القراءة شعلة الإبداع لجيل الغد
بقلم/ نوت الدوسري:
في عالمنا الحديث، حيث تهيمن الشاشات والألعاب الإلكترونية، تبرز القراءة كأداة سحرية تفتح للأطفال أبوابَ الإبداع وتوسِّع آفاقهم. إنها ليست مجرد وسيلة لاكتساب المعرفة، بل هي رحلة استكشافية تملأ خيالَهم وتغذِّي عقولهم. فكيف يمكِنُنا أن نجعل القراءة جزءًا لا يتجزأ من حياة أطفالنا اليومية؟
تبدأ الرحلةُ بجعل القراءة مُتعة ساحرة، لا واجبًا ثقيلًا. عندما يشعر الطفل أن الكتاب رفيقٌ مغامرٌ، وليس عبئًا مفروضًا، تتحول القراءة إلى تجربة يتوق إليها. يمكن للأهل تحويل أوقات القراءة إلى لحظات سحرية تجمع الأسرة حول قصة مُشوقة، حيث يستمعون إلى الحكايات ويغوصون في بحور الخيال معًا. تشجيع الأطفال على اختيار الكتب التي تثير اهتمامهم يعزز استقلاليتهم ويزيد شغفهم بالقراءة. كون الأهل قدوة هو سر النجاح؛ فحين يرى الطفل والديه منغمسين في عوالم الكتب، يشعر بدافع طبيعي لتقليدهما. المدارس أيضًا تلعب دورًا حيويًا في تعزيز حب القراءة من خلال توفير مكتبات مملوءة بكنوز الأدب التي تناسب جميع الاهتمامات والأعمار. تنظيم فعاليات مثل مسابقات القراءة أو لقاءات مع مُؤلفين يمكن أن يلهب شغف الطلاب تجاه الكتب. كما يمكن استغلال التكنولوجيا لتقديم القراءة بأساليب جديدة وجاذبة عبر التطبيقات والكتب الإلكترونية. القراءة -في جوهرها- تملك القدرة على تحويل الأطفال إلى مفكرين مبدعين وقادة للمستقبل. بالقراءة يتعلمون كيف يفكرون بطرق مبتكرة و يكتسبون مهارات حياتية مُهمة. بناء جيل قارئ ليس مهمةً مستحيلة، بل هو ثمرة جهود دؤوبة من الأسرة والمدرسة والمُجتمع. عبر القراءة، نغرسُ بذور الإبداع والمعرفة في نفوس أطفالنا، لنضمن مستقبلًا مشرقًا وأجيالًا شغوفة بالتعلم. لتظل هذه الروح الوطنية منارة تضيء دروب الأجيال وتلهمهم على مر الزمن.