المحليات
د.خالد المنصوري سفيرنا لدى كندا

زيارة صاحب السمو انطلاقة جديدة للعلاقات

مباحثات سمو الأمير ترتقي بالشراكة الاستراتيجية

توقيع مذكرات تفاهم لتعزيز التعاون الإنمائي والإنساني

الدوحة-قنا:

أكد سعادة الدكتور خالد بن راشد الحمودي المنصوري سفير دولة قطر لدى كندا أن الزيارة الرسمية التي يقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى كندا، تمثل انطلاقة جديدة للعلاقات القطرية الكندية، التي شهدت تطورًا كبيرًا خلال السنوات الماضية.

وقال سعادته، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية «قنا» : إن مباحثات حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى مع دولة السيد جاستن ترودو رئيس وزراء كندا من شأنها تعزيز الشراكة الراسخة والروابط بين البلدين وشعبيهما الصديقين وما يربطهما من تعاون وتحالف وثيق.

وأضاف أن هذه الزيارة، التي تعد الأولى لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، تكتسب أهمية خاصة في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط والعالم، فضلًا عن أنها تتزامن مع الذكرى الخمسين لإنشاء العلاقات الدبلوماسية بين دولة قطر وكندا.

وأشار إلى أن الزيارة تتوج مسيرة متنامية من العلاقات في مُختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتعليمية والصحية والعسكرية، بين البلدين على مدار السنوات العشر الماضية، والتي شهدت تنسيقًا متواصلًا بين سمو الأمير المفدى ورئيس الوزراء الكندي، حيث ركز البلدان الصديقان على بحث سبل الارتقاء بالشراكة بينهما، إلى جانب تعزيز التعاون والتنسيق بينهما في التعامل مع الأزمات الإقليمية والدولية.

الشراكة الاستراتيجية

وأوضح سعادة سفير دولة قطر لدى كندا أن مباحثات سمو الأمير المفدى مع رئيس الوزراء الكندي ستتناول الخطوات القادمة للارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، بالإضافة إلى تبادل الرؤى حول سبل إنهاء الحرب في قطاع غزة وتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط، وكذلك التباحث بشأن الجهود الإنسانية المتصلة بالأزمة الأوكرانية الروسية.

وأضاف أن حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى سيلتقي على هامش الزيارة مع عدد من الوزراء وكبار المسؤولين والبرلمانيين الكنديين، لبحث الروابط القوية بين دولة قطر وكندا ومقاطعاتها ومدنها الرئيسية، إلى جانب تناول المساهمة الثرية التي يقدمها حوالي عشرة آلاف كندي مقيم في دولة قطر، ووجود عشرات الأطباء القطريين الذين يعملون أثناء دراستهم في القطاع الصحي الكندي.

وأكد سعادة الدكتور خالد بن راشد الحمودي المنصوري سفير دولة قطر لدى كندا، في تصريحاته لوكالة الأنباء القطرية «قنا» أن سمو الأمير المفدى سيبحث مع الوزراء وكبار المسؤولين الكنديين سبل تعزيز الروابط الاقتصادية بين دولة قطر وكندا في القطاعات المُختلفة، خاصة في ظل تضاعف التبادل التجاري مرتين إلى حوالي 500 مليون دولار كندي العام الماضي، وكذلك مع نمو استثمارات «قطر للطاقة» الجديدة في حقول الغاز الطبيعي مقابل شواطئ مقاطعة نيوفاوندلاند ولابرادور في كندا، بالإضافة إلى تواجد كبرى الشركات الكندية في دولة قطر ومساهمتها في المشاريع المختلفة.

تطوير العلاقات

وشدد سعادة الدكتور خالد بن راشد الحمودي المنصوري سفير دولة قطر لدى كندا على أن الزيارة الرسمية التي يقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى كندا، تهدف إلى تطوير العلاقات مع ذلك البلد الذي تتنامى أهميته ودوره على الصعيد الدولي والمقرر أن يترأس العام المُقبل مجموعة السبع (G7)، مشيرًا إلى أن كندا ثاني أكبر بلد في العالم مساحة ورابع دولة من حيث وفرة الموارد الطبيعية وتصدير النفط ولديها ثالث أكبر احتياطي للموارد النفطية وفق التقديرات الكندية، وسبق أن أطلق عليها السلة الغذائية للعالم نظرًا لوفرة إنتاجها الزراعي، إلى جانب تطورها في مجال البحث العلمي والصناعات المُتقدمة في المجالات المُختلفة.

