الأسلوبُ هو الطريقة، خاصة طريقة الإنسان في التعبير عن نفسه.. مهاراته.. مكنوناته.. فإذا تكلم انكشف.. فالمرءُ مخبوءٌ تحت لسانه.
وحقيقةً.. أنا من الناس الذين يهتمون بالأسلوب كثيرًا و يتوقفون عند الشخص الذي يعبر عن نفسه بشكل مناسب بلا زيادة أو نقصان، فالزيادة تفاخُر وكِبر وغرور، والنقص تصغير ومهانة وذُل.
فسبحانَ من قالَ: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) البقرة: 143.
فالاعتدالُ خُلق إسلاميٌ أصيلٌ يورث الإحساسَ بالعدل والراحة فلا إفراط ولا تفريط، وهو ما ينطبق على أسلوبك أيضًا عزيزي القارئ.
وفي رأيي أن التربية الصحيحة -والأُسوة الحسنة والمحيط الكريم الذي ينشأ الإنسان من خلاله- تبْني أسلوبًا حضاريًا يجمعُ الناسَ حوله ليقطفوا ثمار صحبته.
أما من افتقر لتلك المُقومات فتجده مُنفرًا يبعد الناس عنه لجفاف الأسلوب وجفاء النفس وفقر الأخلاق.
ولأن الإنسان نتاج التربية والتعليم والصُحبة الحسنة نصادف نماذج مُشوَّهة لم تتح لها فرصٌ ذهبية لبناء الشخصية السوية التي يلعب الأسلوب فيها دور البطاقة الشخصية.
لذا.. قد تزهد في مجالسة عالِم أسلوبه غليظ أو لغة جسدِهِ مُنفِّرة، بينما تجالسُ مراهقًا آتاه الله مفاتِح الكَلِم فينطق منطوقًا محببًا للنفس يبني له مكانة مُميزة فيمن حوله بطريقة أداء مذهلة.
فعليكَ عزيزي القارئ أن تعيدَ النظر في أسلوبك وتراجع مفرداتك قبل أن تلوم الآخرين، فما قاموا به هو مجرد رد فعل لأمر قد اقترفتَه، و الأسلوب الجاف أو القاسي الذي تبنَّيتهُ أقوى أثرًا من أي فعل قد تتخيله.
فليكن أسلوبُك مفتاحك الذي يفتح قلوب من حولك فتسكُنُها إلى الأبد محفوفًا بالذكر الطيب والدُّعاء الصادق.
فهذا هو أهم ما يسعى له الإنسانُ من خلال علاقاته مع الآخرين.