العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يدمر المكتبة العامة ويستهدف التعليم والثقافة
غزة – قنا:
طال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة كافة جوانب الحياة، مستهدفا المؤسسات الحيوية والتعليمية والثقافية. ومن بين هذه المؤسسات التي لم تسلم من القصف، كانت المكتبة العامة لمدينة غزة التي تعرضت لتدمير كامل في بداية الحرب. فالمكتبة، التي كانت تمثل مرجعا هاما للباحثين والطلاب، أصبحت الآن أنقاضا.
وعلى هذه الأنقاض، تقف الباحثة ميسون ناجي، التي كانت من المترددين الدائمين على المكتبة، حيث كانت تعتمد على ما تحتويه من كتب ومجلات وأبحاث لإتمام دراستها وأبحاثها العلمي، تحاول ناجي لملمة ما تبقى من صفحات كتب عمدت طائرات الاحتلال إلى حرقها منذ بداية العدوان، بعدما سوت مبنى المكتبة المكون من ثلاثة طوابق بالأرض.
تقول الباحثة وهي تسترجع ذاكرتها لأكثر من 15 عاما كانت تتردد خلالها على المكتبة العامة، إن استهداف المكتبة وتدميرها ليس مجرد انهيار مبنى، وإنما يريد الاحتلال من خلاله تجهيل الشعب الفلسطيني، وطمس أي معلم ثقافي حضاري.
وتشير إلى أن تدمير كل جامعات غزة والمكتبات العامة والمراكز الثقافية، ليس له سوى تفسير واحد، وهو أن الاحتلال لا يريد أن تقوم قائمة لمؤسسات الثقافة والعلم والمعرفة، وتعمد حرق أي كتب أو مراجع ومجلدات تاريخية تشكل وعيا بالقضية الفلسطينية، وتعمل على إنضاج المشهد الثقافي في غزة.
وترى الباحثة ناجي أن الخسائر نتيجة استهداف المكتبات لا تقتصر على الجانب المادي، وإنما تمتد لفقدان عناوين معرفية كبيرة جدا، يصعب إعادة بنائها من جديد… مستدركة بالقول “رغم ذلك لن نعدم الوسيلة، ولن نستسلم لمحاولات التجهيل وطمس الرواية الفلسطينية، وسنعيد بناء المكتبات من جديد”.
وتأسست المكتبة العامة في مدينة غزة عام 1981، وكانت تعتبر أحد أهم المعالم الثقافية في المدينة.
وضمت المكتبة حسبما تحدث القائمون عليها أكثر من 100,000 كتاب، تغطي مختلف المجالات العلمية والأدبية والثقافية، بالإضافة إلى آلاف العناوين التي كانت متاحة للباحثين والطلاب والمواطنين.
واستفاد من المكتبة آلاف الباحثين والطلبة الذين كانت مرجعا هاما لهم، وتتبع إدارة المكتبة العامة التي تقع في شارع الوحدة التاريخي وسط غزة إلى بلدية المدينة.
وبهذا الصدد، أكد حسني مهنا المتحدث باسم البلدية في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ أن المكتبة لم تكن مجرد مكان لتخزين الكتب، بل كانت مركزا لتبادل المعرفة وتعزيز الثقافة وتقديم الخدمات التعليمية والبحثية لطلاب الجامعات والأكاديميين والمجتمع بشكل عام، وكانت تضم قاعات متنوعة ومختلفة.
وأوضح مهنا أن غزة فقدت بذلك واحدا من أهم مراكزها الثقافية التي كانت تمثل ملاذا لأبنائها في ظل الحصار والعدوان الإسرائيلي المستمر… مشددا على أن الاستهداف المتعمد للمراكز الثقافية والمكتبات يعتبر جزءا من سلسلة الهجمات الممنهجة على البنية التحتية المدنية والحيوية والمكونات الحضارية والثقافية والتعليمية في قطاع غزة.
وأكد أن القائمين على المكتبة سيبذلون قصارى جهدهم لإعادة بناء ما دمره الاحتلال، وإيجاد بدائل تسهم في استمرار تقديم الخدمات الثقافية والتعليمية.
وناشد المجتمع الدولي والمؤسسات الثقافية في العالم بدعم ومساندة المكتبة العامة في خطواتها، نحو إعادة بناء الصرح الثقافي الهام بعد انتهاء الحرب على غزة.
وكانت وزارة الثقافة قالت إنه يوجد في غزة 76 مركزا ثقافيا، و3 مسارح، و5 متاحف، و15 دار نشر ومركزا لبيع الكتب، و80 مكتبة عامة، طال القصف والتدمير معظمها.