قطر ضمن أكثر الاقتصادات مرونة وسرعة النمو
احتياطيات الغاز تعزز تطوير اقتصاد متنوع ومتوازن
قطر مركز رائد للابتكار والأعمال وجودة الحياة
مونديال 2022 جعل قطر لاعبًا عالميًا في مجالات مختلفة
القطاع المصرفي ركيزة أساسية للاستقرار والنمو
تطوّر القطاع المصرفي.. والأصول 550 مليار دولار
الابتكار الرقمي يعزز قدرة البنوك على المنافسة وتلبية احتياجات العملاء
الدوحة – الراية :
أكَّدَ السيّدُ ديمتريوس كوكوسيوليس، نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الدوحة أنَّ الاقتصاد القطريّ يعتبر أحدَ أكثر الاقتصادات مرونةً وسرعة النموّ خلال السنوات الأخيرة. كما أكَّدَ أنه بفضل احتياطياتها الضخمة من الغاز الطبيعي، أصبحت قطرُ رائدةً عالميةً في تطوير اقتصاد متنوّع متوازن بالتساوي بين الطاقة والتمويل والتكنولوجيا. جاء ذلك لدى مشاركة بنك الدوحة، وشركة كابي مانجمنت في مؤتمر التكنولوجيا الدولي الذي عُقِد في مبنى البرلمان البريطاني في السادس من سبتمبر الجاري، وافتتحَه عمدةُ لندن، وبمشاركة عددٍ من وزراء وقيادات القطاع المالي والتكنولوجي في العالمِ. وحضر المؤتمر السيد ديمتريوس كوكوسيوليس، نائب الرئيس التنفيذي لبنك الدوحة، والسيد يوسف المير، رئيس الاستراتيجية والتسويق والحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية ببنك الدوحة، مُمثلَين عن سعادة الشَّيخ عبدالرحمن بن فهد آل ثاني الرئيس التنفيذي للبنك.
وقالَ السيد ديمتريوس خلال استعراضه المشهدَ الاقتصادي العام في قطرَ: لقد وضعت الاستثمارات الاستراتيجية للبلاد في مثل هذه البنية التحتية والتعليم والصحة قطر على مستوى لا يجعلها مركزًا رائدًا للابتكار والأعمال فحسب، بل إنها أيضًا خطوة إلى الأمام في جودة حياة مواطنيها. وأشارَ إلى أن النمو والتنويع اللذين حدثا بالفعل يوفران دعمًا قويًا للاستقرار الاقتصادي في قطر، رغم الاضطرابات والأزمات الاقتصادية التي يمرّ بها العالم.
وقالَ: إنَّ النجاح غير المسبوق لكأس العالم لكرة القدم فيفا قطر 2022 هو مثالٌ واضحٌ على هذه المرونة والطموحات، لأنّه لم يثبت فقط قدرة قطر على تنفيذ المشاريع الكبيرة، بل أظهر أيضًا استعداد البلاد لتصبح لاعبًا عالميًا في مجالات مُختلفة.
القطاع المصرفي
وقال السيد ديمتريوس: في ظلّ هذه المظلة الاقتصادية القوية، يعمل القطاع المصرفي في قطر كركيزة أساسية للاستقرار والنمو، منوهًا بالأداء القوي للقطاع والنمو المتواصل، حيث تجاوز إجمالي أصوله 550 مليار دولار (حوالي 2 تريليون ريال). وأضافَ: إنه يظلّ متوسط العائد على حقوق الملكية في الصناعة عند حوالي 15%، مشيرًا إلى أنه يتم تحقيق هذه الربحية من خلال الإدارة الجيدة، والاستشراف التنظيمي، والأهم من ذلك، الاهتمام الشديد بالاستدامة على المدى الطويل.
