فنون وثقافة
بمشاركة قوية من الشركات المحلية والدولية

معروضات تقليدية في «سهيل» تستحضر عبق الماضي

الآباء يشيدون بمسابقة الأطفال وبحرص كتارا على إحياء التراث

الدوحة – أشرف مصطفى:
واصل سهيل – معرض كتارا الدولي للصيد والصقور 2024 في نسخته الثامنة استقباله لآلاف الزوار من عشاق الصيد والصقور والمقناص، خلال يوم الإجازة الأسبوعية، ممن حرصوا على قضاء أجواء ممتعة تجمع بين التراث والابتكار، والاطلاع على مجموعة مُتميزة لنخبة من الشركات الرائدة والمتخصصة في مستلزمات الصيد والصقور، وأكدوا أن المعرض يحتوي على خيارات متنوعة تمكنهم من اقتناء كل جديد ومبتكر في عالم الصقارة وأسلحة الصيد ومستلزمات رحلات البر والمقناص. ومن هنا يحقق المعرض نجاحًا كبيرًا، من حيث عدد العارضين والشركات المُتخصصة في أسلحة الصيد والبنادق ومُستلزمات المقناص، حيث يقدّم أجنحةً متنوعةً لشركات عالمية تحظى بإقبالٍ لافتٍ من قِبل زوّار المعرض المُهتمين بعالم الصيد والصقور، فيما يسجل المعرض زيارات عدد من كبار الشخصيات والمسؤولين وأصحاب السعادة السفراء بشكل يومي بما يؤكد أهمية المعرض وإشعاعه المحلي والاقليمي.

 

الشيخ فيصل بن قاسم:هوايات الصقارة تحمي شبابنا من العادات المستوردة

أعرب سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني عن سعادته لحضور الأطفال الصغار وسط هذا الاحتفاء مؤكدًا أن الدولة تحرص دائمًا على حفظ الموروث وتجذبهم من خلال الفعاليات المتنوعة المختلفة والمتخصصة في الصيد والمقناص، وقال في تصريح لتلفزيون قطر: إن هذه الهويات تحفظ الشباب من أخطار العادات المستوردة التي تأتي إلينا من الخارج ولا تعبر عن ثقافتنا أو تقاليدنا وطبيعتنا، مشيرًا إلى أن أحفاده دائمًا يطلبون منه مصاحبتهم لزيارة المعرض، وقال: إن قطر أولت عناية خاصة لكل ما له علاقة بالموروث قديمًا، مؤكدًا ضرورة توثيق هذه الرياضات وحفظها.

ملكة آل شريم:سعي نحو الابتكار مع إحياء التراث وحفظه

قالت ملكة بنت محمد آل شريم عضو اللجنة العليا المنظمة للمعرض ومدير إدارة التسويق في كتارا: مما لا شكَّ فيه أن نجم سهيل قد سطع عاليًا من بين أكبر المعارض المتخصصة في مجال الصيد والصقور. ونحن نعمل بشكل دائم على تطويره من نسخة إلى أخرى. وفي نسخة هذا العام، يمكن للزوار أن يلاحظوا هذا التطور سواء من حيث حجم المعرض وعدد الدول المشاركة والأجنحة المتنوعة أو من حيث المسابقات حيث أضفنا هذا العام مسابقة أجمل كراج إلى بقية المسابقات المُتعارف عليها. وذلك لما لمسناه من حماسة وإبداع في تصميم العارضين لأجنحتهم. هذا بالإضافة إلى المُسابقة الخاصة بالأطفال من عمر 10 إلى 16 سنة، التي يتم فيها سحب صقور لعشرة فائزين يوميًا على مدى ثلاثة أيام من المعرض. وذلك بقصد جذب الناشئة لمجال الصيد والصقور باعتباره يمثل إرثًا ثقافيًا وحضاريًا تميز به المجتمع القطري والخليجي. وأضافت آل شريم أن المعرض يسعى باستمرار إلى الابتكار و التجديد مع إحياء التراث وحفظه فيجمع بين الثقافة والتسويق. وقالت: يمثِّل فرصة رائعة للشركات القطرية لتقدم منتوجاتها وتعرف بنفسها ليس فقط للجمهور المحلي ولكن للشركات العالمية المماثلة لها وهو ما يعزز التعاون و التبادل.

