من حقيبتي …. حكمة مسافر
وأنت في السفر قد يمر عليك أشخاص تستوقفك تصرفاتهم وتتمنى أن تنقلها للناس للاستفادة من تلك الأفكار والتصرفات وخاصة إذا كان فيها شيء من الحكمة ومعرفة في التحكم بالمصروفات بدون التأثير على متعة السفر التي ترجوها أنت والعائلة من تلك الرحلة.
كنت أسكن في منطقة مانشستر، حيث الجامعة التي كنت أدرس فيها، وفي الصيف نزلت إلى العاصمة البريطانية لندن، وقد كان الجو حارًا جدًا بالنسبة لها، حيث وصلت الحرارة إلى 35 درجة مئوية، وهي غير طبيعية في لندن، والدليل أنه لا يوجد استعداد في البنية التحتية لمثل هذه الحرارة، فأغلب البيوت والفنادق لا يوجد بها مكيفات لتبريد الجو، لم أستطع تكملة الليلة الثالثة فحرارة الجو في مانشستر كانت في نفس الوقت بين 18 و20 درجة مئوية، حجزت على القطار تذكرة آخر النهار فكانت هناك رحلة كل نصف ساعة مباشرة أو غير مباشرة.
وفي القطار كانت هناك عائلة بجواري، وواضح من ملابسهم ولهجة الكلام أنهم من الخليج، جلس رب الأسرة بجانبي وترك أفراد الأسرة في الجانب الآخر، فسألته هل أنت تدرس في إحدى جامعات مدينة مانشستر، قال لا لكني سائح أقضي فترة الإجازة الصيفية مع العائلة، فاستدركت باستغراب، لكن من يأتي إلى بريطانيا من السياح يختار العاصمة لندن، فرد بابتسامة، أنا أنزل إلى لندن متى رغبت، فالقطار له رحلة كل ساعة، ولكني وفرت نصف تكلفة السفرة بهذا التصرف، فالسكن هنا أرخص والمشتريات الاستهلاكية أقل تكلفة والجو في مانشستر معتدل والحرارة في ذروة الصيف لا تتجاوز العشرين درجة مئوية، علاوة على أن مانشستر تتوسط أماكن سياحية ممتعة ممكن أن تصلها حتى بالباص، لكن كان في البال سؤال مهم عن مدى تقبل أفراد الأسرة بالسكن في بلدة تبعد 400 كيلومتر عن العاصمة لندن، وكان جوابه تأكيدًا على ظني بما يتمتع به من حسن التصرف، فكان الجواب، أنه بالمقارنة الفعلية للأسعار فقد أقنعتهم بأن التوفير سيصب في مصلحتهم في خيارات التسوق، فأبدوا موافقتهم على ذلك.
في الحقيقة هناك من تستفيد من أفكاره وتصرفاته وهم في ذلك أفضل ممن يسيرون خلف الناس حتى لو دخلوا جحر الضب.