وأشار إلى أنَّ الصناعة المصرفية القطرية تعني أكثر من مجرد أرقام؛ فهي تمثل الثقة والموثوقية والمزيد من التقدم. لقد تطورت مع التغير في احتياجات السكان الديناميكيين على الدوام، حيث تقدم حلولًا مالية مبتكرة مع الحفاظ في الوقت نفسه على التركيز الشديد على إدارة المخاطر والامتثال. لقد سمح هذا التوازن الدقيق بين الابتكار والاستقرار للبنوك القطرية ليس فقط بالبقاء بل وبالازدهار عندما تصبح الأمور صعبة.
مستقبل القطاع
وحول دور التكنولوجيا في خلق مستقبل القطاع المصرفي في قطرَ، قالَ السيّدُ ديمتريوس: التكنولوجيا ليست ممكّنةً في العصر الرقمي اليوم؛ بل هي محرك لأي تحولٍ، مشيرًا إلى أنّ البنوك قد لعبت في قطر دورًا رائدًا في تطبيق التقنيات الجديدة، مدركة أن الابتكار الرقمي يكمن في قلب القدرة التنافسية وتلبية احتياجات العملاء المتطورة باستمرار. وأضافَ: تدعم الجهات التنظيمية، ومن بينها مصرف قطر المركزي وهيئة تنظيم مركز قطر المالي، نهجًا استشرافيًا لتبني التكنولوجيا. ونوّه سعادته بأن مبادرات مثل مشروع العملة الرقمية للبنك المركزي، تؤكد على الالتزام الذي وضعته قطر فيما يتعلق باحتضان مستقبل التمويل.
وأضافَ: إنه قد تم تأسيس بيئة الأعمال اللازمة للتكنولوجيا المالية في قطر، وهي بالفعل تكتسب زخمًا خلال الفترة الحاليةِ، من خلال التطورات السريعة الآن في مبادرات المدفوعات الرقمية والبلوكشين والحلول التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي
وأكَّدَ أنَّ الذكاء الاصطناعي أحدث ثورة في الخدمات المصرفية، وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، أدت التقنيات بما في ذلك معالجة اللغة الطبيعية والتعلم الآلي والذكاء الاصطناعي التوليدي إلى تحويل عمليات البنوك، لتسمح لها بتحسين اكتشاف الاحتيال وتحسين الاكتتاب الائتماني وتعزيز خدمات العملاء وغيرها. وقالَ: في قطر، يُنظر إلى تبني الذكاء الاصطناعي على أنه استراتيجيّ، موضحًا أن استخدام الذكاء الاصطناعي ينتقل من قبل البنوك تدريجيًا لتقديم خدمات تركز على العملاء وتخصيص المهام الروتينية وأتمتتها من خلال القرارات القائمة على البيانات التي تبسط الكفاءة وتعزز رضا العملاء. ولقد أصبح الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة فحسب، بل أصبح أيضًا جزءًا لا يتجزأ من الاتجاه الاستراتيجي للبنك لمساعدته على الابتكار والنمو في ظل بيئات تنافسية شديدة. وقال سعادتُه: لقد تبنينا في بنك الدوحة هذه الثورة التكنولوجية بالكامل.
