الدوحة – قنا:
في ظل نجاحات باهرة وطموحات واعدة، تحتفي المملكة العربية السعودية الشقيقة قيادة وشعبا غدا بيومها الوطني الرابع والتسعين، وتأتي هذه المناسبة الوطنية وقد حققت المملكة المنجزات تلو المنجزات، بخطط تنموية واضحة، انطلاقا من رؤية وطنية متكاملة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لتحقق النمو والازدهار.
وما تعيشه المملكة اليوم هو امتداد لتاريخ صنعه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -رحمه الله-، ففي 23 سبتمبر 1932، جاء الإعلان التاريخي للملك عبدالعزيز- رحمه الله- لتوحيد هذه البلاد وإطلاق اسم المملكة العربية السعودية عليها بعد جهاد وكفاح استمر اثنين وثلاثين عاما، وضع خلالها قواعد راسخة لهذا البنيان العظيم.
وقد نشأت آنذاك دولة فتية تزهو بتطبيق شرع الإسلام، وتصدح بتعاليمه السمحة وقيمه الإنسانية في كل أصقاع الدنيا، ناشرة السلام والخير والدعوة المباركة، باحثة عن العلم والتطور، سائرة بخطى حثيثة نحو مستقبل أفضل لشعبها وللأمة الإسلامية والعالم أجمع.
ونظم الملك عبدالعزيز دولته الحديثة على أساس من التحديث والتطوير المعاصر، وأنشأ عددا من الوزارات، وأقامت بلاده علاقات دبلوماسية وفق التمثيل السياسي الدولي المتعارف عليه رسميا، وتم تعيين السفراء والقناصل والمفوضين والوزراء لهذه الغاية، وعند تأسيس جامعة الدول العربية في القاهرة عام 1945، كانت المملكة العربية السعودية من بين الدول المؤسسة.
كما عمل الملك عبدالعزيز على تحسين وضع المملكة الاجتماعي والاقتصادي، فوجه عناية واهتماما للتعليم بفتح المدارس والمعاهد وأرسل البعثات إلى الخارج وشجع طباعة الكتب خاصة الكتب العربية والإسلامية، ووجه بالاهتمام بالحرمين الشريفين وتوسعتهما، وخدمة الحجاج والمعتمرين.
وفي عام 1357هـ / 1938م تم استخراج النفط في المنطقة الشرقية، ما ساعد على زيادة الثروات التي أسهمت في تطوير المملكة وتقدمها وازدهارها.
لقد وضع الملك المؤسس الأساس المتين الذي قامت عليه المملكة، وركز ملوك المملكة جيلا بعد جيل جهدهم على البناء والعلم والتقدم والازدهار، من أجل أن تصبح المملكة العربية السعودية في مقدمة الأمم وكان لهم ذلك.
وامتدت مسيرة العطاء والبناء في المملكة منذ توحيدها واستمر جميع ملوكها على النهج القويم ووضعوا خدمة المملكة وشعبها نصب أعينهم لبناء وطن قوي ومزدهر ومتقدم حتى تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لتصل المملكة اليوم إلى عصرها الزاهر في ظل قائد مسيرتها وحامي بلادها ومصدر فخرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين.
ويحتفل أبناء المملكة ومن يقيمون على أرضها، بهذه المناسبة الوطنية وهم ينعمون برخائها، ويتمتعون بنموها، معتزين بشموخها، ومتفاخرين بإنجازاتها، وطامحين بمستقبل يحقق أحلامهم ويرسم طريقا ذا خطى ثابتة للأجيال المتعاقبة، تحت ظل قيادة حكيمة سارت بالوطن إلى مصاف الدول المتقدمة، وسخرت كل السبل لراحة المواطن والمقيم، ليعيشوا بكرامة وعزة وسلام وأمان.