ونوه سعادة السفير، في تصريحاته لوكالة الأنباء القطرية «قنا» بأن كندا دولة رائدة في مجال بحوث الذكاء الاصطناعي، ولديها أكبر سلسلة توريد للبطاريات الخضراء في العالم، ما يمثل فرصة لعقد شراكات مختلفة تجارية واستثمارية بين البلدين الصديقين للارتقاء بالعلاقات الثنائية في المستقبل، فضلًا عن أن كندا تعتبر بوابة للتصدير إلى دول العالم، كونها البلد الوحيد في مجموعة السبع الذي يمتلك اتفاقيات تجارة حرة مع جميع دول المجموعة، إلى جانب كونها طرفًا في 14 اتفاقية للتجارة الحرة تؤمِّن لها الدخول لأسواق 51 دولة تمثل ثلثي الناتج القومي الإجمالي الدولي.

وأعرب سعادة الدكتور خالد بن راشد الحمودي المنصوري عن تطلعه للبناء على الآفاق الواسعة التي ستنبثق عن زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى إلى كندا للارتقاء بعلاقات التعاون في المجالات المُختلفة بين البلدين الصديقين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.

مذكرات التفاهم

وقال سعادته إنه سيتم خلال الزيارة توقيع عدد من مذكرات التفاهم الرامية لتعزيز التعاون الإنمائي والإنساني حول العالم، لا سيما بعد النجاح الذي تمخض عن إعلان حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى في العام 2018 عن تعهد دولة قطر بتوفير تعليم ذي جودة لمليون فتاة خلال مشاركة سموه في مائدة مستديرة على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بدعوة من دولة السيد جاستن ترودو رئيس وزراء كندا ضمن إعلان «شارفوا» بشأن توفير التعليم النوعي للفتيات والنساء في البلدان النامية، حيث تمكنت دولة قطر خلال عامين من تجاوز حجم تعهدها المعلن من خلال تعليمها 1.7 مليون فتاة في المناطق التي كانت تفتقر لمتطلبات التعليم.

وفيما يتعلق بمراحل تطور العلاقات الثنائية بين دولة قطر وكندا وتعاونهما على الصعيد الإقليمي والدولي، نوه سعادة سفير دولة قطر لدى كندا بمباحثات صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مع فخامة السيد ديفيد جونستون الحاكم العام لكندا خلال زيارته لدولة قطر في العام 2011، وكذلك بالدور المهم لصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع وسعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي للمؤسسة، في تعزيز التعاون الإنساني والإنمائي بين البلدين، والارتقاء على وجه الخصوص بالشراكة التعليمية والصحية التي كانت من أهم ركائز تطوير العلاقات الثنائية والروابط بين البلدين.

المشاورات السياسية

وعلى الصعيد السياسي، أكد سعادة السفير أن قنوات التواصل كانت دومًا مفتوحة بين البلدين، انطلاقًا من القيم والرؤى المُشتركة للبلدين الرامية لدعم تحقيق السلام والأمن الدوليين ودورهما المتميز، كذلك في مجال الدعم الإنساني والإنمائي على الصعيد الدولي، منوهًا بأن معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية كان أول وزير خارجية قطري يزور كندا في العام 2016.

ولفت سعادته، في ختام تصريحاته ل «قنا» إلى توقيع البلدين على مذكرة المشاورات السياسية بين البلدين وعقد أول جولة من هذه المشاورات في الدوحة في شهر مايو الماضي، وكذلك بالزيارة المهمة التي قامت بها فخامة السيدة ماري سيمون الحاكمة العامة لكندا إلى دولة قطر في العام 2022، إلى جانب عدد من الزيارات قام بها وزراء ومسؤولون كنديون رفيعو المستوى إلى الدوحة خلال العامين الماضيين.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X