متابعة – صابر الغراوي:
رغم أن الوقت ما زال مبكرًا لإصدار أحكام نهائية فيما يخص مشاركات الأندية القطرية في بطولتي دوري أبطال آسيا بشقيها، ورغم أننا ما زلنا نثق في قدرات أنديتنا ولاعبينا، ورغم أن خسارة مباراة واحدة قد لا تعني شيئًا على الإطلاق في مشوار المنافسات الطويل، إلا أن كل هذا لا يمنع من الإشارة إلى أن الشارع الرياضي في قطر أصيب بشيء من الإحباط بعد التعثر الكبير الذي حدث لأنديتنا في الجولة الأولى.
وباستثناء التعادل -المرضي- الذي حققه السد أمام فريق العين -بطل آسيا في نسختها الأخيرة- في ملعب الأخير ووسط جماهيره، كانت النتائج الأخرى أشبه بالكارثية لأنها شهدت سقوطًا مدويًا من الأندية الثلاثة الأخرى سواء الريان أو الغرافة في دوري أبطال آسيا للنخبة أو الوكرة في أبطال آسيا 2، وبالتالي فإن هذه الوضعية لا تسر أحدًا لأننا خرجنا بالحصاد المرّ عقب نهاية الجولة الأولى.

مسلسل الثلاثيات

 

وخسر الغرافة أولًا مساء الإثنين الماضي بثلاثية نظيفة أمام فريق استقلال طهران الإيراني، وهي نفس النتيجة التي تعرض لها الفهود أمام نفس الفريق في أول مباراة جمعت بينهما في دوري أبطال آسيا عام 2010.
وفي اليوم التالي مباشرة كان الموعد مع سقوط جديد أكثر إزعاجًا لأنه حدث للفريق الرياني الذي استضاف الهلال السعودي على استاد أحمد بن علي وخسر أيضًا بثلاثة أهداف مقابل هدف وكان من الممكن أن تزيد الغلة التهديفية للفريق السعودي لولا ضربة الجزاء التي أهدرها ميتروفيتش.
وفي مساء أمس الأول توقع البعض أن ينجح الوكرة في تعويض سلسلة الإخفاقات باعتبار أنه يخوض المنافسات في البطولة الأقل قوة من دوري النخبة، إلا أن الفشل ظل مطاردًا لأنديتنا وسقط الوكرة في فخ الخسارة بالثلاثة وفي شوط واحد أيضًا.

 

مفارقات مزعجة

 

والمفارقة المزعجة للأندية الثلاثة أنها سقطت بالثلاثة بعد أن تلقت الخسارة بثلاثة أهداف مقابل هدف للريان ومقابل لاشيء للغرافة والوكرة.
والمفارقة الأكثر إزعاجًا بالنسبة للأندية الثلاثة أنها تذيلت جدول الترتيب حيث جاء الغرافة في المركز الثاني عشر والأخير في قاع جدول النخبة بسبب الخسارة الثقيلة التي تلقاها بثلاثية نظيفة، ويسبقه بمركز واحد فريق الريان الذي يحتل المركز الحادي عشر في مجموعة غرب آسيا بفارق الهدف اليتيم الذي هز به شباك الهلال السعودي بعد أن كان متأخرًا بثلاثية نظيفة أيضًا.
أما الفريق الوكراوي فكان من الطبيعي أيضًا أن يتذيل جدول ترتيب المجموعة الأولى التي تضم تركتور المتصدر وموهيون الهندي ورافشان الطاجيكي.

أشباح في الملعب وخارجه

 

والسبب في كل ذلك هو أن محترفينا ظهروا كالأشباح في الملاعب التي أقيمت عليها هذه المباريات، والمشكلة الأخرى أن الأجهزة الفنية بقيت عاجزة عن تعديل وضعية هذه الفرق ولم تقم بأي ردة فعل واكتفت بمشاهدة هذه الهزائم الثقيلة دون أن تحرك ساكنًا. هذا الحديث ليس دعوة لنشر الإحباط ولكنه محاولة مبكرة من الراية الرياضية لتقديم دعوة للاستفاقة من أجل تحقيق الانطلاقة المرجوة بعد الإخفاق المفاجئ في الجولة الأولى، لندق من خلالها ناقوس الخطر لأن أي خسارة جديدة قد تعني الخروج المبكر من المنافسات، وبالتالي ستكون خيبة الأمل كبيرة بين الجماهير القطرية بشكل عام وجماهير هذه الأندية بشكل خاص.
والخلاصة التي خرجت بها أنديتنا الأربعة هي أننا حصدنا نقطة يتيمة من أصل 12 نقطة كانت متاحة بين أقدام لاعبي أنديتنا الأربعة، وبالتالي فإننا فرطنا في 11 نقطة دفعة واحدة، وكانت نقطة السد التي حصدها من معقل العين هي بمثابة نقطة الضوء في النفق المظلم الذي دخلت فيه أنديتنا خلال هذه المنافسات الآسيوية.

نقطة المنتخب

 

والمشكلة الأكثر إحباطًا للجماهير القطرية أن هذه النتائج الكارثية للأندية جاءت في أعقاب البداية السيئة لمنتخبنا الوطني في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026، والتي أجبرت العنابي على احتلال المركز الخامس في المجموعة الأولى بعد الجولتين الافتتاحيتين وذلك بنقطة يتيمة حصدها من التعادل المحبط أمام كوريا الشمالية، وذلك في أعقاب الخسارة الأكثر إحباطًا أمام منتخب الإمارات في افتتاحية التصفيات.
ولم تستطع الجماهير القطرية بشكل عام أن تضع نتائج الأندية بمعزل عن نتائج المنتخب الأمر الذي يجعل الشارع الرياضي حزينًا للغاية، ولكنه في الوقت نفسه ما زال يراوده الأمل الكبير في الاستفاقة السريعة لأن الوقت ما زال مبكرًا من أجل رفع الراية البيضاء، كما أن ثقتنا في لاعبينا وأنديتنا ومنتخبنا لا حدود لها الأمر الذي يجعلنا نتوقع منهم ردة فعل كبيرة في الفترة المقبلة من عمر المسابقات الآسيوية الصعبة.