وتعيش المملكة حاليا، عهد الاستدامة والنمو والتطور، وتحقق قفزات كبيرة وخطوات غير مسبوقة في جميع المجالات داخليا وخارجيا، وهو ما رسم ملامح المملكة، وأرسى دعائم مكانتها السياسية والاقتصادية والثقافية، ورسخ دورها المؤثر في الاقتصاد العالمي، فأصبحت اليوم من أكبر عشرين اقتصادا في العالم، وأكبر وأقوى اقتصاد بالشرق الأوسط، وأكبر مصدر للنفط بالعالم.
ولم تتوقف عجلة التطور عند هذا الحد، بل تم إقرار رؤية المملكة 2030، عنوانها تنويع مصادر الدخل غير النفطية، وخلال الفترة الماضية تم تنفيذ العديد من خطط تلك الرؤية، التي أثمرت بوادرها بنجاح يفوق المتوقع، وتم عمل إصلاحات اقتصادية كانت لها نتائجها الإيجابية الواضحة.
ومن الحقائق الثابتة التي تفرض نفسها عند تقييم التجربة السعودية أن الإرادة القوية والعزيمة الصادقة والرغبة الأكيدة في دفع مسيرة البناء والتقدم هي سمة متميزة وبارزة لقادة المملكة العربية السعودية منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز، حيث تمثل مسيرة المملكة مراحل ثرية حافلة بالإنجازات التي تجسدت من ترسيخ أسس التطور في المملكة، وبناء قاعدة اقتصادية وطنية صلبة وضعتها في مصاف القوى الاقتصادية المنتجة والمصدرة، إضافة إلى تمكين الإنسان السعودي من اللحاق بركب التطور في العالم بفضل ما تحقق في المملكة من نهضة شاملة وبالذات في الجانب العلمي والتعليمي.
وساهمت تلك المكانة في تفعيل دور المملكة في المجموعة الدولية سواء من خلال منظمة الأمم المتحدة التي شاركت في تأسيسها أو من خلال المؤسسات الدولية المنبثقة عنها والهيئات والمنظمات الدولية الأخرى.
وشمل التطوير في المملكة جميع القطاعات وفق خطط علمية مدروسة وخطوات عملية ملموسة على أرض الواقع، وأخرى وضعت لها مواعيد محددة لتكون رافدا من روافد النماء والتطور، فمن الناحية السياسية تعتبر السعودية اليوم ركيزة أساسية لإرساء الأمن والسلم في المحيط الإقليمي والعالمي، بما تملكه من مكانة دولية كبيرة بسياستها الحكيمة التي حققت نجاحات كبيرة تحسب للمملكة في توازن القوى والعمل الدبلوماسي الكبير الذي تقوم به.
وفي هذا العهد الزاهر، ومنذ إطلاق رؤية المملكة 2030، التي تم وضعها بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لا يمر يوم إلا وتحقق المملكة منجزات جديدة داخليا وخارجيا، تبشر بمستقبل مزدهر.
وإذ يحتفل أبناء المملكة اليوم، بمناسبة الذكرى الرابعة والتسعين لليوم الوطني لبلادهم فإنهم يتطلعون وبكل ثقة إلى مزيد من الإنجاز لتحقيق الخير والازدهار لوطنهم، تجسيدا لما تبديه قيادتهم الحكيمة من إرادة قوية لتحقيق رفاهية مواطنيها وكل من يقيم على تلك الأرض المباركة، والمضي قدما في ملحمة البناء والتطوير، مع ما أتاحته رؤية المملكة الطموحة من فرص واسعة لغد أفضل ومستقبل مشرق.
وكانت الهيئة العامة للترفيه في المملكة، قد أعلنت أغسطس الماضي عن هوية اليوم الوطني الـ 94 للمملكة، تحت شعار /نحلم ونحقق/.
وتبرز الهوية التي امتدت من العام الماضي، المشاريع الضخمة التي تعتبر جزءا من رؤية السعودية 2030، ما يمثل مكانة المملكة ودورها الريادي في جميع المجالات.
وقد استعدت مختلف المحافظات والمدن والوزارات والمؤسسات السعودية للاحتفال باليوم الوطني الرابع والتسعين بالعديد من الفعاليات والأنشطة، والعروض التي تعكس الاعتزاز والفخر بهذه المناسبة الوطنية.