استراتيجيات التغلب على الخجل الاجتماعي عند المراهقين
تعزيز الثقة بالنفس عبر التحدث مع الأصدقاء والعائلة
الانضمام إلى مجموعات دعم وممارسة المهارات الاجتماعية
العوامل الوراثية ووسائل التواصل الاجتماعي أبرز الأسباب
ترجمة – فهدة حسن:
تتسم مرحلة المراهقة بتغييرات كبيرة في الهوية والعلاقات، ما يجعل بعض المراهقين أكثر عرضة للشعور بالخجل في المواقف الاجتماعية، ويُعتبر تجربة شائعة بين المراهقين.
وحسب كتاب “Social Anxiety in Adolescence” من تأليف “بولا هيرش” فإن هناك عدة عوامل تُسهم في الخجل الاجتماعي، منها التغيرات البيولوجية والتي تؤثر على المشاعر والثقة بالنفس، كما أن التوقعات الاجتماعية تدفع بالمراهقين للشعور بالضغط لتلبية توقعات الأقران، ما يزيد من قلقهم في التفاعلات الاجتماعية، هذا بالإضافة إلى التجارب السابقة حيث يمكن أن تؤثر التجارب السلبية السابقة، مثل التنمر أو الرفض، على كيفية تفاعلهم مع الآخرين.
وتوضح “بولا هيرش” أن أعراض الخجل الاجتماعي، تشمل الشعور بالقلق تُجاه المواقف الاجتماعية والتجنب المستمر للأنشطة الاجتماعية والخوف من الحكم أو النقد من الآخرين، بالإضافة إلى أعراض جسدية مثل تسارع ضربات القلب أو التعرُّق.
ويؤثر الخجل الاجتماعي سلبًا على حياة المراهقين وقد يؤدي إلى انخفاض تقدير الذات وصعوبات في تكوين العلاقات، بالإضافة إلى تأثيرات سلبية على الأداء الأكاديمي والأنشطة الاجتماعية.
وتحدد “هيرش” عدة استراتيجيات يمكن للمراهقين استخدامها للتغلب على الخجل الاجتماعي، منها تعزيز الثقة بالنفس عبر التحدث مع الأصدقاء والعائلة أو الانضمام إلى مجموعات دعم، كذلك ممارسة المهارات الاجتماعية عن طريق الانخراط في الأنشطة التي تتطلب التواصل مع الآخرين.
ومن الاستراتيجيات أيضًا تحديد الأهداف الصغيرة مثل التحدث إلى شخص جديد أو المشاركة بمناقشة في الفصل، كذلك يجب تحضير محادثات أو مواضيع للنقاش قبل الخروج وممارسة تقنيات التنفس لتخفيف القلق قبل الدخول في مواقف اجتماعية، بالإضافة إلى استراتيجية التعرض التدريجي من خلال البدء بمواقف اجتماعية بسيطة والتقدم تدريجيًا إلى مواقف أكثر تعقيدًا، كذلك يمكن للأهل والمعلمين لعب دور حاسم في دعم المراهقين، و من المهم أن يكونوا متفهمين ومشجعين، وأن يساعدوا المراهقين في تطوير مهاراتهم الاجتماعية من خلال إنشاء بيئات آمنة.
من جهتها توضح “جينيفر هاريس” في كتابها “Social Anxiety Disorder: A Guide for Teens” ، أن هناك عدة عوامل وراء الخجل الاجتماعي أهمها العوامل الوراثية حيث توضح بعض الأبحاث أن الخجل الاجتماعي قد يكون له جذور وراثية. إذا كان أحد الوالدين أو أفراد الأسرة يعاني من القلق الاجتماعي، فقد يكون لدى الأبناء فرصة أكبر لتطوير نفس المشاعر، من العوامل أيضًا وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت جزءًا أساسيًا من حياة المراهقين، وبينما يمكن أن تسهل هذه المنصات التواصل، فإنها قد تزيد أيضًا من الشعور بالخجل الاجتماعي. المراهقون قد يشعرون بأنهم مقارنون بالآخرين، ما يؤدي إلى قلق أكبر.
وتوضج “هاريس” أن الخجل الاجتماعي جزء طبيعي من مرحلة المراهقة، ولكن من المهم تقديم الدعم للمراهقين لمساعدتهم في التغلب على هذه المشاعر، ومن خلال الفهم والاستراتيجيات المناسبة، يمكنهم تطوير مهاراتهم الاجتماعية وزيادة ثقتهم بأنفسهم.