متابعة – أحمد سليم:
يومًا بعد يوم يثبت المدرب الوطني قدرته على التواجد بين نظرائه الاجانب خاصة بعد أن تألق في تحقيق الإنجازات مع مختلف الأندية في دورينا، وبالتالي كان يستحق الحصول على الفرصة كونه لا يقل قيمة عن المدربين الأجانب الذين «تاه» بعضهم في دورينا ولم يعرف لهم أثر حتى الآن. تواجد المدرب الوطني بات ثقة لبعض جماهير أنديتنا خاصة أنه يتمتع بالوفاء والولاء والغيرة على ناديه، ويشعل الروح القتالية والحماس لدى اللاعبين، ويبذل كل غال ونفيس وما أتيح من جهد من أجل إبقاء فريقه في المقدمة دائمًا وتحقيق أفضل المراكز وإن كان هناك بعض من عدم التوفيق في بعض المباريات لا يقلل من قيمة المدرب الوطني كونه لا يحصل على نفس الفرصة التي يحصل عليها المدرب الأجنبي الذي قد يستمر لأكثر من عام دون تحقيق النتائج المنتظرة. المدرب الوطني له قيمة كبيرة وأثبت علو كعبه وجدارته وعلى الأندية أن تدعمه وأن تصبر عليه، بدلًا من إبعاده عن الأضواء والاعتماد عليه، كمدرب «طوارئ» ما يقلل من إمكانياته وقدراته، وهو خطأ كبير يعيق طموحات المدربين المواطنين، علمًا بأنه لا يحصل على كافة الإمكانيات التي يحصل عليها الأجنبي الذي يطالب بجلب أفضل اللاعبين من محترفين ومواطنين من أجل تحقيق المطلوب، في المقابل يتعامل المدرب الوطني بالإمكانيات المتاحة ومحاولة اكتشاف لاعبين جدد من الفئات السنية لتعويض غياب التعاقدات.

تألق علي رحمة

 

ولعل تألق علي رحمة المري في قيادة فريق الوكرة لتحقيق فوز غالٍ على الريان وصيف الموسم الماضي بهدفين دون رد، بعدما حل خلفًا للمدرب الإسباني أنخيل ميجيل، الذي كانت إدارة الوكرة قد رسمت معه طموحات التألق المحلي والآسيوي إلا أن الإخفاق كان حليفه ليخرج من الباب الضيق بفوز وخسارة وتعادلين لا ترتقي بالطموحات الكبيرة للنواخذة.

رحمة يستعيد بريقه

 

ويعيد رحمة للأذهان تألقه مع «النواخذة» الموسم الماضي عندما توج معهم بلقب كأس قطر، في إنجاز مهم للمدرب الوطني كما أن الوكرة أنهى الدوري في المربع ليحصل على فرصة المشاركة في دوري أبطال آسيا 2، ولعل تألق رحمة خلفًا للمدرب ماركيز لوبيز الموسم الماضي بعد تولي الأخير مهمة تدريب منتخبنا الوطني، ليؤكد أنه مدرب من عينة الكبار وقادر على صناعة الفارق، ويعيد رسم الأمل من جديد على قدرات المدرب الوطني الذي دائمًا ما يكون في مرمى الاتهامات مع أي إخفاق، وبالتالي بات شماعة للأندية ولو حصل على نفس فرصة المدرب الأجنبي لتمكن من إعادة توازنه من جديد. الأمر نفسه ينطبق على بعض الأندية التي أطاحت بمدربين حققوا معهم البطولات في الموسم الماضي على غرار المدرب الوطني وسام رزق الذي قاد السد للفوز بلقبي الدوري وكأس الأمير الموسم الماضي، إلا أن ذلك لم يشفع له في الاستمرار، ليتم التعاقد مع الإسباني فيليكس سانشيز، وإن كان الأخير مدربًا له إنجازات سابقة مع منتخبنا إلا أنه لم يقدم إضافة قوية للسد حامل لقب الدوري حتى الآن، كما كان منتظرًا ليتلقى الخسارة الثانية على التوالي والثالثة في الدوري ويتجمد رصيد الفريق عند 6 نقاط بالمركز السابع كان آخرها الخسارة الكبيرة أمام الدحيل 5-1 وهي نتيجة صعبة للغاية على السداوية حتى طالبت جماهيره برحيل سانشيز!.

