المجتمع الدولي عجز عن وقف الإبادة الجماعية للفلسطينيين
قطر استضافت نسخة استثنائية فريدة من المونديال
الدوحة – قنا:
أكد سمو الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، ولي عهد دولة الكويت، أن العالم اليوم يواجه العديد من التحديات والمخاطر الأمنية، والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والمناخية، التي تتطلب وتحتم تضافر الجهود والعمل الجماعي لمواجهتها بشكل فعال وحاسم.
وقال سموه، في كلمته خلال القمة الثالثة لحوار التعاون الآسيوي، إن «كثيرًا من تلك التحديات التي تعصف بعالمنا اليوم نراها – وللأسف – في قارتنا الآسيوية، كالنزاعات المسلحة، وتفشي الأمراض، والفقر المدقع، والأمية، والبطالة»، إلا أنه رغم ذلك فإن القارة تمتلك مقومات مشتركة هائلة وموارد بشرية ومادية ضخمة وقدرات كبيرة، تشكل أرضية صلبة «يمكن من خلالها تجاوز مختلف التحديات التي تواجه دولنا وتحقق تطلعات شعوبنا وآمالها».
وأضاف سموه إن من أبرز التحديات التي تواجهها القارة، ما تتعرض له فلسطين من عدوان سافر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي لما يقارب العام، راح ضحيته أكثر من واحد وأربعين ألف فلسطيني، الغالبية العظمى منهم نساء وأطفال.
وتابع: «وللأسف، كل ذلك يحدث في ظل عجز المجتمع الدولي عن وقف هذه الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق، وذلك بسبب ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين في تطبيق القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي».. مجددًا سموه، إدانة دولة الكويت واستنكارها الشديدين لاستمرار هذا العدوان على دولة فلسطين، ودعوتها للمجتمع الدولي، وعلى وجه الخصوص مجلس الأمن، لتحمل مسؤولياته، والعمل على وقف هذا العدوان، وبشكل فوري.
كما دعا سمو ولي عهد دولة الكويت إلى مواصلة دعم ومساندة الشعب الفلسطيني، وقضيته العادلة، وحقه في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، موضحًا أن إفلات إسرائيل -القوة القائمة بالاحتلال- من العقاب وعدم محاسبتها ومساءلتها أدى إلى استمرار ارتكاب مزيد من الجرائم واتساع رقعة هذا العدوان، «وهو الأمر الذي كنا دائمًا نحذر منه ومن عواقبه على دول المنطقة، وهو ما نشهده اليوم من عدوان آثم على الجمهورية اللبنانية».
وشدد سموه على أنه يجب أن يكون لقارة آسيا وقفة حازمة وصريحة، يعلو فيها صوتها دفاعًا عن العدل، والضمير الإنساني، والحق.. حق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة في العيش بحرية وكرامة وسلام.
ومن جهة أخرى، قال سمو ولي عهد دولة الكويت إن «الدبلوماسية الرياضية»، شعار القمة هذا العام، تعد أداة هامة في الدبلوماسية العامة، وتعتبر في الوقت نفسه أحد أنواع القوى الناعمة القادرة على جمع الشعوب والمجتمعات والثقافات، مؤكدًا أن الرياضة تعد وسيلة محورية لتحقيق السلام والتنمية، وتساهم في غرس ونشر قيم التعاون والتسامح والتضامن والتعايش السلمي بين الشعوب.
وأضاف: «في قارتنا الآسيوية أمثلة عديدة للترجمة الفعلية لمفهوم الدبلوماسية الرياضية وغاياتها وأهدافها النبيلة والسامية، وأهم هذه الأمثلة استضافة دولة قطر الشقيقة لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، في نسخة استثنائية فريدة من هذه البطولة، والتي شكلت نموذجًا ناجحًا لجمع الشعوب وتمازج الثقافات واللغات من مختلف بقاع العالم، وساهمت في نشر الثقافة الخليجية والعربية والإسلامية واندماجها مع الثقافات الأخرى، وها نحن نتطلع إلى استضافة المملكة العربية السعودية الشقيقة لبطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2034».