جامعة حمد تستعرض أهمية دلائل النبوة في العصر الحديث
المؤتمر يستكشف التداخل بين الفكر العلمي الحديث وعلم الدلائل
كيفية تطبيق الدلائل النبوية لتعزيز أساليب الحياة الإسلامية الحديثة
الدوحة- عبدالمجيد حمدي:
بدأت أمس فعاليات مؤتمر السيرة النبوية الذي تنظمه كلية الدراسات الإسلامية في جامعة حمد بن خليفة، على مدى يومين، تحت شعار «أهمية دلائل النبوة في العصر الحديث» وبمشاركة نخبة من العلماء والأكاديميين والمتخصصين من دولة قطر ومختلف مناطق العالم.
يناقش المؤتمر الذي يقام في مبنى «ذو المنارتين» بالمدينة التعليمية دلائل نبوة رسولنا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) كركيزة رئيسية في الدراسات الإسلامية المعاصرة، والأبعاد التاريخية والمعاصرة لعلم دلائل النبوة، ويستكشف التداخل بين الفكر العلمي الحديث وعلم الدلائل، وكيفية تطبيق الدلائل النبوية لتعزيز أساليب الحياة الإسلامية الحديثة، إلى جانب العديد من القضايا الأخرى ذات الصلة، كما يسلط المؤتمر الضوء على كيفية تطبيق تعاليم السيرة النبوية في التصدي ومعالجة التحديات المعاصرة التي تواجه المجتمعات المسلمة في دولة قطر وعلى مستوى العالم.
وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أكدت الدكتورة عائشة يوسف المناعي مدير مركز محمد بن حمد آل ثاني لإسهامات المسلمين في الحضارة، رئيسة المؤتمر على أهمية هذا الحدث من موضوعه الذي يستحضر فضل النبي الكريم على البشرية وحياة الإنسان وضبطه على مسار الحق والخير والسعادة، لافتة إلى ضرورة هداية الإنسان الذي جُبل على السعي وراء مصالحه وأهوائه لذلك أرسل اللهُ الرسل لينيروا للبشرية الطريق القويم.
وأضافت أن كمال عدل الله والفطرة السليمة تقتضي إرسال الأنبياء لتصحيح ما في قلبه وعقله نحو مقاصد الله من خلق الإنسان فالنبوة تؤكد أن ما يريده الأنبياء يتفق مع مقاصد الله من خلقه، موضحة أن الدلائل على النبوة كثيرة وتعرض لها الكثير من العلماء السابقين.
وتعليقًا على أهمية هذه النسخة من المؤتمر، قال الدكتور رجب شانتورك، عميد كلية الدراسات الإسلامية: «إن شعار مؤتمر هذا العام «دلائل النبوة» يسعى لاستكشاف جوهر الإيمان ذاته، والتأكيد على أهمية الهداية الإلهية في عصر يتسم بشكل متزايد بالشك وكثرة التحديات المعرفية والأيديولوجية، فمن خلال تنظيم فعاليات رئيسية مثل هذا المؤتمر، فإن كلية الدراسات الإسلامية تؤكد التزامها بإتاحة منصة فريدة من نوعها تُسهم في النقاش الفكري والحوار البنّاء حول الإسلام وفق منظور عالمي معاصر».
وتابع بأن المؤتمر يعملُ على إثبات ضرورة النبوة بالأدلة العقلية التي تناسب الهجمة على الشريعة الإسلامية وأفكار الإلحاد وإنكار الربوبية والأديان، مشددًا على أن النبوة من أهم مقومات استمرار الحياة لإرشاد الناس وهدايتهم وتوجيه إرادة الإنسان بقوانين إلهية لا تخضع للمصالح والأهواء، وتعرّفه الحسن والقبح بعيدًا عن الأهواء ناهيك عن معرفة عالم الغيب وما بعد الموت، وكلها أمور لا تدرك إلا بعلم يتم تبليغُه عن الخالق سبحانه، مشيرًا إلى المعجزات الحسية والعقلية التي وصلتنا من مصادر معتبرة ومعجزات مُستمرة حتى وقتنا الحالي، كالقرآن الكريم وانشقاق القمر وغيرهما الكثير.
ونبه الدكتور شانتورك إلى أن ما يحدث في العالم الإسلامي هو غزو مُشاهد من خلال الحروب والصراعات والاعتداءات الوحشية وهناك غزو غير مرئي بالهجوم على الشريعة الإسلامية وغزو أفكار الشباب وصغار السن والتشويش على عقيدتهم وإيمانهم، مشيرًا إلى أن كلية الدراسات الإسلامية تعمل على مشروعين في هذا الإطار: الأول «الإيمان أمانة» ويهتم بتعزيز إيمان الشباب وحفظه والاهتمام به ومواجهة الإلحاد وزعزعة العقيدة من خلال التربية الإسلامية الصحيحة ونقل فكر الشباب من التقليد إلى التحقيق، والمشروع الثاني «السيرة الرقمية» وهدفه تحبيب النشء في الرسول وسيرته كونه البشير بكل خير والنذير من كل سوء.