الإطاحة بالمدربين

 

وشهد دورينا الإطاحة بمدربين وطنيين على غرار يوسف النوبي مدرب نادي قطر الذي رحل بعد تألقه مع القطراوي الموسم الماضي وصعد لنهائي كأس الأمير، وحل بدلًا منه المغربي يوسف السفري الذي تلقى خسارتين متتاليتين أمام الأهلي والغرافة، كما أعلن العربي رحيل مدربه الوطني يونس علي الذي توج مع الفريق بكأس الأمير وكأس السوبر القطري الإماراتي ليجلب النادي الإنجليزي أنتوني هدسون على أمل تحقيق فوزه الأول هذا الموسم إلا أنه لم يحقق ذلك بالتعادل مع الأهلي بالجولة الخامسة، لتثبت كافة المعطيات أن التغيير الفني ليس الحل لبعض أنديتنا وأن الأزمة ليست في المدرب الوطني وعلى الأندية أن تعمل على تحسين الصورة للعودة من جديد من خلال إعادة الروح للفريق ومعالجة الأخطاء، بدلًا من جلب مدرب أجنبي ومن ثم الإطاحة به ليستمر مسلسل الإخفاقات لعدم وجود الاستقرار الفني خاصة أنه حاليًا يوجد مدربون أجانب على أبواب المغادرة وسيكون التفكير في المدرب الوطني الحل الأمثل.

قدرات المدرب الأجنبي

 

ولا يوجد مانع في التعاقد مع المدربين المحترفين ولكن على الأندية أن تختار المدرب الذي يصنع الفارق ولديه الخيارات للتعامل مع المباريات مع طرق فنية مختلفة وقادر على التطور ويكون لديه طموح تحقيق الألقاب خاصة مع الأندية التي اعتادت على التواجد بمنصات التتويج، وأيضًا التي تشارك آسيويًا وخليجيًا وعربيًا، وبالتالي مطلوب أن يكون المدرب الأجنبي يفوق المدرب الوطني في الإمكانيات التدريبية وإلا ما الفائدة من التعاقد معه، صحيح أن الأندية تعمل وتجتهد ولكن مطلوب الخبرات في أنديتنا والعيون التي تختار بدقة وعناية.

استمرار المدرب المواطن

 

ويوجد حاليًا مدربان مواطنان فقط هما علي رحمة العائد من جديد للوكرة وعبدالله مبارك مدرب الخور، فهل نرى تجربة المدرب المواطن مستمرة؟ الإجابة ستكون عند الأندية، التي تمتلك العديد من الخيارات خاصة أن اتحاد الكرة يخرج سنويًا العديد من المدربين بالدورات التدريبية والرخصة الآسيوية، والكثير منهم يعمل في الفئات السنية المختلفة ومساعدون للمدربين في بعض الأندية.

مدربان أجنبيان نجحا في الظهور الأول

مع الوصول للجولة الخامسة للدوري يكون مدربا الأهلي والشمال هما الأنجح حتى الآن كونهما يظهران للمرة الأولى في دورينا حيث تمكن المدرب الكرواتي إيجور بيسكان من قلب حال الأهلي الذي نافس على الهبوط الموسم الماضي ليكون اليوم منافسًا على الصدارة وفي مركز الوصيف ب11 نقطة وبفارق 4 نقاط عن الدحيل المتصدر الذي يقدم أداءً استثنائيًا مع الفرنسي كريستوف جالتييه، كما أن نونو ألميدا مدرب الشمال تمكن من قيادة الفريق للتواجد بالمركز السادس برصيد 7 نقاط في أول مهمة له هذا الموسم، وهناك ظهور جيد لأم صلال والغرافة إلا أن الفرنسي باتريس كارتيرون والبرتغالي بيدرو مارتينيز حصلا على فرصتهما كاملة، بينما لم ينجح السويدي بويا أسباغي مع الريان والإسباني ألفارو ميخيا مع الشحانية حتى الآن.