات الطوارئ إلى 5.9 مليون شخص في البلدان السبعة الأكثر تضررا حتى مارس 2025. ومع ذلك، فإن النقص الهائل في التمويل قد يعرض قدرة البرنامج على الاستجابة للخطر.
وتابعت بأن السودان أحد أشد التحديات التي يواجهها برنامج الأغذية العالمي اليوم، فقد خلفت الحرب المستمرة أكثر من 25.6 مليون شخص – أي أكثر من نصف السكان – يعانون من الجوع الحاد، وتزيد الفيضانات من تعقيد جهود البرنامج لتقديم المساعدات المنقذة للحياة. مبينة أن برنامج الأغذية العالمي يسير قوافل على الطريق تحمل الإمدادات الغذائية للمتضررين في السودان، ولكن هذه القوافل تتباطأ أو يعاد توجيهها بسبب جرف الجسور والطرق الموحلة وفيضانات مجاري الأنهار.
وأشارت السيدة رانيا دقش، إلى أن الصراع في السودان أثار واحدة من أكبر أزمات النزوح في العالم، حيث أجبر أكثر من 10 ملايين شخص على ترك منازلهم وفرار 2.3 مليون إلى البلدان المجاورة مثل تشاد وجنوب السودان ومصر. وهذه الأزمة في السودان تسلط الضوء على التحديات الأوسع التي يواجهها برنامج الأغذية العالمي على مستوى العالم، حيث تدفع الصراعات والصدمات المناخية ونقص التمويل الملايين إلى حافة المجاعة، فقد أدت الأمطار الغزيرة في جنوب السودان إلى نزوح الآلاف وتأخر تسليم المواد الغذائية الحيوية، في حين تشكل الأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا تهديدات إضافية للسكان الذين يعانون من سوء التغذية.
وعبرت عن أسفها لانخفاض التمويل الإنساني العالمي إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا / كوفيد-19/ على الرغم من هذه الاحتياجات الهائلة، مبينة أنه لتلبية جميع الاحتياجات المقدرة، يحتاج برنامج الأغذية العالمي إلى 18 مليار دولار أمريكي في عام 2024 لمساعدة 139 مليون شخص على مستوى العالم، وأن نقص التمويل أجبر البرنامج على اتخاذ خيارات صعبة، وخفض الحصص الغذائية، وتقليل عدد الأشخاص الذين يتم الوصول إليهم، وإعطاء الأولوية للفئات الأكثر ضعفا فقط وأن الفجوة بين الاحتياجات والموارد المتاحة آخذة في الاتساع، مما يخلق تحديات غير مسبوقة أمام البرنامج لمواصلة عملياته المنقذة للحياة.

وعن تأثير تصاعد الصراعات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتحديات التي تواجه عمل البرنامج، قالت السيدة رانيا دقش كامارا مساعد المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في حوارها مع /قنا/: إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تواجه أزمة جوع غير مسبوقة ناجمة عن “مزيج سام” من عدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي، والانكماش الاقتصادي، والصدمات المناخية، وأزمات اللاجئين التي طال أمدها. فبحلول نهاية عام 2023، كان 45.6 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء المنطقة، حيث يعاني 11 مليون منهم – معظمهم من النازحين واللاجئين وطالبي اللجوء – من مستويات طارئة أو كارثية من انعدام الأمن الغذائي (التصنيف المرحلي المتكامل 4 و 5) في بلدان مثل اليمن وسوريا ولبنان وغزة.

ولفتت مساعد المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إلى أن تغير المناخ أدى إلى تفاقم هذه التحديات، وقد أدت فترات الجفاف الطويلة، وانخفاض هطول الأمطار، ودرجات الحرارة القصوى إلى انخفاض الإنتاجية الزراعية في البلدان المتضررة من الصراعات مثل العراق وسوريا، مما أدى إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي. ويعاني اليمن، الذي دمرته الحرب بالفعل، من الأعاصير والفيضانات والجفاف، مما أدى إلى تعطيل الزراعة وزيادة انعدام الأمن الغذائي.

وقالت “إن برنامج الأغذية العالمي يبذل كل ما في وسعه لمواجهة هذه التحديات. ففي عام 2024، نهدف إلى الوصول إلى أكثر من 33 مليون شخص في 15 دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا الشرقية، لكن عملياتنا تواجه فجوة تمويلية حادة. وفي عام 2023، انخفض تمويل برنامج الأغذية العالمي للمنطقة بنسبة 43 بالمئة، مما أدى إلى تخفيضات جذرية في برامج المساعدة الغذائية”.

وعن التحدي الأكبر الذي تواجهه المنطقة أوضحت السيدة رانيا دقش كامارا مساعد المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في ختام حوارها مع /قنا/، أنه يتمثل في الفجوة بين التمويل والاحتياجات المتزايدة، ويحتاج برنامج الأغذية العالمي إلى 7.2 مليار دولار أمريكي في عام 2024 – 37 بالمئة من احتياجاته العالمية – لدعم 33.4 مليون شخص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا الشرقية. ومع ذلك، فإن نقص التمويل أجبر البرنامج على إعطاء الأولوية للفئات الأكثر ضعفا فقط، مما ترك الملايين عرضة لخطر الجوع. وقد تعرضت قدرة برنامج الأغذية العالمي على توفير الحصص الغذائية والمساعدات النقدية، وهي حجر الزاوية في عملياته، للخطر الشديد، مع وجود المزيد من التخفيضات في الأفق إذا لم تتم زيادة التمويل.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X