قطر تلم شمل 14 طفلًا روسيًا وأوكرانيًا بعائلاتهم
الإعفاء من التأشيرة يعكس العلاقة الاستراتيجية مع أمريكا
الدوحة – قنا:
أعْلَنَ الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، أن دولة قطر نجحت، أمس، بلم شمل 10 أطفال أوكرانيين و4 أطفال روس بعائلاتهم من خلال وساطتها للم شمل الأطفال المتأثرين بالحرب بين روسيا وأوكرانيا مع عائلاتهم. وأضاف الدكتور ماجد الأنصاري في الإحاطة الأسبوعية أن هذه الوساطة مستمرة منذ شهور وأسفرت عن لم شمل 48 طفلًا مع عائلاتهم 5 من روسيا و43 من أوكرانيا، مشيدًا بالتعاون بين الطرفين، لضمان وصول هؤلاء الأطفال إلى ذويهم، وضمان تجنيبهم تبعات الحرب. ونبه إلى أن هذا الاتفاق جاء نتيجة الجهد القطري الكبير لتحقيق السلام بشكل عام، والاهتمام الكبير بهذه القضية تحديدًا، منذ اليوم الأول لهذه الحرب، والدور الإيجابي الذي يمكن أن تلعبه دولة قطر في تحقيق وصناعة السلام، مشيرًا إلى أنه كما هو الحال دائمًا يتم استقبال الأطفال في سفارة دولة قطر في «موسكو»، ومن ثم متابعة وصولهم إلى وجهاتهم النهائية والتحاقهم بذويهم، تحت إشراف قطري. وأشاد الدكتور الأنصاري، بجهود سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر، وزير الدولة للتعاون الدولي، في قيادة المفاوضات وعمليات الوساطة، وبجهود المعنيين من الطرفين «روسيا الاتحادية وأوكرانيا»، مؤكدًا أن هذه الجهود مستمرة وسيتم الإعلان عن خطوات إيجابية أخرى في الفترات المقبلة. ولفت إلى أن هناك برنامجًا للرعاية الصحية والاجتماعية، يجرى لهم حاليًا في الدوحة، بحضور الجانبين الروسي والأوكراني، مشددًا على أنه في ظل أي نزاع أو حرب لا بد من العمل على ضمان تجنيب الأطفال تبعات هذه النزاعات، وهو الأمر الذي نفتقر إليه بشكل كبير جدًا في قطاع غزة، والآن في لبنان، حيث أصبح الأطفال فيهما أهدافًا بسبب الإمعان في استمرار المذابح، والمجازر.
وأكد الأنصاري، أنه سيتم خلال الفترة المقبلة تطبيق إعفاء المواطنين القطريين من تأشيرة الدخول إلى الأراضي الأمريكية، بعد أن تم إدراج دولة قطر في برنامج الإعفاء من التأشيرة يوم 20 سبتمبر الحالي، موضحًا أن إدراج دولة قطر في برنامج الإعفاء من التأشيرة يعكس مستوى العلاقة الإستراتيجية بين البلدين، ويأتي تتويجًا للعلاقات الثنائية في مختلف المجالات، بالإضافة إلى كون دولة قطر في مقدمة دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجال الأمن والسلامة، بحسب المؤشرات الدولية، بجانب التزامها بمعايير عالمية في المجالات الأمنية. ونبه إلى أن هذا الإعفاء من التأشيرة الأمريكية للمواطنين القطريين يؤكد على الثقة الكبيرة في حالة الأمان، التي تتمتع بها دولة قطر سواء على المستوى المحلي أو في علاقاتها مع شركائها الدوليين، لافتًا إلى إعلان اليابان قبل أشهر قليلة عن إعفاء المواطنين القطريين من التأشيرة، وقبل ذلك إعلان الحكومة البريطانية أن المواطنين القطريين هم أول من سيطبق عليهم برنامج تصريح السفر الإلكتروني الجديد، الذي يخفف من الأعباء والإجراءات، وكذلك أيضًا أوزبكستان، التي أعلنت في أغسطس 2023، رفع الحاجة إلى التأشيرة عن القطريين.
وتابع الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري، بأن دولة قطر من خلال وزارة الخارجية مستمرة في القيام بكل ما يلزم لتذليل الصعوبات أمام المواطنين القطريين، وإثبات قوة جواز السفر القطري الذي يعتبر من أقوى جوازات السفر في العالم، من حيث عدم الحاجة إلى تأشيرات الدخول وسهولة التنقل بين دول العالم.
وعن الوضع الجاري في لبنان أوضح الدكتور الأنصاري، أنه منذ بداية الحرب لا تزال الاتصالات مستمرة مع جميع الأطراف، والشركاء الإقليميين، لخفض التصعيد ووقف إطلاق النار، مشددًا على أن هذا الاعتداء على لبنان لا مبرر له، ويمثل حربًا مكتملة الأركان، وليس كما يُقال بأنه عبارة عن تصعيد محدود، فهناك أكثر من 600 قتيل سقطوا خلال يومين وهذا العدد يمثل 50 بالمئة من ضحايا حرب 2006 التي استمرت شهرًا كاملًا. مشيرًا إلى أن ما يجري في لبنان لا ينفصل عن أحداث غزة، لكنّ هناك مسارًا يعمل على الملف اللبناني وهو أكثر استعجالًا وآخر تشارك فيه أطراف كثيرة بهدف إيقاف الحرب على غزة.
وعن إدخال المساعدات إلى قطاع غزة أكد أن منع دخولها أصبح جريمة مكتملة الأركان، مشددًا على أن هذا الأمر يتحمل مسؤوليته بشكل كامل الاحتلال الإسرائيلي، فليس هناك ما يبرر منع دخول المساعدات.