 

مسابقة لتعريف الأطفال بحياة الصيد

ينظم معرض سهيل للمرة الأولى مسابقة خاصة بالأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 10 إلى 16 عامًا، وتهدف إلى جذب الأطفال للتعرف على حياة الصيد والصقور من خلال زيارة المعرض. وذلك بإجراء سحب يومي لعشرة فائزين للفوز بصقور مميزة. و للاشتراك بالسحب يتوجب الحصول على تذكرة الدخول للمعرض للشخص نفسه كما يتوجب التواجد في موقع المعرض أثناء عملية السحب. وكان من بين الفائزين المحظوظين أطفال طلال الرويلي، ومحمد النعيمي، الذين لم يُضاهِ فرحَتَهم سوى فخر آبائهم. وقد أعرب طلال الرويلي، الذي حضر الحدث لأول مرة مع ابنه، عن سعادته قائلًا: «إنها تجربة لا تصدق لابني أن يفوز بصقر في سهيل. هذا المعرض هو وسيلة رائعة لتعريف أطفالنا بالتقاليد التي نعتز بها. إنه يربطهم بتراث الصقارة، الذي كان جزءًا من ثقافتنا لأجيال». وأعرب سالم المري أحد رواد معرض سهيل، عن سعادته البالغة بشغف ابنه بالصيد بالصقور الذي أشعله هذا الحدث. وقال: «الفوز بهذا الصقر ليس مجرد جائزة، بل هو نقطة دخول إلى حياة مملوءة بالتعلم والتقدير لتقاليدنا. وأنا فخور برؤية معرض سهيل يقدم مثل هذه التجارب للجيل الأصغر سنًا». وشارك محمد النعيمي، الذي كان ابنه أيضًا فائزًا، مشاعر مماثلة: «يجمع هذا المعرض بين أفضل ما في ماضينا ومستقبلنا. لا يمكنني أن أكون أكثر سعادة بمشاهدة حماس ابني ورؤيته يطور اهتمامه بالصيد بالصقور، وهو تقليد كنت دائمًا شغوفًا به».

 

بيع طير قرناس حر منغولي ب 411 ألف ريال

سجل اليوم الثالث من مزاد سهيل اليومي للصقور حضورًا جماهيريًا كبيرًا وتنافسًا قويًا بين نخبة من أفضل وأندر الصقور، حيث تم بيع طير فرخ حر منغولي بمبلغ 311 ألف ريال قطري، وذلك للمشارك سعود التميمي. فيما بيع الطير قرناس حر منغولي للمتسابق ذاته بمبلغ 411 ألف ريال قطري. ويشهد المعرض إقامة مزادين، أحدهما يومي، ويكون على الطيور (قرناس حر منغولي وفرخ حر منغولي). بينما سيُقام المزاد الثاني في اليوم الأخير من المعرض، وهو مزاد على مُختلِف الطيور المُشاركة.
ولليوم الثالث على التوالي، يشهد مزاد الصقور الإلكتروني إقبالًا كبيرًا من الصقارين، حيث يستقبل المزاد كل من يرغب في المشاركة فيه، من خلال تطبيق سهيل وبعد دفع الرسوم المطلوبة، حيث تبقى الصقور على المنصة طيلة أيام المعرض ويبدأ المزاد عليها منذ اليوم الأول، والصقور المعروضة جميعها من منغوليا، وتعد من أندر صقور العالم وأثمنها. ويعتبر مزاد الصقور في معرض كتارا الدولي للصيد والصقور «سهيل 2024» جوهرة المعرض ومحطته الأبرز لدى عشاق الصقارة والصيد في قطر ودول الخليج. ويتنافس عشاق الصقارة في «المعرض إلكترونيًا، للظفر بأفخم الصقور وأندرها، حيث يهتم عشاقها بأصالتها وجمالها ووزنها ولونها.
وقد حددت اللجنة المنظمة للمعرض بعض الشروط والآليات لمزاد سهيل، ففي المزاد اليومي ينزل الطير إلى ساحة المزاد في سهيل في الساعة العاشرة صباحًا، على أن ينتهي المزاد في الساعة التاسعة مساءً. وفي حالة وجود متنافسين على الطير، يحق للمزايدين وضع سعر أخير في صندوق المزايدات، لتعلن النتيجة بفوز المشارك صاحب أعلى سعر في الفئتين (قرناس حر منغولي وفرخ حر منغولي).

