إبداعات.. خطاب صاحب السمو يلامس واقع الأمة
شارك حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله بالجلسة الافتتاحية للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين والتي عُقدت بمقر المنظمة بنيويورك، ولامس خطاب سموه قضايا الأمة العربية بالواقع الراهن ومعاناة الشعوب العربية والإسلامية، واستشراف المستقبل ما بين التحديات والآمال في قلب العاصمة الأمريكية، وحظي الخطاب التاريخي بتأييد العالم، وحمل عدة رسائل قوية وهادفة تحمل قوة الحق في اللغة التي تحدث بها سموه، وتحمل هموم الشارع العربي، وممزوجة بالدلائل الواقعية التي تدين غياب الضمير الإنساني لمدعي الإنسانية في شعاراتهم وأقوالهم وتقاريرهم الدولية وتجاوز الجرائم الإسرائيلية بالإبادة الجماعية وما يحدث بغزة اليوم ويتنافى مع قوانين العدالة الإنسانية والدولية، ومنظمات حقوق الإنسان ولامسناها في كلماته أوقفوا العدوان على غزة وأوقفوا الحرب على لبنان ولن تزول قضية فلسطين إلا بزوال إسرائيل، وهذه العبارة هي رسالة قوية لمن يدركون معنى قوة الحق وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، ونحن أصحاب قوة وحق، وفلسطين عربية وعاصمتها القدس، وهذه مواقف قطر الثابتة في المحافل الدولية، وقضية فلسطين والأمة العربية حاضرة في بداية كل خطاب محلي وعالمي إيمانًا من القيادة والشعب بقضايا الأمة العربية والإسلامية، ورغم كل ما تعرضت له قطر من ادعاءات سياسية وهجمات إعلامية كاذبة إلا أنها لم تتخل عن مواقفها الثابتة ودعمها المادي والسياسي للقضية الفلسطينية والقضايا العربية من لبنان وسوريا والسودان واليمن وليبيا وكل من هو بحاجة للدعم المادي والإنساني والسياسي، والسلام والاستقرار إيمانًا منها بأهمية الحوار السياسي والإستراتيجي على الصعيدين الإقليمي والدولي، والرسالة الأخرى التي تضمنت خطابه واضحة لأصحاب القرار والقادة ولا مجال لغياب العقل السياسي والمواجهة لحل الأزمات السياسية ووضع الحلول للتغلب على التحديات، وانتهى زمن الشعارات الإنسانية بدون تفعيل على أرض الواقع، والصورة أصبحت واضحة للعدوان الإسرائيلي وسياسة الإبادة الجماعية وخاصة للأطفال والشباب والنساء، وهذا هو النهج القطري المبني على السياسات والاستراتيجيات والثوابت القطرية ودعمها المادي والسياسي المتواصل بتقديم الإمدادات الغذائية والمعونات والسعي للوساطة المصرية والأمريكية والشركاء الدوليين واستضافة أعداد كبيرة من الفلسطينيين لتلقي الخدمات العلاجية، ودمجت ما بين الدعم الإنساني والسعي السياسي بلغة الحوار والمنهجية العقلية، وليست الإبادة الجماعية ولكنها رسالة واضحة من سموه لن تزول فلسطين إلا بزوال إسرائيل إيمانًا منه بقوة الحق واسترداد الأرض مهما كانت التضحيات والتحديات، وستعود فلسطين وسترحل إسرائيل ونصلي بالقدس شامخين رافعين الراية العربية وسيعم الأمن والاستقرار كل الشعوب والمنطقة العربية مهما كانت التحديات وقوة العواصف لأن الضريبة باهظة وبحاجة إلى صمود عربي وإسلامي قوي من أصحاب القرار والقيادات والشعوب وهذا لن يأتي إلا إذا أدركنا أن القوة في وحدتنا الداخلية يدًا بيد، وأخيرًا ستظل دولة قطر دولة السلام وداعمة للقضايا العربية والإنسانية والإسلامية ومواقفها الواقعية شامخة بالبطولات الداعمة للجميع وفق نهج وثوابت إنسانية ودينية وسياسية وقريبًا تنتهي الأزمات والحروب ويعم السلام والأمن والاستقرار للأمة العربية والإسلامية ولا يضيع حق وراءه مطالب مهما طال الوقت وحفظ الله قطر قيادة وشعبًا.