وأشارَ السيد ديمتريوس: على مدار العامين الماضيين اللذين عملت فيهما مع بنك الدوحة، سرّعنا رحلتنا في ثلاثة أبعاد كبيرة: مشاريع تعزز أنظمتنا الأساسية، وتثري تجربة العملاء، وتعزز الكفاءة التشغيلية، فنحن نعمل على تحويل منصات الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول والإنترنت لتوفير تجربة سلسة وسهلة الاستخدام عبر جميع شرائح العملاء. كما نعمل على رقمنة وأتمتة عمليات المكتب الخلفي لتعزيز السرعة والدقة. وهذا مع فهم أن الابتكار هو المفتاح، حيث بدأ العمل بالفعل على إطار عمل الخدمات المصرفية المفتوحة الداخلي، حتى في غياب التفويضات الإقليمية. كل هذا جزء من استراتيجيتنا الأوسع للبقاء في صدارة المنحنى وتقديم القيمة لعملائنا. وأضاف: عندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي، يتبنى بنك الدوحة نهجًا مدروسًا وطموحًا، حيث إننا ندرك أن تبني الذكاء الاصطناعي الناجح يبدأ بحوكمة قوية للبياناتِ، ولهذا السبب أطلقنا برنامجًا لتحويل البيانات على مستوى المؤسَّسة، مع التركيز على الحوكمة والاستراتيجية والبنية الأساسية. وأضافَ: وسيمكننا هذا الأساس من دمج الذكاء الاصطناعي في عملياتنا بشكل فعال، ودفع الابتكار مع الحفاظ على أعلى معايير الأمان والامتثال. اعتبر السيد ديمتريوس، أنّ إدارة المواهب تعد عنصرًا مهمًا آخر في استراتيجيتنا للذكاء الاصطناعي، حيث نستثمر في توظيف وإعادة تدريب ورفع مهارات القوى العاملة لدينا لضمان حصولنا على الخبرة المناسبة لتعظيم تأثير الذكاء الاصطناعي على أعمالنا. كما سيمكننا هذا النهج الشامل من الاستفادة من الذكاء الاصطناعي ليس فقط كأداة، ولكن كأصل استراتيجي يدفع القيمة طويلة الأجل. واختتم بالقولِ: بينما نتطلع إلى المستقبل، فإنَّ رؤية بنك الدوحة واضحة، نحن في رحلة تحويلية تهدف إلى تحسين تجربة العملاء وتحسين الأداء المالي وتعزيز علامتنا التجارية. لقد حدّدنا عام 2025 كعلامة فارقة رئيسية لتقييم تقدمنا وضمان أننا على المسار الصحيح لتحقيق أهدافنا. وقالَ: وبدعم من مجلس إدارتنا وقيادتنا، أنا على ثقة من أننا سننجح في مهمتنا. كما أكّد على التزام بنك الدوحة القوي بسوق المملكة المتحدة. إن مكتبنا التمثيلي في لندن هو شهادة على العلاقات العميقة التي بنيناها ورؤيتنا المشتركة للمستقبل.
الرئيس التنفيذي لشركة كابي مانجمنت:
الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا حيويًا في إدارة الأصول
نعمل على تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي واستكشاف تطبيقاتها
استعرضَ الدكتورُ رياض جبار المؤسِّس والرئيس التنفيذيّ لشركة كابي مانجمنت، خلال مشاركتِه في المُؤتمر الدوليّ للتكنولوجيا، مُستقبلَ إدارة الأصول، وتأثير الذكاء الاصطناعيّ على صناعة البنوك، حيث أُقيم المُؤتمرُ في مجلس اللوردات بالعاصمة البريطانيَّة لندن، والذي تمَّ بحضور شخصياتٍ رائدة في مجال الأعمال، السياسة، والذكاء الاصطناعي، من ضمنهم عمدة لندن، اللورد مايكل مينلي، ووزير التكنولوجيا الفيكونت جوناتان بيري، واللورد كريس هولمز المختص بالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية، كما شهد المؤتمر أيضًا انطلاقة تطبيق كابي مانجمنت لإدارة الأصول بمعاييرعالمية، وقد حظي انطلاقُ التطبيق بتغطية إعلامية عالمية بتواجد رؤساء تحرير عدة شركات إعلامية، من ضمنهم رئيسة تحرير قسم التكنولوجيا والأعمال بجريدة التايمز البريطانية، السيدة كاتي بريسكوت، وقد أثنى عمدة لندن ووزير التكنولوجيا على دور د. رياض جبار في ربط جسر التعاون بين المستثمرين الخليجيين والسوق البريطاني.
وأكّد د. رياض، دعمه الكامل لمبادرة عمدة لندن، فيما يخص القواعد الأخلاقية الواجب اتباعها في استعمال الذكاء الاصطناعي.
وأشارَ إلى أنّنا شهدنا أداءً قويًا في إدارة الأصول في العقدَين الماضيَين، وقطاع الخدمات المالية بشكل عام تقليدي بطبيعته، ولكنه في نفس الوقت يعمل في بيئة عالية الخطى، ويتأثر بالتحولات المُزعجة.
