حديث الخاطر …. حكمة الله
كلُّ شيءٍ في هذا الكون لله فيه حكمةٌ، علِمها من علِمها وجهلَها من جهلَها، فمنذ أن خلق الله الإنسان في هذه الدنيا فكل شيءٍ يحدثُ له في حياته مكتوب عليه ومُقدر أن يحدث له قبل أن يُخلق، ويعيش في هذه الحياة، فلا يظن الإنسان أن ما حدث له في الماضي وما يحصل له في الحاضر وما سيحصل له في المستقبل، يحدث له عن طريق الصدفة مثلًا فمن ظن هذا الظن فعلمُه بالله قليل، لأن اللهَ قالَ: (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا) فكل ما يحدثُ لك وما يحدثُ في هذا الكون مكتوب وفي علم الله قبل أن يخلقَ اللهُ السموات والأرض فإن الله يعلم كل شيءٍ، ما كان وما يكون و ما سيكون (إنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)، فكيف لا يعلمُ وهو الذي خلق كل شيءٍ وخلق هذا الكون الواسع الكبير، وهو اللطيف الخبير.
قال تعالى في سورة الملك (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلْخَبِيرُ) فإذا حصل للإنسان خيرٌ فإن الله هو الذي كتبه له وساقه إليه وهيأهُ له حتى لو كان الذي كتبه الله على الإنسان شرًا فإن لله فيه حكمةً ومصلحة ومنفعة للإنسان، لا يعلمها حتى الإنسان نفسه، فإذا حصل للمسلم سوء فهو خير له بلا شك، لأن الله به رحيم، قال الله (وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا) وقال اللهُ (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ)، فإذا صُرف عنك شرٌ فاللهُ هو الذي صرفه عنك برحمته وفضله، فالعبدُ تحت حكم سيده، فالإنسان ليس هو المتحكم في حياته لأنه مخلوقٌ لا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعًا ولا حياةً ولا موتًا، فلو ترك اللهُ الإنسانَ يدبر أمور حياته بنفسه لما استطاع أن يفعل لنفسه شيئًا، من جلْب خير أو دفْع شر، فكل الخير الذي يتقلب فيه الإنسان هو من عند الله وهو كذلك امتحانٌ من الله (وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ ٱللَّهِ).
فعِلمُنا بالله قليلٌ قال اللهُ (وَمَا أوتيتم من العلم إلا قليلًا) وقال سبحانه (واللهُ يعلمُ وأنتُم لا تَعلمون)، فمن أرادَ أن يعرفَ اللهَ حقَّ المعرفة فليقرأ القرآنَ بتدبُر وفهم، ويفهم أسماء الله وصفاته ويقرأ أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنَّ أعرَفَ الناس بالله وأقربهم إليه هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
فمهما بلغنا من العلم فعلمُنا قليلٌ فلا نحسب أن يحصل في هذا الكون شيءٌ لا يعلمهُ اللهُ أو ليس لله فيه حكمة فهذا مستحيلٌ، وتعالى اللهُ عن ذلك.