الثقافة الخيط الناظم الذي يحافظ على إرثنا الحضاري
تكريم المبدعين الخليجيين رسالة اعتزاز بإرثنا الثقافي
التعاون شرط رئيسي لمواجهة التحديات الثقافية في زمن الثورات الرقمية
أمين عام مجلس التعاون: التخطيط الثقافي المشترك أساسٌ لبناء حضارة راسخة
الدوحة – قنا:
أكد سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، أن التعاون في المجال الثقافي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، شرط رئيسي لمواجهة التحديات الثقافية في زمن الثورات الرقمية، حيث يتقارب العالم ويسهل فيه طمس الثقافة وتجاهل الخصوصيات.
وقال سعادته إن الثقافة أثبتت عبر تاريخ منطقتنا الخليجية أنها الخيط الناظم الذي يحافظ على إرثنا الحضاري، ما جعلنا نعتز بهويتنا ونبدع من خلالها، منوهًا بأهمية الثقافة باعتبارها صمام أمان وعنصرًا أساسيًا في بناء الإنسان والتنمية، فضلًا عن أنها مقوم رئيسي في نهضة ورقي الشعوب، كونها أسلوب فكر وحياة.
جاء ذلك خلال افتتاح أعمال الاجتماع الثامن والعشرين لأصحاب السمو والسعادة وزراء الثقافة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والذي عقد أمس برئاسة سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة. وأضاف سعادة وزير الثقافة أن الاستراتيجية الثقافية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية 2020 – 2030 تعبر عن العقد الثقافي الذي يؤكد التزامنا بالهوية العربية الإسلامية، والمحافظة على الخصوصية الخليجية، مع التمسك بمبادئ الاحترام المتبادل مع الثقافات الأخرى.
وأوضح أن الأنشطة والفعاليات الثقافية في المشهد الخليجي تمثل رسائل هامة لترسيخ الهوية، وتعكس نجاعة الاستراتيجية في خلق بيئة مناسبة للإبداع في مختلف المجالات، وفي تمكين المبدعين من أداء دورهم في المجتمع، مشيرًا إلى أن الدورة الخامسة لملتقى السرد الخليجي التي عقدت في الدوحة يومي التاسع والعشرين والثلاثين من سبتمبر الماضي، جاءت لتؤكد جزءًا من حراك النخبة والمبدعين في منطقتنا، كما عبرت عن الاهتمام المتزايد بالكتابة السردية إنتاجًا وقراءة، انطلاقًا من أهمية السرد الذي يمثل تعبيرًا ثقافيًا يعكس القيم الإنسانية ورؤية لمستقبل الأجيال القادمة.
وأعرب سعادة وزير الثقافة، في ختام كلمته، عن أمله في أن يسهم الاجتماع في تعزيز العمل الثقافي المشترك، متمنيًا التوفيق للجميع في خدمة الثقافة الخليجية.
تخطيط مشترك
بدوره، وجه سعادة السيد جاسم محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، في كلمة خلال الاجتماع، الشكر إلى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى رئيس الدورة الحالية للمجلس الأعلى لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وإلى إخوانه أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس على توجيهاتهم الكريمة بتقديم كافة أوجه الدعم للمسيرة الثقافية بدول المجلس، مشيرًا إلى أن هذا الدعم انعكس بشكل واضح على مظاهر الثقافة في دول المجلس.
وأكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أن الحفاظ على جذور الثقافة الخليجية يمكننا من بناء حضارة شامخة لا تهزها التحديات ولا تنال منها تقلبات الزمن، مشيرًا إلى أن التخطيط المشترك لمسيرة العمل الثقافي بمجلس التعاون ينبع من القرارات التي تقررها هذه اللجنة، والتي حققت العديد من الإنجازات، وساهمت في تعزيز مكانة دول المجلس الإقليمية والعالمية من خلال تراثها الحضاري العريق وانفتاحها على كافة الحضارات.
وأضاف أن جدول أعمال الاجتماع يتضمن موضوعات هامة، منها الاستراتيجية الثقافية لدول المجلس 2020 – 2030، وكذلك تقرير أعمال مركز الترجمة والتعريب والاهتمام باللغة العربية، الذي يضم مجموعة من الدراسات التي تبرز التطورات الأخيرة في مجال الترجمة.
استراتيجية ثقافية
من جانبه، قال الدكتور غانم بن مبارك العلي وكيل الوزارة المساعد للشؤون الثقافية بوزارة الثقافة، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية، إن الاجتماع أقر الاستراتيجية الثقافية في مجلس التعاون لدول الخليج العربية 2020 – 2030، والتي تركز على تعزيز التعاون الثقافي المشترك مع عدد من الدول الشقيقة مثل العراق والأردن والمغرب، كما تمت مناقشة تقرير مركز الترجمة والتعريب في سلطنة عمان وتم اعتماد الخطة السنوية له، فضلًا عن مناقشة عدد من المشروعات الثقافية المستقبلية.
وعلى هامش الاجتماع الثامن والعشرين لأصحاب السمو والسعادة وزراء الثقافة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، كرم سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة ووزراء الثقافة الخليجيين، عددًا من المبدعين من أبناء دول المجلس.
موطن الإبداع
وشمل التكريم كلًا من السيد علي الفياض الباحث في التراث، والسيد محمد عبدالله المرزوقي ملحن وإعلامي، من دولة قطر، وشيخة مبارك الناخي ومرعي الحليان من الإمارات، ودلال الشروقي وعبدالله محمد الخان من البحرين، ونبيلة عبدالله البسام ومرزوق بن صنيتان بن تنباك من المملكة العربية السعودية، ويحيى بن سلام المنذري من سلطنة عمان، وثريا البقصمي ونبيل شعيل من الكويت.
وقال السيد خالد بن علي بن سالم السنيدي الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية والتنموية بالأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، خلال حفل التكريم، إن الدوحة لطالما كانت موطن الإبداع ومنارة الثقافة، منوهًا في هذا الصدد بدعم القيادة الرشيدة لدولة قطر اللامحدود لميادين الثقافة والفكر في مجلس التعاون، كما عبر عن اعتزازه بما وصلت إليه دول المجلس من مكانة مرموقة إقليميًا ودوليًا في مجال الثقافة وغيرها من المجالات.
من جانبه، أكد الكاتب العماني يحيى بن سلام المنذري، في كلمة ألقاها نيابة عن المكرمين، أن تكريم المبدع يعتبر لفتة حضارية وتقديرًا لإبداعه يشعره بالفخر ويدفعه لبذل المزيد من العطاء، منوهًا باهتمام وزارات الثقافة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالاستمرار في تطوير وتمكين وتقوية مجالات الثقافة والإبداع المختلفة ومواكبة التقدم العلمي والثقافي. وأشاد بجهود دولة قطر وتنظيمها الناجح لهذه التظاهرة الثقافية، وكذلك بجهود الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية على اهتمامها المتواصل بالأنشطة.