عمّان-الراية:
شاركَ المركزُ القطريُّ للصحافة في النسخةِ الثانيةِ من مُلتقى «مستقبل الإعلام والاتّصال» التي عُقدت في العاصمة الأردنية عمّان تحت عنوان: «صعود التحولات وسقوط المفاهيم»، والتي نظّمها مركز حماية وحرية الصحفيين لمدة يومَين، بحضور عربي ودولي كبير، ضمَّ أكثر من 500 إعلامي وإعلامية، وصنّاع محتوى، وخبراء في مجال الاتصال والتكنولوجيا، بالإضافة إلى مؤسَّسات دولية حقوقية وإعلامية.
وتضمّن برنامجُ المُلتقى عددًا من الجلسات الرئيسية؛ لمُناقشة دور الإعلام العربي في مرحلة ما بعد حرب غزة (الواقع والتحولات)، وحماية حقوق الصحفيين والحريات المتاحة، والإعلام التقليدي والإعلام الجديد، وصناعة المحتوى والذكاء الاصطناعيّ.
وأهدى السيّدُ صادق محمد العماري مدير عام المركز القطري للصحافة، درع المركز إلى سعادة الدكتور محمد المومني وزير الاتصال الحكومي في الأردن، كما كرَّم المركز الأستاذ نضال منصور رئيس مجلس إدارة مركز حرية وحماية الصحفيين. وتعليقًا على مشاركة المركز في الملتقى، قال السيد صادق محمد العماري: » تأتي مشاركتنا بالملتقى في سياق الوقوف عند المتغيرات التي تطرأ على المشهد الإعلامي في المِنطقة، وفي إطار وضع الخطط المستقبليَّة التي تهدف إلى تمكين الصحفيين ودعمهم بوجه التحولات العالمية والإقليمية، وقبل كل ذلك ضمان حقوقهم في ممارسة مهامهم دون التعرض للقتل». وأضافَ: «اليوم يحتاج الصحفيون العرب إلى تحقيق أقصى درجات الدعم والتّكاتف، وذلك في مواجهة ما يتعرّضون لهم من جرائم وانتهاكات، خصوصًا في مناطق الحروب والنزاعات، وفي ظلّ العدوان الإسرائيلي المستمرّ الذي يستهدفهم بشكل مباشر».
وتابعَ المديرُ العام: «نسعى في المركز القطري للصحافة إلى توطيد العلاقات مع الجهات المعنية بالشؤون الصحفية والإعلامية في مختلف الدول العربية كجزء من استراتيجيَّة المركز للارتقاء بدور الصحافة في المنطقة، وقد شكَل المُلتقى فرصة لنا لتسليط الضوء على جهود المركز ومساعيه في هذا الإطار».
التطورات التكنولوجية
وخلال الملتقى، أكَّدَ وزير الاتصال الحكومي في الأردن الدكتور محمد المومني، في كلمته الافتتاحية، على أهمية الالتزام بالمواثيق الأخلاقية والمعايير المهنية؛ لضمان جودة الرسالة الإعلامية في ظل التطورات التكنولوجية السريعة، محذرًا من مخاطر انتشار الإشاعات وتأثيرها على الأمن المجتمعي، ومشددًا على ضرورة تعزيز الشفافية والسرعة في تناول الأحداث.
تكاتف الجهود
بدوره، تحدث رئيس اتحاد الصحفيين العرب، ونقيب الصحفيين العراقيين، مؤيد اللامي، عن التحديات التي تواجه الصحفيين في مناطق النزاع، مشيرًا إلى أن الصحافة تواجه تهديدات جادة في ظل الظروف الحالية، مما يستدعي تكاتف الجهود لصنع مستقبل إعلامي أفضل.
وبيّن اللامي أن مهنة الصحافة التي تشهد على ما يحدث حولنا لم تعد كذلك، بل يتم قتل الصحفيين في مناطق الحروب؛ لمنع إيصال الصورة الواقعية للأحداث، وتزييف الحقائق، مشيرًا إلى أن الدول الغربية التي تدعي احترام الحريات والديمقراطية كانت وهمًا ولها وجه آخر كشفت عنه حروب المنطقة، ودلّ على ذلك الاستهانة بأرواح الأفراد العزل، والسكوت عن قتل الصحفيين.
واقع الإعلام والاتصال
من جانبه، أشار المدير التنفيذي لمعهد الصحافة الدولي، سكوت جيفرن، إلى أنه لا يوجد وقت أهم من الآن للحديث عن واقع الإعلام والاتصال؛ بسبب ما يشهده الواقع من انتهاكات للإعلام وقتل الصحفيين، والهجوم عليهم؛ لتشويه السمعة والضغط الكبير على استدامة الصحافة، موضحًا أن ذلك يشجع على إيجاد بيئة للإشاعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويؤثر سلبًا على أمن الصحافة والصحفيين.
وأكّدَ ضرورة الوقوف على التحديات والآليات التي من الممكن أن تضمن حماية الصحفيين خلال تأدية واجبهم، وما يتطلبه ذلك من جهد جماعي، من خلال وضع مساحة كافية؛ لمناقشة هذه التحديات وإبراز حلول وتوصيات حولها.
تحولات جذرية
بدورها، قالت نائب رئيس مجلس إدارة مركز حماية وحرية الصحفيين، سوزان عفانة: إننا في زمن تتبدل فيه المفاهيم وتشهد فيه صناعة الصحافة والإعلام تحولات جذرية، فمن جهة يُختَطَف الرأي العام بعيدًا عن المهنية، وينتشر خطاب الكراهية والتضليل، ومن جهة أخرى نشهد ثورة رقمية وهي تعيد تشكيل جميع جوانب العمل الإعلامي والأدوات والعمليات إلى المشهد الإعلامي بأكمله.
خلال الملتقى أيضًا، أشارت وكيل الأمم المتحدة للتواصل العالمي، ميليسا فليمنق، في كلمة مسجلة، إلى الوضع المأساوي الذي تتعرض له غزة ولبنان من قتل ودمار، وما يحدث للصحفيين الذين فقدوا حياتهم أثناء القيام بأعمالهم، مؤكدة أن وسائل الإعلام موجودة لنقل الحقيقة وممارسة الحريات وليست للقتل وخسارة الحياة.