قمة «الذهاب» تشبك الطوفان بالذئاب
متابعة- صابر الغراوي:
ما بينَ الرغبةِ في الابتعاد بالقمة، أو الحفاظ على آمال المُنافسة، تدور رحى المعركة الكُروية المرتقبة والطاحنة التي تجمع بين فريقَي الدحيل والسد في قمة مباريات الجولة الخامسة من بطولة الدوري، بل وربما تكون قمّة مباريات بطولة الدوري بشكل عام، كما عودتنا دائمًا.
هذه الموقعةُ التي يشهدها استاد خليفة الدولي بدايةً من الساعة السادسة من مساء اليوم، يترقبها الجميع وينتظرها المتابعون والمراقبون ليس فقط لأنها تجمع بين فريقَين مدججَين بالنجوم في كل الخطوط، ولكن أيضًا لأنها امتحان صعب بين فريقَين تعودا على تبادل السيطرة على لقب بطولة الدوري في الأعوام الأخيرة، وبالتالي فإن الجميع بات يدرك أنه إن لم يكن الدحيل بطلًا للدوري فإن اللقب سيكون سداويًّا والعكس صحيح.
شكل المنافسة
ولا يختلف اثنان على أن هذه المواجهة هي الأهم والأصعب من بين جميع مواجهات هذه الجولة، بل وبين جميع مواجهات القسم الأول من الدوري «جولة الذهاب» هذا الموسم بشكل عام باعتبار أن نتيجتها ستحدد بشكل كبير شكل المنافسة على لقب الدوري هذا الموسم.
ورغم أن الوقت ما زال مبكرًا على الحديث عن بطل الدوري في الموسم الحالي فإن بعض الآراء ترى أن فوز الدحيل بهذه المواجهة تحديدًا تعني أنه قطع شوطًا كبيرًا نحو استعادة اللقب الذي فقده في الموسم الماضي، وأن السد قد يرفع الراية البيضاء بعدها؛ لأن فارق النقاط التسع في حالة فوز الدحيل قد لا يمكن تعويضه في ظل الانتعاشة الكبيرة التي تعيشها كتيبة الطوفان حاليًا.
تفوق دحلاوي
ويشير الموقف الحالي في جدول الترتيب إلى تفوق دحلاوي واضح من خلال صدارة جدول الترتيب بالعلامة الكاملة وبرصيد 12 نقطة، جمعها من أربع مباريات، وبفارق ستّ نقاط كاملة عن السد صاحب المركز الثالث برصيد ست نقاط فقط جمعها من الفوز في لقاءَين والخسارة في مثلهما، وبالتالي فإن خسارة السد ستعني أن الفارق سيصبح 9 نقاط، بينما فوزه سيقلص الفارق إلى 3 نقاط، وبالتالي ستعود الإثارة بكل قوة بين الفريقَين.
والخلاصة التي يمكن أن نذكرها حول هذه المباراة هو أن صعوبتها تكمن في أنها لا تقبل القسم على اثنين، وأن التفاصيل الصغيرة وربما عنصر التوفيق قد يلعب أحدهما دور البطولة في حسم نقاط هذه المواجهة لصالح أحد الفريقين على حساب الآخر.
فيليكس سانشيز:جاهزون للفوز في المواجهة الصعبة
تحدّثَ فيليكس سانشيز، مدربُ السد عن قوَّة وصعوبة المواجهة أمام الدحيل.
وقالَ خلال المُؤتمر الصحفي الخاص بالمباراة: أمامنا مباراةٌ صعبةٌ جدًا، سنواجه الدحيل الذي يتصدر الدوري الآن، ويلعب بشكل جيد من بداية الموسم، وحقق نتائج جيدة، ولديه أسلوب لعبٍ مميز. وأضافَ: سنواجه فريقًا قويًا، ولكننا واثقون من أننا قادرون على تقديم مباراة جيدة، وأداء مميز للحصول على نتيجة إيجابية لنا. وعن فارق النقاط الستّ بين الفريقَين، قال مدربُ السد: نعم، إنّها بداية الموسم وبالتأكيد فقدنا بعض النقاط، نعلم أن مستوى الدوري في ارتفاع، وكل مباراة أصبحت صعبةً للفوز بها، لكن بالطبع، كفريق السد، نرغب في الحصول على المزيد من النقاط، سنعمل بجد لتقديم أفضل ما لدينا من أجل تحقيق نتيجة جيدة ضد الدحيل، ووجّه فيليكس رسالتَه للاعبي السد، قائلًا: يجب أن نتواصل حول خُطتنا للمباراة كما نفعل دائمًا، لنرى كيف يمكننا استغلال أدواتنا لتحقيق أداء جيّد، بهذه الطريقة يمكننا الحصول على النتيجة التي نتوقعها.
كريستوف جالتييه:سنفرض أسلوبنا المعتاد على القمة المبكرة
أكَّدَ كريستوف جالتييه مدرّبُ الدحيل صعوبةَ مواجهة السد ضمن الجولة الخامسة، وقالَ: إنَّها تعتبر من أقوى المواجهات وقمّة الجولة، بعدما قدَّم السد أداءً مميزًا الموسم الماضي، ورغم بدايته الصعبة هذا الموسم، فإنه فريق متميز جدًا، ولديه خط هجوم قوي.
