لبنان اسم له جذور تاريخية ولغوية عميقة، و يُعتقد أن الاسم مشتق من الكلمة السامية «لبن» ، التي تعني «البياض» ، و يُرجح أن هذا الاسم يشير إلى الجبال المغطاة بالثلوج في فصل الشتاء، أو إلى أشجار الأرز التي تشتهر بها البلاد.
تاريخيًا، استخدم الفينيقيون، وهم سكان لبنان القدماء، أسماء مختلفة للإشارة إلى مناطقهم، ولكن الاسم «لبنان» استمر في الوجود عبر العصور، ففي العصور القديمة، تمت الإشارةُ إلى لبنان في النصوص المصرية القديمة والنقوش الآشورية والرومانية. كما أن الجبال اللبنانية ومواردها الطبيعية، مثل الأرز، كانت معروفة في تلك الفترات، مما ساهم في شهرة المنطقة.
اليوم، يُستخدم اسم «لبنان» للإشارة إلى الدولة الحديثة التي تقع في منطقة الشرق الأوسط، وهو يرتبط بتاريخ طويل وثقافة غنية. على مدى السنوات الماضية مَرَّ لبنان بجروح كبيرة، وعلى مايبدو أن هذه الجروح لم تُشفَ بعد.
لبنان جريحٌ بسبب مجموعة من العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أثرت عليه على مر السنين، منها:
1- شهِدَ لبنان تاريخًا طويلًا من الصراعات السياسية، بما في ذلك الحرب الأهلية التي استمرت من 1975 إلى 1990، وهذه الصراعات أدت إلى انقسام المُجتمع اللبناني وزيادة التوترات الطائفية.
2- يعاني لبنانُ من أزمة اقتصادية خانقة، حيث شهدت العُملة الوطنية انهيارًا كبيرًا، وارتفاعًا غير مسبوق في معدلات البطالة والفقر.
3- لبنان يقع في منطقة مشتعلة بالصراعات، ما يجعله عُرضة للتأثيرات الخارجية والتدخلات من القوى الإقليمية والدولية.
4- تعاني البلادُ من انعدام الثقة بين المواطنين والحكومة، ما يؤدي إلى تدهور الخدمات العامة مثل التعليم والصحة.
كل هذه العوامل تُسهم في جعل لبنان «جريحًا»، ما يستدعي جهودًا كبيرة من المجتمع الدولي والمحلي لإعادة بناء البلاد وتحقيق الاستقرار، وإن دعمه في أزمته يتطلب جهودًا من مُختلف الأطراف، سواء كانت دولًا أو منظمات غير حكومية أو أفرادًا.
على الرغم من كل جراحه يظل لبنانُ بلدًا جميلًا ومحبوبًا لدى الجميع و لعدة أسباب:
1- لبنان يتميز بتنوع ثقافاته ودياناته، ما يخلق بيئة غنية بالتقاليد والعادات المختلفة.
2- يمتلك لبنان مناظر طبيعية رائعة، من جبال الشوف إلى سواحل البحر الأبيض المتوسط، ما يُوفر فرصًا رائعة لممارسة الرياضات الجبلية والأنشطة المائية.
3- تُعد المأكولات اللبنانية من بين الأكثر شهرة في العالم، مع أطباق مثل التبولة، والحمص، والكباب، ما يجعل تجربة الطعام في لبنان فريدة من نوعها.
4- يتمتع اللبنانيون بسمعة طيبة في الضيافة والكرم، ما يجعلُ الزوار يشعرون بالراحة والترحيب.
5- يمتلك لبنانُ تاريخًا عريقًا يعود لآلاف السنين، مع العديد من المواقع الأثرية والتاريخية التي تعكس حضارات مُختلفة.
6- تُعرف المدن اللبنانية، خاصة بيروت، بحياتها الليلية النابضة بالحياة، مع العديد من المطاعم.
7- يُعتبر لبنان مركزًا للفنون والثقافة في المنطقة، حيث يحتضن العديد من المهرجانات الفنية والموسيقية والمعارض.
8- يتمتع بموقع استراتيجي يجعله نقطة وصل بين الشرق والغرب.
بفضل هذه السمات، يُعتبر لبنان وجهة مميزة تجذب السياح والمغتربين، ما يُسهم في جماله وشعبيته.
ورسالتي إلى اللبناني العزيز في ظل الأزمات والتحديات التي يمر بها لبنان الغالي، أود أن أعبّر عن تضامني العميق مع الشعب بجميع أطيافه. إن ما يمر به لبنان من صعوبات اقتصادية واجتماعية وصحية هو أمر مؤلم لنا جمعيًا، ويؤثر في حياة الملايين من الناس.
أعلم أنكم تواجهون صعوبات يومية، لكنني أؤمن بقوة الشعب اللبناني وقدرته على التغلب على هذه الأزمات، كما أنني أُعجب بروح الإصرار والتضامن التي تُميزكم.
إن تنوع لبنان الغني وثقافته العريقة هما من أكبر كنوزه. في هذا الوقت العصيب، دعونا نتذكر أن التعددية هي قوة، وأن الوحدة والتعاون بين جميع فئات المجتمع اللبناني هي السبيل للخروج من هذه الأزمة.
إلى كل لبناني ولبنانية، أنتم لستم وحدكم. قلوبنا وأفكارنا معكم، ونحن نقف معكم في هذه الأوقات الصعبة، و نأمل أن تشرق شمس الأمل قريبًا، وأن يعود لبنان ليكون منارة للسلام والاستقرار في المنطقة.