يهدف هذا المُقترح إلى الاستفادة المُثلى من الكوادر الطبية القطرية عبر تحويلهم إلى رؤساء ومديرين في نفس اختصاصاتهم الطبية، بحيث يصبحون خبراء واستشاريين إداريين في مجالاتهم، والهدف هو عدم تحويلهم إلى مناصب إدارية عامة، ما يؤدي إلى الاستغناء عن خبراتهم الطبية القيمة التي تم استثمار الكثير في تعليمهم وتدريبهم عليها. فتحويل الكوادر الطبية إلى مناصب إدارية عامة يُعدُّ هدرًا للمال العام ويضر بقطاع الرعاية الصحية.
على سبيل المثال، يمكن تشبيه هذا النهج بما حدث سابقًا عند تحويل التربويين إلى البند المركزي، ما أدى إلى إهدار خبراتهم في أوج عطائهم، بدلًا من الاستفادة منهم في المجال الذي تم تدريبُهم عليه، تم نقلُهم إلى وظائف إدارية لا تتناسب مع خبراتهم.
ينبغي أن تكون الاستمرارية المُستدامة للأطباء والكوادر الطبية جزءًا من استراتيجية تطوير النظام الصحي. أفضلُ الأطباء في الدولة وعلى المستوى الإقليمي والعالمي يجب أن يُستَمَّر في تطوير مهاراتهم الطبية، وليس تحويلهم إلى مديرين إداريين لا يمتلكون الخبرة الإدارية الكافية. هذا التحول قد يؤدي إلى العديد من الأخطاء الإدارية، وزيادة التظلمات ورفع القضايا في المحاكم الإدارية.
تحويل الأطباء إلى مناصب إدارية عامة يُحدث تخبطًا إداريًا، ويؤدي إلى ضعف في الإدارة وزيادة استقالات الموظفين القطريين. كما أن هذا التحول يقلل من المهارات الطبية لدى الكوادر القطرية بسبب قلة ممارستهم لمهنهم الطبية. بالإضافة إلى ذلك، هؤلاء الأطباء لا يملكون الخبرة الإدارية في مجالات مثل القوانين الإدارية، الهيكل التنظيمي، الميزانيات، والشؤون المالية.
الكوادر الطبية التي قضت حياتها في مجال الطب البحت، بما في ذلك الحصول على الماجستير والدكتوراه في التخصصات الطبية، يجب أن تظل متخصصة في مجالها وأن تُطوَّر لتصبح خبراء واستشاريين، بهدف تحقيق الإنجاز الطبي ورفع مستوى الرعاية الصحية في قطر.
نحتاج إلى دماء جديدة مُتخصصة في الإدارة العامة، مع هيكل تنظيمي معتمد يضمن التدرج الوظيفي المدروس للكوادر الطبية نحو المناصب الإدارية داخل مجالاتهم، وليس تحويلهم إلى مناصب إدارية عامة.
نقترح تعاون مركز القيادات (صناع القادة) لإجراء اختبارات تقيس مستوى الكفاءة الإدارية لدى الكوادر الطبية، مع وضع شروط واضحة وصارمة تضمن التحويل إلى مناصب إدارية تتناسب مع تخصصهم الطبي، حفاظًا على الكفاءة ومنع المحاباة في التوظيف.
بعد تقاعد الأطباء والكوادر الطبية، يمكن الاستفادة من خبراتهم عبر تدريسهم في الجامعات المحلية مثل جامعة قطر، ما يُسهم في بناء جيل جديد من الكوادر الطبية القطرية المتميزة.
قطر دائمًا تستحق الأفضل، ويجب أن يكون هدفُنا الحفاظ على الكفاءات الطبية وتطويرها لضمان تقديم أفضل الخدمات الصحية.

خبيرة واستشارية في مجال التغذية العلاجية والمجتمعية

[email protected]