إبداعات.. الدبلوماسية الرياضية والتجربة القطرية
افتتح حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدى، حفظه الله ورعاه القمة الثالثة لحوار التعاون الآسيوي تحت عنوان «الدبلوماسية الرياضية»، وبحضور رفيع المستوى من الرؤساء والوزراء وكبار المسؤولين وأصحاب القرار.
يأتي انعقاد هذه القمة في ظل التحديات والتوترات والتصعيد السياسي بالمِنطقة، خاصة ما يحدث من أزمات سياسية، وغياب القيم الإنسانية ومنظمات المجتمع الدولي وحقوق الإنسان عما نراه اليوم بغزة والسودان ولبنان وغيرها، ولا نعلم إلى أين تستمر هذه التوترات بعد التصعيد المستمر يومًا بعد يوم، حيث تحولت إلى مأساة إنسانية، راح ضحيتها آلاف الأطفال والنساء والشباب. وعنوان «الدبلوماسية الرياضية» الذي اختارته الدوحة لاستضافة القمة، يأتي من رؤيتها واستراتيجيتها الثابتة وسياستها الحكيمة في إدارة الأزمات والتصدي لكافة التحديات السياسية والاقتصادية بالقوة الناعمة، كتجرِبة واقعية، بكل الأزمات السياسية والاقتصادية والصحية، وتعتبر الدوحة رائدة بأدوارها السياسية والدبلوماسية في المِنطقة والعالم، خاصة استضافة مونديال قطر ٢٠٢٢، حيث ساهمت الرياضة في خلق روح التسامح والتقارب بين الشعوب وتبادل الخبرات، لأن الرياضة جسر بين الشعوب، وتمَّ الترويج للثقافات العربية والآسيوية والأوروبية والإفريقية، إيمانًا منها بقيم ومفاهيم السلام، حتى أصبحت «الدوحة»، أيقونةً ورمزًا للسلام والتضامن ونموذجًا للدبلوماسية الرياضية في خلق مسارات السلام في العالم، وتجرِبة رياضية ودبلوماسية يُحتذى بها بكل العالم، وبحضور آسيوي بالأراضي القطرية، نظرًا لتجارِبهم الناجحة، وما حققته بُلدانهم من تقدمٍ وتطورٍ ملموسٍ في مجالات متعددة للتكنولوجيا والطاقة والزراعة والتعليم، وساهمت هذه التطورات في التنمية وزيادة الإنتاج المحلي، وهذا ما أكد عليه حضرة صاحب السمو أمير البلاد المُفدى في خطابه، بأن القارة الآسيوية تحتل مكانة مهمة، سياسيًا واقتصاديًا، ولا بدّ من تعزيز الروابط بين دولنا والاستفادة من نقاط القوة المشتركة، وبالفعل ستنعكس هذه الرؤية على المِنطقة والعالم، إذا استفادت كل دولة من قوة وخبرات وتجارِب الدول الأخرى، وربما تكون الدبلوماسية الرياضية طريقًا لحقن الدماء والصراعات السياسية، وخفض التوترات بالمِنطقة، والمساهمة في بناء شراكات لتعزيز التنمية، وبالإمكان استعراض الآثار الرياضية والإنسانية والثقافية لكل البطولات والفعاليات الكُبرى التي استضافتها الدوحة والدول الصديقة، وما خلفته من آثار تنموية كبيرة في شتى القطاعات، وأبرزها السلام، وهو النهج والسياسة الثابتة لدولة قطر، وهو دور رياضي ودبلوماسي متزن، وتخطت به كل التحديات، وأبرزها استضافة مونديال قطر ٢٠٢٢، وما زلنا نحصد ثماره حتى اليوم، وبالفعل هذه القمة فرصة كبيرة للتعاون الإنساني والحوار المشترك، المبني على قيم وثوابت إنسانية وقانونية تحترمها الشعوب والقيادات لتخطي الوضع الراهن وحقن الدماء، وحفظ الله قطر، قيادةً وشعبًا.