بالعربي الفصيح …. الكلمة.. وما أدراك ما الكلمة!!
استوقفتني تجربة قام بها الكاتب الياباني «إيموتو» عن أثر الكلمة على الإنسان خاصة كلماته مع نفسه.
حيث وضع الأرز في ثلاثة أكواب وكرر عليها كلمات يوميًا لمدة شهر كامل فكانت النتيجة كالتالي:
الكأس الأولى..
كرر عليها عبارة شكرًا لك .. فكانت النتيجة أن الأرز أطلق رائحة طيبة.
أما الكأس الثانية..
فكرر عليها عبارة أنت أحمق فاسود تمامًا!
وأخيرًا
الكأس الثالثة..
التي تجاهلها كليًا.. فتعفن!
أعتقد أن هذا درس عميق على بساطته .. قوي في نتائجه ..
فالكلمة بذرة العلم والحياة .. وأثرها في الإنسان ممتد منذ النشأة حتى النهاية.
سواء كانت حديث نفس أو غيره.
فأول كلمة في الرسالة المحمدية كانت اقرأ.
ومن يظن أنها مجرد كلمة فقد خانه ظنه.
لأنها كانت مفتاحًا لبوابة الزمن الذي تغير فكان ما بعده مختلفًا تمامًا عما قبله..
كما أن الرسالة المحمدية اهتمت بالكلمة وأثرها غاية الاهتمام فجاءت وصايا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وتعاليمه ذات المصدر الإلهي لتبرز أثر الكلمة في تغيير الإنسان بل حتى في تغيير حياته.. ومن حوله..
فقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم: من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت.
فاقتران الإيمان بالكلمات الطيبة دليل على أثرها في ازدهار النفوس وسعادة الجميع..
وأن يكون خيارك الثاني هو الصمت فذلك تحذير من الكلمات السيئة وما تتركه في النفوس من جروح لا تندمل وندوب لا يشفيها الزمن..
وفي قولٍ آخر لرسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: «إن العبد يتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالًا، يرفع الله له بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالًا، يهوي بها في جهنم».
فأي تصوير أبلغ وأدق في تحديد مصير الإنسان وارتباطه بنوعية كلماته واستخدامه لها من هذين الخيارين فإذا اخترت الكلام الطيب .. كلام الحق والخير والجمال رفعك رضوان الله في الدنيا والآخرة.
أما مَن اختار أن يخوض بالباطل فيكون نمامًا مغتابًا كذابًا شتامًا شماتًا فسخط الله عليه وجهنم هي نهاية مطافه ..
فاحذر لسانك أيها الإنسان، لا يلدغنك إنه ثعبان.
وفكر ألف مرة قبل أن تؤذي الناس بكلماتك، فجرح اللسان أشد مضاضة من الحسام.
ختامًا.. تأمل عزيزي القارئ قول الرسول صلى الله عليه وسلم «وَهل يَكبُّ النَّاسَ في النَّارِ علَى وجوهِهِم، أو علَى مناخِرِهم، إلَّا حصائد ألسنتِهم»؟!!
فراقب كلماتك دائمًا.. بدءًا من حديثك مع نفسك.. وانتهاءً بحديثك مع الناس.. لتعيش سعيدًا في محيط سعيد.