صنعت أكبر منحوتة يدوية في قطر
المنحوتة تقدم درسًا بالغ الأهمية في قيمة الوقت
الدوحة – أشرف مصطفى:
قدمت الفنانة الجازي النعيمي أكبر منحوتة يدوية في قطر، مستوحاة من الساعة الرملية وحركة الرمال داخلها، وذلك في أعقاب انتهائها من فترة الإقامة الفنية بمطافئ والتي قالت عنها أنها أضافت لها الكثير.
العمل الفني الذي أبدعته الجازي تجسيد لمفهوم عميق عن الزمن وأهميته، حيث تعكس المنحوتة فكرة استغلال الوقت بذكاء، فيما يرمز تراكم الرمال في الجزء العلوي من الساعة إلى الأفراد الذين يستثمرون أوقاتهم في تحقيق إنجازاتهم، في حين يمثل تراكم الرمال في الجزء السفلي أولئك الذين يهدرون أوقاتهم دون إدراك لانقضائه.
وتبرز المنحوتة التباين بين الفئتين، لكنها تربط في الوقت ذاته بينهما داخل هيكل واحد، لتعكس الحقيقة الحتمية، والتي تتمثل في كون كلتا الفئتين تعيشان حياة واحدة، وعليهما الاختيار بين تقدير الوقت أو إهداره.
الراية التقت بمبدعة العمل للتعرف منها على أسلوبها الفني الذي اتبعته، ووجهة النظر التي أرادت لها أن تصل للجمهور.
رسائل رمزية
أوضحت الفنانة الجازي النعيمي أن منحوتتها الفنية ثلاثية الأبعاد بارتفاع 170 سم، وعرض 225 سم وعمق 150 سم، علمًا بأن المقاسات بدون القاعدة.
وقالت: أهم ما يميز هذا العمل هو الرسائل الرمزية التي تتغلغل في جميع تفاصيله، مؤكدة أن كل عنصر من عناصر المنحوتة يحمل في طياته معنى قيمًا، مما يجعلها تجسيدًا للفكر والتأمل.
وحول فكرة العمل، أكدت أنها تعود إلى بداية إقامة الجازي النعيمي الفنية في «مطافئ»، حيث كان الهدف الطموح حينها هو صنع أكبر منحوتة يدوية باستخدام مواد محلية، إلا أنها واجهت تحديات تتعلق بمعرفة المواد المناسبة لتحقيق هذا الهدف.
إعادة التجربة
بدلًا من الاستسلام، خاضت الجازي تجربة فريدة مع أكثر من 30 مادة مختلفة، ومن خلال هذه التجارب، تعلمت درسًا بالغ الأهمية: قيمة الوقت، فبعض المواد تتطلب خلطًا وتشكيلًا بدقة وفي إطار زمني محدد، وإذا لم يتم العمل في الوقت المناسب، فإن المواد تفسد، ما يستدعي إعادة التجربة وهدر الجهد والزمن والمواد. من هنا، أدركت أهمية الدقة والالتزام بالوقت لتحقيق النجاح، وعلى ذلك أكدت أن المنحوتة لا تتناول فقط مفهوم الزمن، بل تسلط الضوء أيضًا على تقلبات الحياة.
دعوة للتأمل
وأوضحت الجازي أن المنحنيات المتجهة نحو الأعلى في المجسم ترمز إلى اللحظات السعيدة والمستقرة، في حين تعبر المنحنيات المتجهة نحو الأسفل عن أوقات الحزن والتحديات. أما الروابط الانسيابية بين هذه المنحنيات، فتمثل التوازن الذي يسعى الإنسان إلى تحقيقه بينما يتنقل بين مراحل الحياة المختلفة. ومن هنا لفتت الجازي إلى أن هذا العمل الفني يعد بمثابة دعوة للتأمل في حياتنا اليومية، في إطار الحرص على تحقيق التوازن بين استغلال الوقت والعيش بإيجابية وفعالية.
تضع الجازي النعيمي من خلال منحوتتها بصمتها في المشهد الفني القطري، مقدمةً رؤية عميقة للحياة والزمن عبر الفن، لتكون إضافة متميزة ورمزًا للتفكير العميق والفني في قطر.