وأكَّدَ جالتييه خلال المؤتمر الصحفي: يجب علينا أن ندافع بشكل قوي ونفرض أسلوبنا المعتاد، وأن نواصل اللعب بالشكل التكتيكي الذي تعودنا عليه، حيث يجب علينا الاستحواذ بشكل جيد على الكرة.
وأكمل جالتييه تصريحاته قائلًا: بالطبع فريق السد لديه لاعبون جيدون على المستوى الهجومي، مثل: أكرم عفيف، بالإضافة للبرازيلي الشاب جيوفاني، وعلى لاعبينا توخّي الحذر خاصة مع المرتدات السريعة التي قد تشكل خطورة على دفاعاتنا.
وأضافَ: الفريق جاهز بالكامل ما عدا غياب إبراهيما ديالو؛ بسبب البطاقة الحمراء، ومازلنا في بداية الدوري، وفريق السد يتمتّع بوجود لاعبين كبار أصحاب خبرة، ولن تكون هناك أفضلية لفريق على الآخر، ولكنها ستكون مواجهة قوية كما هو متوقّع.
واختتم جالتييه حديثه قائلًا: المباراة أمام منافس مباشر لنا، وهو من بين ثلاثة أو أربعة فرق تتنافس هذا الموسم، هي قمة في وقت مبكر من الموسم الحالي.
لويس ألبيرتو: سعادتي كبيرة بالتواجد مع الدحيل
أكَّدَ لويس ألبيرتو لاعبُ الدحيل صعوبةَ مواجهة السد، وقالَ: أتمنّى أن نحقق الفوز الخامس كي نتمكن من البقاء على القمة، وأضاف: أنا سعيد جدًا بالتواجد مع الدحيل حاليًا، أحيانًا يحتاج الإنسان إلى التغيير، وهو ما جعلني أطلب الرحيل عن لاتسيو.
بالطبع هناك سلبيات وأيضًا إيجابيات، ولكنني أستمتع حاليًا بحياة مختلفة، ولست نادمًا إطلاقًا على القدوم إلى هنا.
أحمد سهيل: نتحلّى بالتركيز اللازم
وصفَ أحمد سهيل، مدافعُ السد مواجهةَ الدحيل بالقوية والصعبة.
وقالَ: بكل تأكيد مواجهةٌ صعبةٌ للغاية، نحن في نادي السد على قدرٍ كبيرٍ من التركيز والثقة، من أجل العودة للانتصارات بعد الخَسارة الأخيرة أمام أمّ صلال.
وتابعَ: نلعبُ دائمًا من أجل الثلاث نقاط، ولدينا من المعنويات المرتفعة ما يساعدنا على مواصلة العمل، الزعيم لديه لاعبون كبار وخبرة، ونستطيع التوازن بشكل كبير من أجل تقديم الأفضل محليًا وآسيويًا.
تفوّق واضح للزعيم
شهدتِ المبارياتُ العشرُ الأخيرةُ بين الدحيل والسد في بطولة الدوري تحديدًا تفوّقًا سداويًّا واضحًا، حيث فاز الزعيم في خمسِ مُباريات كاملة، مقابل انتصارَين فقط لفريق الدحيل، بينما فرض التعادلُ نفسَه على 3 مباريات بينهما.
وفي الموسم الماضي، تحديدًا، تبادل الفريقانِ الفوزَ بين الذهاب والإياب، حيث فاز الزعيم ذهابًا بثلاثة أهداف، مقابل هدف واحد، ثم فاز الدحيل إيابًا بنفس النتيجة.
أريحية الدحيل تتحدى الضغط السداوي
للمرَّة الأولى منذ فترة طويلة، يخوض فريق الدحيل منافسات بطولة الدوري بأريحية كبيرة في ظل عدم انشغاله بخوض المباريات الآسيوية، وذلك بسبب عدم تأهله من الأساس؛ لأنه لم يحتل أي مركز من المراكز المؤهلة من الدوري، بعد أن حلَّ سادسًا في الموسم الماضي.
ويرى البعضُ أنَّ هذه الأريحيةَ ستساعدُ الفريقَ كثيرًا في التتويج بلقب بطولة الدوري؛ لأنه لن يكون مشغولًا بالمباريات الآسيوية، وسيكون تركيزه فقط على مُباريات الدوري.
وفي المقابل، فإنَّ السد موجودٌ تحت ضغط كبير في الفترة الحالية، سواء بسبب انشغاله في بعض الأوقات بالمباريات الآسيوية، فضلًا عن الضغط النفسي الخاص بفارق النقاط بينه وبين الصدارة حاليًا.
ورغم هذا الضغط فإنّ معنويات لاعبي السد جيدة حاليًا؛ بسبب التعادل الإيجابي الذي حققه الفريق في الجولة الافتتاحية من بطولة آسيا للنخبة.