 

 

أحدث الابتكارات في صناعة الكرفانات

 

كما يقدم سهيل أحدث الابتكارات في مجال صناعة الكرفانات والكبائن، حيث أذهلت العديد من الشركات القطرية الحضور بعروضها الحرفية الفاخرة. ومن بين المُشاركين البارزين شركة الرحلات البحرية الفاخرة، المعروفة بإنتاج قافلة فريدة بطول 12 مترًا تضم حوض سباحة بعرض 3 أمتار. وقد شارك أحمد السادة، صاحب الشركة، أفكاره حول التحديات التي واجهتها خلال عملية الإنتاج التي استمرت ستة أشهر. وقال إنَّ هذه القافلة هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، وجميع المواد من مصادر محلية، ما يعكس التزام قطر بالجودة والابتكار. وقدم عارضون آخرون كرفانات فاخرة يبلغ طولها 24 مترًا ومجهزة بغرفتي نوم وجاكوزي وتصميمات داخلية مُتميزة. تجاوزت أسعارها المليون ريال قطري، وتحظى منتجات الشركة بالاهتمام لتصميمها الفخم بما في ذلك أنظمة الطاقة الشمسية.
وسلطت شركة حمد القحطاني الضوء على خبرتها الطويلة في هذه الصناعة من خلال الكرفانات المحلية التي تطورت بمرور الوقت تلبية للطلب المتزايد على المنتجات عالية الجودة، المناسبة للمغامرات الصحراوية.

 

مجموعة واسعة من الأواني التراثية والتقليدية

أصبح معرض سهيل كتارا للصيد والصقور 2024 منصة مميزة لعرض تراث قطر الغني، بمشاركة كبيرة من الشركات المتخصصة في المنتجات والأواني التراثية التقليدية. ومن أبرز المشاركين، شركة الديوانية الشمالية التراثية، التي عرضت مجموعة واسعة من المُنتجات، التي جذبت انتباه الزوار منذ افتتاح المعرض. وانضم العديد من الشركات الأخرى في قطاع التراث إلى قائمة طويلة من الشركات لعرض مصنوعاتها التقليدية، بما في ذلك محلات نحاتو الجزيرة، وجاسم لنجاوي، ومشتاق. وقد جلبت هذه الشركات أرقى أعمالها، وعرضت أدوات وأواني الصيد التقليدية التي تجسد تراث قطر العميق.
وفي هذا الإطار أعرب طلال العنزي، ممثل الديوانية الشمالي، عن ارتياحه للإقبال الكبير، مشيرًا إلى أن الشركة تقدم مجموعة من العناصر الفريدة، بما في ذلك أواني القهوة وأوعية السكر وصواني التمر المصنوعة بدقة. وتتزين هذه المُنتجات، إلى جانب المجموعة الجديدة من صواني التقديم للولائم، بنقوش دقيقة تعكس التراث التقليدي والتطور الحديث. وشدد العنزي على أن هذا الاندماج بين الماضي والحاضر هو أمر أساسي في تصاميمهم، ما يضمن أن منتجاتهم تجذب عشاق التراث وهواة جمع التحف المُعاصرين.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X