الدوحة -أحمد مصطفى:

طالبَ عددٌ من المُواطنين، الجهاتِ المختصةَ بإصدار تراخيص لمزاولة المهن الحِرفيَّة في مجالات صيانة السيارات وأعمال البناء والسباكة، وغيرها، كضمانة لرفع جودة الخِدمات المقدمة للمُستهلكين وحماية المُستهلك من الخسائر الناجمة عن أخطاء الفنيين غير المؤهلين العاملين في هذه المجالات. وقالَ هؤلاء لـ الراية: إن احتياج المُواطن والمقيم لهذه المهن دائمٌ، وهي لا تقل أهمية عن مهن أخرى لا يتم مزاولة العمل بها بدون الحصول على ترخيص مزاولة مهنة، كالعاملين في قطاع الأغذية أو الصحة وغيرهما، حيث يعد الترخيص وثيقة قانونية تثبت القدرة القانونية للشخص أو الشركة على ممارسة المهنة. ويهدف هذا الترخيص إلى ضمان أن المزاولين للمهنة يلتزمون بالقوانين واللوائح المنظمة، ولا يشكّلون خطرًا على المُجتمع والاقتصاد.

وتكمنُ أهميةُ ترخيص مزاولة المهنة في ضمان الحفاظ على النظام والامتثال للقوانين واللوائح المُنظمة، ويساعد هذا الترخيص في حماية المُجتمع والمُستهلكين، وتوفير بيئة عمل آمنة وصحيَّة. كما يعزّز الترخيصُ الشفافيّةَ والأمان القانونيّ للأفراد، والشركات العاملة.

وقالَ حمد المري: إنَّه يؤيد بشدة فكرة إصدار تراخيص لمزاولة المهنة للحِرفيين في البلاد؛ لضمان جودة الخدمة المقدمة للمستهلك، فيجب أن يكون كل ممارس للمهن الفنية محترفًا وقادرًا على إنجاز الأعمال بدون أخطاء يتحمل تكلفتها المستهلك، مشيرًا إلى أنه تعرض لخسائر مادية لإصلاح سيارته نتيجة خطأ فني بأحد الكراجات.

وأشارَ ناصر الخليفي إلى أنَّ فكرة إصدار تراخيص للعمال الحرفيين في البلاد، هادفة ومفيدة، وخاصةً الحرفيين في مجال السباكة أو النجارة أو البناء وغيرها من الأعمال التي تعدّ ذات أهمية كبرى لجميع البيوت، ولا تستطيع الأسر التخلي عنها، كما تعدّ الفكرة هادفة من أجل حماية حقوق المتضررين والإبلاغ عن الأخطاء الشخصية من الحرفيين في حالة عدم اعترافهم بأن الضرر الواقع كان من جهتهم، والتي تحدث بعد فترة بسيطة من إصلاح العطل الرئيسي الذي تم الاستعانة بالحرفِي من أجله، ويكون معظم الأعطال التي تحدث بهدف زيادة تكاليف الصيانة والاحتياج لقطع غيار بديلة ذات تكلفة عالية.

ونوَّه راشد النعيمي إلى أنَّ أكثر الأخطاء التي سبق أن حدثت له كانت في مجال صيانة السيارات، فسبق أن حدث عطلٌ في سيارته، وكان من المفترض أنه عطل بسيط، ويحتاج فقط إلى سلك جديدٍ، ولكن بسبب عدم خبرة العامل الكافية أدّى ذلك إلى حدوث مشاكل في العجلات وفي ماكينة السيارة الرئيسية، ما أدى إلى زيادة تكاليف الصيانة والحاجة لقطع غيار بديلة مكلفة الثمن، ويرى راشد أن فكرة الترخيص ممتازة من جهة تقليل الأضرار، فعلى سبيل المثال عند إصدار التراخيص للحرفيين يسمح للشخص بالتأكد من رخصة الحِرفي ومعرفة اسمه، وعند حدوث أي عطل فيما بعد وكان له علاقة به بشكل مباشر يتم تقديم شكوى ضده في الجهات المعنية، وتطبيق نظام النقاط والخصم عند تكرار حدوث مشاكل من مثل هذا النوع، مثلما يحدث في الحوادث، أو المخالفات المرورية، ما يضمن حق المتضرر، وعدم تعرّضه للخسائر المادية الكُبرى.

وقالَ محمد الهاجري، صاحب أحدِ المحلات المتخصصة في مجال إضاءة السيارات والمخيمات: إنَّ مهنة الحرفيين ينطبق عليها مبدأ أنها هواية أكثر منها وظيفة، فالعامل أو الحِرفي الذي يقوم بمهنة سواء كانت في مجال صيانة السيارات أو السباكة أو النجارة أو البناء أو الدهان يقوم بها على أساس معرفي بكونها هواية يقوم بها على أنها وظيفة ممتعة له مما يجعله يبدع بها، فلا نستطيع مقارنة مهنة الحرفيين بالطبّ أو الهندسة بأن يتم عمل اختبارات من أجل مزاولة المهنة، فهو غير مجبر على أن يقوم بممارسة هذه الهواية على أنها معرفة اكتسبها من قبل الجامعة. كما أشار الهاجري إلى أنَّ مجرد ذكر مهنة الحِرفي في بطاقة الإقامة الخاصة به يعد كافيًا ولا يحتاج لإصدار ترخيص أو بطاقة جديدة خاصة لمهنته، كونه يعتقد أنها لن تؤثر بشكل إيجابي كبير في مجال المهن الحِرفية في البلاد.