وقالَ: لقد كان قطاعُ إدارة الأصول قطاعًا متطورًا، ويفعل ذلك بالتناغم مع التكنولوجيا، مثل أي مجال من مجالات الخدمات المالية – يعتمدُ اختيار التكنولوجيا دائمًا على كيفية استمرارِنا في تقديم خِدمات أفضل ونتائج أداء وخصوصية وأمان وثقة وتقدير، وهي أمور أساسية لعلاقات العملاء. وأضافَ: ومع ذلك، من الواضح أنَّ الأمور على وشْك التغيير مع ظهور الذكاء الاصطناعي.
وقالَ د. رياض جبار: على الرغم من وجود العديد من القضايا التي لم تتم معالجتها بعد في تطبيق الذكاء الاصطناعي في هذا القطاع، فإنني كنت مؤمنًا إيمانًا راسخًا ولسنوات -ورأيت الجانب الإيجابي منه- بأنَّ الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في تقديم خدمات أفضل. وأعرب عن اعتقاده بأن الشركات التي تفشل في تطوير فهم للتطبيقات المحتملة لهذا التحول والتكيف معها، ستجد صعوبة في اللحاق بالمنافسة. وأشارَ إلى أنَّ شركة Qapi Management، والتي تعتبر شركة بريطانية رائدة في مجال إدارة الأصول والعَقَارات، حيث تم تصنيفها في وقت قصير من طرف الحكومة البريطانية من ضمن ٥٠ شركة ابتكارية، كما أنَّه تم تسجيل شركة كابي في مركز قطر للمال سنة 2023. إضافةً للتسجيل المالي للشركة في بريطانيا سنة 2022، تتمتع بشبكة عملاء راسخة من العائلات والأفراد ذوي القيمة الصافية العالية للغاية على مستوى العالم، وتوجد مكاتبنا الرئيسية في لندن، وفي مختلف أنحاء الشرق الأوسط، ومن ضمنها قطر.
وخلال فترة عملي الطويلة في الجانب الاستثماري في قطرَ، تعلّمت تقدير أهمية التخطيط الاستراتيجي، مشيرًا إلى أن المكانة العالميّة لدولة قطر الآن جاءت نتيجة التزام القيادة بمواكبة التقدم التكنولوجي وبإرادة قوية للعب دور في خلق هذا المستقبل. وتحمل شركتنا إرثًا قويًا ورؤية يواكبان تلك الخبرة. ومع ذلك، فإنها تعكس أيضًا التطور السريع الذي شهدته دولة قطر ومكانتها الدولية الكبيرة وتطور سوق الخدمات المالية في لندن. وهذا ما أرسى دائمًا أساسًا قويًا للمبادرات التكنولوجية في شركتنا.
في Qapi Management، نعمل بشكل استباقي على تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي واستكشاف تطبيقاتها المحتملة للاستعداد للتغييرات الكبيرة المتوقعة في قطاع إدارة الأصول بسبب الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، فإن نضج واستعداد حالات الاستخدام لا يزال ذلك عملية متطورة. وخلال كلمته تناول د. رياض جبار برنامج إدارة الأصول Qapi عن طريق التطبيق ، مشيرًا إلى أنه يعمل على نظام التعلم الآلي وقدرات الذكاء الاصطناعي من أجل حلّ شامل للإدارة الفعّالة للأصول المالية والاستثمارات، كما يوفر التطبيق تتبعًا زمنيًا فعليًا للاستثمارات، ويقدم قيمًا محدثة للمحفظة، وأسعار الأسهم، ومعلومات السوق لاتخاذ قرارات مُستنيرة. نحن قادرون على تطوير القدرة التي يمكن أن تساعد في إنشاء وإدارة استراتيجيَّة توزيع أصول متوازنة، بما يتماشى مع أهداف استثمارية محددة. تعمل الميزات الآلية مثل إعادة موازنة المحفظة وتتبع الأرباح على تبسيط المهام بالفعل على توفير الوقت وتحسين أداء المحفظة.