كتاب الراية

حديث الخاطر ….. العسر واليسر

  • هل تيسير الأمور والأحوال وتعسيرها له علاقة بالعبادة وبالأخص الصدقة؟

نعم له علاقة مباشرة بالعبادة، فكلما كثُرت أعمال الإنسان الصالحة وأكثر من الصدقات وزادت تقواه وعبادته لربه تيسرت جميع أموره الدنيوية والدينية، وكلما بخل بماله ولم يُنفق، ويتصدق على المحتاجين ويتقي ربه بماله كلما تعسرت أموره وساءت أحواله وتعكر صفوه، والدليل قول الله تعالى (وأما مَن أعطى واتقى وصدَّق بالحسنى فسنيسره لليسرى، وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى)، وقال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرًا) لذلك تيسير الأمور وتعسيرها له علاقة قوية بصدقات الإنسان وتقواه وإيمانه، والله عز وجل ذكر الصدقة في القرآن كثيرًا لأنها من أفضل العبادات ولأنها تمحو الذنوب وتكفّر السيئات وتقيل العثرات، فالذنوب والسيئات هي التي تُعسّر الأمور والأحوال في الدنيا وتعرّض الإنسان لشدة الحساب في الآخرة، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم (الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار)، لذلك الذي يتصدق دائمًا من ماله يُيسر الله له أموره ويبارك له في ماله وأهله ويعافي له بدنه ويشفيه من الأمراض ويكون مستجاب الدعاء، وكذلك ينجيه الله يوم القيامة بصدقاته وأعماله الصالحة من النار، فالإكثار من الصدقات يبلّغ الإنسان درجة الصالحين، قال سبحانه على لسان العبد عند فراق الدنيا (فيقولَ رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصّدق وأكن من الصالحين)، فالمتصدق يكون يوم القيامة مع الصالحين بإذن الله، فالصدقة تنفع الإنسان في حياته الدنيا وكذلك عند موته وفي قبره ويوم القيامة، فليكثر الإنسان من الصدقات والتقوى وسيجد التيسير في أموره كلها بإذن الله، في نفسه وأهله وماله وفي كل شيء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X